شل تطور مشروعًا لاستعمال الهيدروجين في تسيير منصات الحفر
أسماء السعداوي
كشفت شركة النفط متعددة الجنسيات شل (Shell) أحدث مشروعاتها الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون من مواقع عملياتها البحرية في البرازيل، ضمن مساعيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وشاركت "شل برازيل" التابعة لعملاقة النفط والغاز العالمية في مشروع بحث وتطوير تقنية لإضافة الهيدروجين إلى محركات الديزل في السفن البحرية، مثل منصات الحفر والناقلات.
ووفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبلغ حجم استثمار شل بالمشروع التجريبي 500 مليون ريال برازيلي (97.04 مليون دولار) سنويًا.
(الريال البرازيلي= 0.19 دولارًا أميركيًا).
وبحسب شل، يُسهم المشروع في إزالة الكربون من صناعة النفط والغاز البحرية، ويحول دون إطلاق ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون، كما يخفض التكاليف التشغيلية.
مشروع شل لخفض الانبعاث البحرية
يضم مشروع استعمال الهيدروجين في تسيير منصات الحفر والناقلات البحرية إلى جانب شل شركات "أوسيان" (Ocyan) و"إل زد إنرجيا" (LZ Energia) وشركة "بروتيوم ديناميكس" (Protium Dynamics).
وسيبحث القائمون على المشروع إمكان إضافة الهيدروجين إلى محركات الاحتراق الداخلي العاملة بوقود الديزل المشغل للسفن البحرية، من أجل خفض استهلاك الديزل وآثاره في البيئة، وكذلك تقليص حجم تكاليف العمليات البحرية.
وإيمانًا بالمكاسب من المشروع، ستستثمر شل برازيل 17.7 مليون ريال برازيلي (نحو 3.46 مليون دولار) لجعل المشروع قابلًا للتطبيق، بالإضافة إلى الـ97.04 مليون دولار لأخرى لأعمال البحوث والابتكار في التقنيات الجديدة.
وبعد معايرة حقن الهيدروجين بالمحرك، تتوقع شل أن تؤدي التجربة إلى خفض انبعاثات غاز الدفيئة بما يصل إلى 10%، بالإضافة إلى خفض التكاليف التشغيلية، حسب تقرير لمنصة "أوفشور إنرجي" (offshore-energy).
وتشير التقديرات إلى أن المشروع سيخفّض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 4.5 طن سنويًا، كما أنه بالإمكان تطبيق التقنية على محركات منصات الحفر والناقلات.
ويتضمن المشروع إقامة منظومة لإنتاج الهيدروجين حسب الطلب للتغلب على تحدي تخزين الهيدروجين ونقله داخل مواقع العمليات البحرية.
كما سيكون النظام الجديد قادرًا على استمرار جمع وتأويل بيانات المحرك وحساب مقدار الهيدروجين الذي سيُنتج، ثم ضخّه بأمان وكفاءة إلى المحرك.
تقترح الطريقة الجديدة إضافة الهيدروجين إلى محركات الديزل المركبة في الناقلات أو منصات الحفر البحرية، وهو ما سيقلل الحاجة إلى إجراء تعديلات كبيرة.
تفاؤل بالنتائج
أعرب مدير المشروعات التكنولوجية في شركة شل، إيلي غوميز، عن تفاؤله بنتائج مشروع "إتش تو آر" (H2R) أو استعمال الهيدروجين لخفض الانبعاثات والاستهلاك.
وقال، إن التقنية التي ما زالت قيد التطوير تهدف إلى خفض استهلاك الوقود وانبعاثات غازات الدفيئة والإسهام في عمليات إزالة الكربون من صناعة النفط والغاز البحرية.
بدوره، أوضح مدير شركة "إل زد إنرجيا" إيغور زورنيتا زانيلا أن الهيدروجين سيقوم بدور المحفّز، ما سيؤدي إلى زيادة كفاءة الوقود.
وأشار إلى أن التحسن بالكفاءة يرجع إلى تعظيم الاستفادة من حرق الوقود، ومن خلال إضافة جرعات صغيرة من الهيدروجين يحدث الحرق مع تأخير حدوث اشتعال أقصر وبصورة أكثر تناغمًا، ما يؤدي إلى عملية حرق أكثر اكتمالًا وشمولًا.
ولفت إلى أن الجزيئات التي كانت تتسرب خلال عملية حرق الوقود في شكل انبعاثات مُلوثة، ستُستعمل في التقنية الجديدة، ما يعني الحاجة إلى وقود أقلّ للقيام بالمهمة نفسها.
يُشار هنا إلى أن شركة "إل زد إنرجيا" أجرت دراسات على التقنية وطبّقتها على محركات الشاحنات منذ عام 2015.
كما أظهرت اختبارات ميدانية ومعملية مختلفة أن التقنية تقلل استهلاك الديزل والانبعاثات بنسبة 10%.
ورغم ذلك، سيُجرى المزيد من الاختبارات المعملية على محرك كبير لتحسين وإنضاج التجربة، وصولًا إلى تقييم تشغيلها وسط البحر.
موضوعات متعلقة..
- شل تتجه للتخارج من جنوب أفريقيا بعد 122 عامًا.. القصة كاملة
- فشل ذريع لأحد أكبر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في كندا..ما القصة؟
- نتائج أعمال شل في الربع الأول 2024 تهبط بالأرباح 20%
اقرأ أيضًا..
- 7 شركات صينية تسيطر على تراخيص النفط والغاز في العراق (صور)
- مشروع الرويس للغاز المسال.. إحدى أقل المنشآت انبعاثًا في العالم (إنفوغرافيك)
- خبير أوابك: دولة أفريقية سترسم خريطة الطاقة عالميًا خلال سنوات
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)