تركيب الألواح الشمسية في الصحراء الكبرى ينذر بكارثة مناخية.. لماذا؟
محمد عبد السند
- يعوّل على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء النظيفة وتحقيق أمن الطاقة
- يجب التخلي عن استعمال الألواح الشمسية في توليد الكهرباء في الصحاري
- تتراوح سعة الخلايا الشمسية ما بين 450 و600 واط
- تحويل الصحراء إلى محطات طاقة شمسية سيكون مصحوبًا بتداعيات سلبية على المناخ
- تشتد الحاجة إلى التحول نحو مشروعات أكثر واقعية
تكشف الألواح الشمسية، التي تُعد الأدوات الأكثر أهمية في توليد الكهرباء النظيفة من ضوء الشمس، عن وجهها الآخر حال لم يُراع البُعد الأخلاقي عند استعمالها في الصحاري، وما يترتب عليه من تغيير أنماط المناخ في تلك البيئات.
ولا يختلف اثنان على الثورة التي أشعلتها الطاقة الشمسية بصفتها مصدرًا للكهرباء النظيفة، والتي تعوّل عليها حكومات الدول في التخلص من غازات الدفيئة والتحوط من صدمات الطاقة المحتملة في ظل عالم تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية.
وتفرض المخاطر التي يشكّلها استعمال الألواح الشمسية في المناطق الصحراوية ضرورة التخلي عن تلك الأدوات في توليد الكهرباء واستبدال المرايا العاكسة في تقنية الطاقة الشمسية المركزة بها، على سبيل المثال.
وفي المتوسط تتراوح سعة الخلايا الشمسية ما بين 450 و600 واط، وهي ميزة تعزز شعبية الألواح الشمسية، وتزيد انتشارها بين مواطني الدول لتوليد كهرباء موثوقة بأسعار ميسورة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
173 ألف تيراواط/ساعة
تكتسب الألواح الشمسية زخمًا متناميًا، لا سيما في سياق التحول الأخضر الذي تتدافع حكومات الدول عليه، أملًا في تحقيق أهداف الحياد الكربوني.
ولطالما نُظر إلى أكبر صحاري العالم مثل الصحراء الكبرى في أفريقيا، وصحراء غوبي في آسيا، والصحراء العربية على أنها مواقع مهمة لنشر الألواح الشمسية لمساحتها مترامية الأطراف، ما يُعزز كمية الكهرباء النظيفة المولدة من السطوع الشمسي باستعمال تلك الأدوات النظيفة، وفق ما أورده موقع إيكو نيوز (Eco News).
ورغم وفرة السطوع الشمسي في الصحاري فإن نشر خلايا شمسية بأعداد هائلة بها يُعد خطأً جسيمًا لتداعياته الخطيرة على المناخ والبيئة بوجه عام.
فوفقًا لعالم الفيزياء الألماني غيرهارد كنيس تمتص الصحاري، خلال مدة لا تتجاوز 6 ساعات، كميات من الطاقة الشمسية تصل إلى 173 ألف تيراواط/ساعة، ما يزيد على استهلاك البشر من هذا المصدر النظيف في عام كامل، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
كارثة الصحراء الكبرى
تُعرَف الصحراء الكبرى بمناخها الجاف قليل الأمطار، وبكونها منطقة كبيرة ومسطحة تقل فيها، أو حتى تنعدم، الأغطية السحابية، وأي مظاهر للحياة البرية، إلى جانب مجموعات البشر المحدودة التي تقطن هذه المناطق.
وقد تدفع تلك الخصائص الكثيرين إلى الاعتقاد بأن الصحراء الكبرى، أكبر الصحاري الحارة في العالم بمساحة تزيد على 9 ملايين كيلومتر مربع، هي "المكان المثالي" لنشر المحطات الشمسية بأعداد كبيرة.
وبينما يُنظر إلى الصحراء الكبرى بوصفها واحة لمصدر الطاقة النظيفة والمستدامة التي يمكن أن تَسُد الطلب العالمي على الكهرباء، فإن تحويل الصحراء إلى محطات طاقة شمسية سيكون مصحوبًا، في نهاية المطاف، بتداعيات سلبية على المناخ العالمي.
