إلغاء مشروع مدينة الهيدروجين في المملكة المتحدة.. القرار الثالث من نوعه
أحمد أيوب
يبدو أن مشروع مدينة الهيدروجين في المملكة المتحدة وصل إلى طريق مسدود -ولو مؤقتًا- بعد أن ألغته الحكومة في الوقت الحالي، وأجّلت اتخاذ قرار نهائي بشأنه إلى ما بعد 2026.
ويتمثّل المشروع في تعميم استعمال الهيدروجين في التدفئة المنزلية لمدينة بالكامل.
ويأتي قرار الإلغاء في وقت ما تزال السلطات البريطانية تدرس فيه مجموعة من القرارات الإستراتيجية، بشأن دور الهيدروجين في تقليل نسبة الانبعاثات المنبعثة من عمليات التدفئة المنزلية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وألغت الحكومة، في وقت سابق، تجربتين لتعميم استعمال الهيدروجين في قريتين بمقاطعة يوركشاير، وكانت التجربة الأولى في قرية ردكار، وقد أُلغيت بسبب احتجاجات السكان في ديسمبر/كانون الأول 2023، والتجربة الثانية كانت في قرية ويتبي، بالقرب من ميناء إليسمير.
وكانت خطة تجربة مدينة الهيدروجين في المملكة المتحدة تتضمن استعمال الهيدروجين على مستوى منطقة سكنية بأكملها بحلول عام 2023، وتطبيق التجربة على مستوى قرية بالكامل بحلول عام 2025، ثم تحويل مدينة إنجليزية بالكامل للعمل بالهيدروجين بحلول نهاية العقد الحالي.
إلغاء مدينة الهيدروجين
قال وزير كفاءة الطاقة البريطاني مارتن كالانان، إن الحكومة قررت عدم المضي قدمًا في المشروع التجريبي لإقامة مدينة الهيدروجين في المملكة المتحدة إلا بعد حسم القرارات الخاصة بدور الهيدروجين في خفض الانبعاثات خلال عمليات التدفئة المنزلية، مشيرًا إلى أن البدء في المشروع لن يكون قبل عام 2026، وفقًا لما نشرته صحيفة ذي تليغراف (the telegraph)، في 9 مايو/أيار 2024.
وتعتزم الحكومة البريطانية اتخاذ قرار شامل في عام 2026 بشأن جدوى الهيدروجين وإسهامه في إزالة الكربون من عمليات التدفئة وآليات تحقيق ذلك.
وفي بيان حكومي، أكد مسؤولون حكوميون أهمية جمع الأدلة الخاصة بجدوى الهيدروجين المناخية في التدفئة المنزلية، وذلك من مصادر مختلفة، بما في ذلك المبادرات المماثلة في جميع أنحاء أوروبا، لإرشاد صانع القرار نحو اتخاذ الإجراءات الأنسب إذا ما قررت إنشاء مدينة الهيدروجين في المملكة المتحدة، بحسب ما نشره موقع إنرجي لايف نيوز (Energy Live News)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
انتقادات واسعة للمشروع
يبدو أن سبب إلغاء إقامة مشروع مدينة الهيدروجين في المملكة المتحدة لا يعود -فقط- إلى الانتقادات الشعبية، بل إن هناك انتقادات علمية شديدة موجهة لاستعمال الهيدروجين في تدفئة المنازل.
وفي هذا السياق، انتقدت العديد من الدراسات خطط إقامة مدينة الهيدروجين، قائلة إن الهيدروجين سيكون له دور محدود في تدفئة المنازل والمباني الأخرى في المستقبل.
وفي العام الماضي، أوصت لجنة البنية التحتية الوطنية في بريطانيا، الحكومة بعدم دعم استعمال الهيدروجين في أغراض التدفئة المنزلية أو الشركات، وهو ما مثّل تقويضًا لإنشاء مدينة الهيدروجين في المملكة المتحدة.
وقالت اللجنة، إن الهيدروجين يُصنّع من خلال الغاز الطبيعي وهي عملية تُولّد انبعاثات، كما أن تكلفتها ستفوق تكلفة المضخات الحرارية.
وفي هذا الصدد، قالت الباحثة في مركز أبحاث السياسات المناخية "جي ثري إي" (G3E) جولييت فيليبس، إن الاستعمال واسع النطاق للهيدروجين في التدفئة مُكلف للغاية، وغير فاعل في تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني.
ومن المُقرر أن يشهد الأسبوع المقبل إصدار التقرير السنوي للمجلس الوطني للاستثمار، الذي يُتوقع أن يتضمن انتقادات لاستعمال الهيدروجين في التدفئة المنزلية.
موضوعات متعلقة..
- تحويل المنازل إلى الهيدروجين في بريطانيا يتطلب 228 مليار دولار (دراسة)
- الهيدروجين الأخضر في بريطانيا فرس رهان لتحقيق أمن الطاقة
- مزج الهيدروجين بالغاز في بريطانيا يواجه معارضة محلية
اقرأ أيضًا..
- أكبر حقل نفط بري في الإمارات.. احتياطيات عملاقة (تقرير)
- واردات الصين من الغاز المسال تنخفض.. وقطر وسلطنة عمان بالقائمة
- اكتشافات نفطية بأكثر من 100 مليون برميل في دولة آسيوية