اضطرت قازاخستان إلى استيراد كميات كبيرة من الكهرباء من روسيا، خلال الأشهر المنقضية من العام الجاري (2024)؛ لتلبية الطلب المتزايد خلال أوقات الذروة.
وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)؛ فإن آستانا حصلت على الكهرباء الروسية بأسعار أعلى من المعتاد، وهذا دليل على حاجتها الشديدة للكهرباء.
ويأتي التعاون في مجال الكهرباء بين البلدين بوصفه إحدى صور التعاون الشامل بين البلدين في قطاع الطاقة الذي يأتي على رأس أولويات ملفات التعاون المشتركة.
ويشمل ذلك التعاون مجالات الغاز الطبيعي واستيراد البنزين وبناء المحطات الكهربائية في قازاخستان لحل أزمة انقطاع الكهرباء المتكرر.
واردات قازاخستان من الكهرباء الروسية
قال وزير الطاقة القازاخستاني المسدام ساتكالييف، إن بلاده اشترت من موسكو نحو 280 مليون كيلووات/ساعة من الكهرباء منذ مطلع العام الجاري (2024) بسبب نقص إمدادات الكهرباء، وفقًا لما نشرته وكالة تاس الروسية للأنباء، في 10 مايو/أيار 2024.
وأضاف "ساتكالييف" أن سعر الكهرباء يختلف باختلاف ساعات اليوم الواحد، موضحًا: "خلال ساعات الليل يكون السعر رخيصًا، في المقابل خلال ساعات الذروة تكون أسعار الكهرباء أكثر تكلفة، لهذا نحن مجبرون على شراء الكهرباء بأسعار أكثر تكلفة".
وأشار إلى أنه خلال ساعات الذروة، تعاني قازاخستان نقص إمدادات الكهرباء لمدة 3 ساعات؛ ما يضطر الحكومة إلى استيراد الكهرباء من روسيا.
وقال وزير الطاقة إن آستانا تتبنّى برنامجًا شاملًا لتطوير قطاع الطاقة، والذي يتضمن الاستغلال الأمثل لقدرات مرافق الطاقة في البلاد بما يحقق سد العجز الحاصل في الطلب على الكهرباء.
جدير بالذكر أنه في وقت سابق من العام الجاري، أشار المُشغّل الروسي لتصدير الكهرباء واستيرادها إنتر آر إيه أو (Inter RAO)، إلى أن إمدادات الكهرباء إلى قازاخستان في عام 2023 بلغت 4.7 مليار كيلووات/الساعة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
التعاون الروسي القازاخستاني
تعد روسيا قازاخستان إحدى الدول الواقعة ضمن منطقة نفوذها؛ امتدادًا للأوضاع التي كانت سائدة خلال حقبة السيطرة السوفيتية، ودائمًا ما يُردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن قازاخستان هي أقرب الحلفاء بالنسبة لموسكو.
ويشمل التعاون بين البلدين أشكالًا عدة، ولا سيما في مجال الطاقة، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وتشير تقارير دولية إلى أن قازاخستان تواصل مساعدة جارتها روسيا من أجل التخفيف من حدة تأثير العقوبات الدولية المفروضة عليها جرّاء غزوها لأوكرانيا، بحسب ما نشره موقع أبستريم أونلاين (Upstream online).
وأحد دلائل التعاون المثمر بين الدولتين الجارتين هو موافقة موسكو على بناء محطات كهرباء جديدة عاملة بالغاز في قازاخستان، بهدف إيجاد حل نهائي لمشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء.
وترغب قازاخستان أيضًا في تسليط الضوء على موقعها المحوري بصفتها دولة عبور للغاز الطبيعي الروسي إلى آسيا الوسطى والصين؛ إذ تستثمر شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم في تحديث شبكة خطوط الأنابيب القديمة في آستانا.
وبفضل تطوير خطوط الغاز الطبيعي لدى آستانا تمكّنت شركة غازبروم منذ صيف (2023) من البدء في إرسال إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوزبكستان بمعدل نحو 2.8 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
موضوعات متعلقة..
- السعودية وقازاخستان توقعان برنامجًا للتعاون في مجال الطاقة
- احتياطي النفط في قازاخستان ينتظر إضافات واعدة من بحر قزوين
اقرأ أيضًا..
- مسؤول مغربي: لدينا أكبر محطة شمسية مركزة في العالم.. وأنتجنا أكثر من 120 مشروعًا بحثيًا (حوار 1/2)
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)
- حرائق السيارات الكهربائية تمتد إلى الدراجات وتهدد السفن