فالأسطح السوداء للخلايا الكهروضوئية لديها القدرة على امتصاص معظم أشعة الشمس الواقعة عليها، غير أن قرابة 15% فقط من تلك الطاقة تُحول إلى كهرباء، في حين يعود المحتوى المتبقي إلى البيئة على شكل حرارة.
نتائج عكسية
عبر تشجيع إنشاء محطات الطاقة الشمسية تلك، سيُسهم المستعمل في تغير المناخ عبر توفير كمية إضافية وضخمة من الحرارة، نظرًا إلى كون الصحاري تغطي مساحات واسعة وستوزع الحرارة المنبعثة عبر تدفق الهواء.
وعلى هذا النحو ستعود الطاقة الشمسية التي لم تتمكن الألواح من تحويلها إلى كهرباء إلى البيئة على شكل حرارة، لتؤثر سلبًا في المناخ العالمي.
ونظرًا إلى أن لون الألواح الشمسية أكثر قتامة من الرمال، فتزداد قدرتها على الامتصاص، ومن ثم تنبعث منها حرارة أعلى بكثير من الرمال الموجودة في الصحراء الكبرى، وذلك لأن الرمل يتميز بدرجة انعكاس أعلى من الخلايا الشمسية.
ويُشار إلى أن الرمال تحتوي على نسبة ألبيدو -قياس جزء الطاقة الشمسية المنعكسة عن الأرض- تتراوح بين 15 و45%.
وهذه الحرارة العائدة تُحدث فرقًا قويًا بين الصحراء الكبرى والمحيطات المحيطة بها، ما يشكل حلقة مفرغة من الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة.
أنماط المناخ
عمليًا أثبتت الدراسات أنه من الممكن أن يؤدي التلاعب بأنماط المناخ على كوكب الأرض، حتى لو كان الهدف منه نبيلًا، إلى عواقب مدمرة للغاية.
ويُشار إلى أن العواقب المدمرة الناجمة عن تحويل الصحراء إلى محطة للطاقة الشمسية سوف تظهر حتى لو عُدل 20% فقط من مساحتها.
بل وحتى إذا جرى تخفيف تلك الآثار الكارثية للألواح الشمسية في الصحراء، فسيتعيّن التعامل مع الخدمات اللوجستية المعقدة لتخزين ونقل كل تلك الكهرباء المولدة في المناطق النائية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي النهاية فإنه ورغم أن تغطية الصحراء الكبرى بالخلايا الشمسية تبدو خطوة مجدية تقنيًا، تشتد الحاجة إلى التحول إلى مشروعات أكثر واقعية مثل الألواح الشمسية الرأسية التي تضاعف إنتاجية الكهرباء المولدة بواقع 7 مرات.
موضوعات متعلقة..
- أفضل ألواح الطاقة الشمسية في العالم 2024 (تقرير)
- سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية تلامس 931 مليون دولار بحلول 2029
- الألواح الشمسية القابلة للطي تشغل محطات شحن السيارات الكهربائية (صور)
اقرأ أيضًا..
- طاقة الرياح البحرية في فنلندا تتلقى صدمة من الحكومة
- سعة سوق توربينات الرياح العالمية تتجاوز 120 غيغاواط في 2023 (تقرير)
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)
ربما سيكون تركيب الالواح الشمسية في الصحراء الكبرى كارثيا للدول التي تتمتع بامطار وانهار وطقس جميل...ولكني اظن انها ستكون نعمة للدول التي تشكل الصحراء اراضيها....لان هذه الصحارى على الاغلب ستبرد قليلا. مما يؤدي الى زيادة امطارها وتحولها الى اراض خضراء...والله تعالى اعلم.
المشكلة الرئيسية هي في كلفة مثل هكذا مشروع وفي كلفة نقل الطاقة المتولدة الى اماكن استهلاكها....عدا عن ذلك فان مساحة بقدر مساحة دولة الامارات مثلا لو غطيت بالالواح لولدت الطاقة اللازمة لكل العالم...وهذه المساحة قليلة نسبة لحجم الصحارى.