خبراء تعليقًا على حوار "بنعلي": تصدير الهيدروجين الأخضر يتصدر خطط المغرب
داليا الهمشري
أكد خبراء أهمية تصريحات وزيرة الطاقة المغربية الدكتورة ليلى بنعلي، في حوارها الحصري مع منصة الطاقة المتخصصة، ودلالات ما ورد بخصوص الهيدروجين الأخضر، وأيضًا التجهيز للبنية التحتية للغاز.
ويبذل المغرب جهودًا مكثفة من أجل تصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، أبرزها ما أعلنته الحكومة الشهر الماضي بتفعيل "عرض المغرب" من أجل تطوير قطاع هذا القطاع المهم.
وأكدت وزيرة الطاقة ليلى بنعلي -في حوار قبل أيام مع منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن عرض الهيدروجين الأخضر يُعدّ أحد المشروعات الهيكلية في خطط المملكة لتأمين الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل، بالإضافة إلى التوسع في مشروعات تحلية مياه البحر بالطاقة المتجددة.
وردًا على تصريحات وزيرة الطاقة المغربية حول مقارنة المغرب بتركيا بصفتها ممرًا لمجموعة من الطاقات، أكد خبير الطاقة المغربي الدكتور أمين بنونة أن المقارنة بتركيا ليست خالية من المعنى.
وأرجع التشابه بين المغرب وتركيا إلى أن الأخيرة بلد يعتمد بشكل كبير على الواردات (ثلاثة أرباع)، ولكن يمرّ عبره الكثير من ناقلات الطاقة (الغاز والنفط والكهرباء).
تصدير الكهرباء المتجددة
أوضح بنونة -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن المغرب يختلف عن تركيا في كون تصدير الكهرباء المتجددة لا يواجه أيّ مشكلات، بينما يخضع تصدير مصادر الطاقة الأخرى لشرطين: أولهما تشييد خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، وأن يحقق استعمال الطاقة بالهيدروجين الأخضر الجدوى الاقتصادية المطلوبة خلال أفق زمني معقول يتراوح ما بين 10 و15 عامًا.
وكانت شركة إتافاتات (ETAFAT) المغربية قد أعلنت يوم 10 مايو/أيار 2024 بصورة رسمية بدء عمليات المسح البري لمشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، بعد حصولها على الضوء الأخضر عقب اجتماع عُقد مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن ومؤسسة النفط الوطنية النيجيرية.
واستهدفت دراسات الشركة المغربية أن يمتد الأنبوب على طول ساحل غرب أفريقيا من نيجيريا إلى المغرب مرورًا بـ11 دولة، هي: بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
ويبلغ طول أنبوب الغاز المغربي النيجيري نحو 5 آلاف و660 كيلومترًا، ويُخطط لتنفيذه على 3 مراحل، إذ سيبدأ في نيجيريا، ليربط العديد من دول غرب أفريقيا في طريقه إلى المغرب، ومنها إلى أوروبا، عبر ربطه بخط الأنابيب المغاربي الأوروبي الممتد إلى إسبانيا.
مشروع الهيدروجين الأخضر
يقول الخبير المغربي أمين بنونة، إن العالم يستهلك نحو 100 مليون طن من الهيدروجين، منها ما بين 200 و400 ألف طن من الهيدروجين الأخضر.
وأضاف أن المكتب الشريف للفوسفات في المغرب يحتاج إلى نحو مليون طن من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2030، مما يتطلب إنتاج نحو 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر في المغرب نفسه.
وتابع أن المغرب سيمثّل داعمًا ممتازًا لسوق الهيدروجين الأخضر الحالي، وسيضعه في وضع جيد للحصول على حصة سوقية في قرارات الاتحاد الأوروبي، باستيراد 10 ملايين طن بحلول عام 2030.
وينطبق هذا على الاستعمالات الصناعية للهيدروجين الأخضر، موضحًا أن المستقبل سيحدّد ما إذا كان نمو السوق ومنحنى التعلم سيؤديان إلى انخفاض كافٍ في الأسعار لبدء استخدامات الطاقة، مستبعدًا أن تكون بصورة مكثفة خلال المدة ما بين عامي 2035 و2040.
الاستغناء عن الفحم
علّق الدكتور أمين بنونة على تصريحات وزيرة الطاقة ليلى بنعلي في حوارها مع منصة الطاقة حول نية المغرب التوقف عن استعمال الفحم وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030، قائلًا، إن المملكة تواجه قيودًا على اتفاقيات شراء الطاقة الخاصة التي تبلغ 24 ألف غيغاواط ساعة من الكهرباء المولدة بالفحم سنويًا حتى عام 2045.
وأوضح أن دخول الغاز الطبيعي حيز التنفيذ سيتمّ بصورة تدريجية، "وإذا تمّ ضمان التوزيع الوطني للغاز الطبيعي، فإن المغرب لديه اليوم سوق محتملة تبلغ مليوني طن من النفط المكافئ للاستعمالات المهنية والصناعية للفحم وزيت الوقود والبروبان، التي يمكن استبدالها بالغاز الطبيعي".
ومن جانبه، أوضح الخبير المغربي، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الدكتور جواد الخراز، أن المغرب يخطط لأن يكون ممرًا للطاقة الخضراء إلى أوروبا.
وسلّط الضوء -في تصريحاته إلى منصة الطاقة- على أن المغرب لديه خطط طموحة للتوسع في مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا، مشيرًا إلى أن البلاد لديها خط أنابيب غاز يربطها مع إسبانيا والبرتغال، ويمكن استغلاله في تصدير الهيدروجين الأخضر مستقبلًا.
وتوقّع أن يكون المغرب لاعبًا رئيسًا في تصدير الهيدروجين ومشتقاته إلى أوروبا والكهرباء الخضراء بصفة عامة.
وأكد الخراز أن المغرب كان من الدول السبّاقة إلى وضع خريطة طريق للهيدروجين الأخضر، وأن الحكومة كانت قد أعلنت رسميًا، منذ ما يقرب من شهر ونصف، تفعيل "عرض المغرب" من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، الذي يتضمن تخصيص قطع أرض مساحتها مليون هيكتار لإنتاج الهيدروجين والبنية التحتية المرتبطة بذلك من مشروعات تحلية المياه والطاقة المتجددة لتغذية الإنتاج.
موضوعات متعلقة..
- بدء عمليات مسح لتحديد مسار أنبوب الغاز المغربي النيجيري (صور)
- جولة داخل مركز الطاقة الخضراء في المغرب.. و4 مشروعات بحثية غير مسبوقة (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- خبير أوابك: دولة أفريقية سترسم خريطة الطاقة عالميًا خلال سنوات
- مسؤول مغربي: لدينا أكبر محطة شمسية مركزة في العالم.. وأنتجنا أكثر من 120 مشروعًا بحثيًا (حوار 1/2)
- التواطؤ مع أوبك.. "ذريعة" بايدن لمحاربة شركات النفط الأميركية
ما شاء الله على المغرب.. دولة تعمل أكثر مما تتكلم.. بارك الله جهودكم لمستقبل زاهر.