السيارات الكهربائية الصينية عالقة بمواني أوروبا منذ 18 شهرًا.. "فوضى وساحة حرب"
أسماء السعداوي
تتراكم صادرات السيارات الكهربائية الصينية في مواني بلجيكا وألمانيا، خاصة أنتويرب بروغ وبريمرهافن، لدرجة أن تلك المواني أصبحت ساحات لانتظار السيارات غير المبيعة.
وتسعى الصين -أكبر سوق للسيارات في العالم- إلى الاستحواذ على ربع سوق السيارات الكهربائية في أوروبا، في وقت يشهد فيه إنتاج بكين فائضًا بالقدرات ودعمًا حكوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وأطلقت شركات "إم جي" (MG)، و"بي واي دي" (BYD)، و"لينك آند كو" (Lynk & Co)، وأومودا (Omoda)، و"هونغتشي" (Hongqi)، وأخرى، "هجومًا تجاريًا" لتصدير قرابة 4.1 مليون سيارة بحلول عام 2023 بزيادة 58% على أساس سنوي.
وأعطت مساعي خفض الانبعاثات والتحول إلى السيارات الكهربائية فرصة جديدة للشركات الصينية، بعد فشل سابق في الدخول إلى السوق الأوروبية على يد شركات "لاند ويند" و"بريليانس" وبورغوارد".
وكانت الصين أكبر المستفيدين من دعم السياسات الخضراء الأوروبية، ومنها حظر سيارات البنزين والديزل والإعفاءات الضريبية وإعانات الشراء السخية.
وحاليًا، هناك تراجع لمبيعات السيارات الكهربائية بعد إلغاء إعانات الشراء في ألمانيا، وعدم وجود شبكة لوجستية لنقل الواردات إلى مراكز البيع.
ونتيجة لإغراق الواردات الصينية، حذّر مراقبون من أن الوضع الحالي يؤثر في كل واردات العلامات التجارية ويدمر بطارية السيارات الكهربائية.
صادرات السيارات الكهربائية الصينية
يعاني مصنعو السيارات وموزعوها من تحديات عديدة منها العقبات اللوجستية وتراجع المبيعات، بصورة تهدد جهود التخفيف من حدة تخمة الواردات.
وقال مسؤولون تنفيذيون، إن بعض السيارات الكهربائية الصينية موجودة بمواني أوروبا منذ ما يصل إلى 18 شهرًا.
وقال أحد خبراء لوجستيات السيارات، إن الكثير من شحنات السيارات التي جرى تفريغها كانت تظل باقية بالمواني لحين بيعها إلى الموزعين أو المشترين النهائيين.
وقال شخص آخر: "إنها فوضى.. هذا جزء آخر من تصاعد الحرب التجارية بين الصين وبقية العالم".
وعلى نحو خاص، تتراكم السيارات الكهربائية الصينية "بصورة خطيرة" داخل مواني بلجيكا، بحسب تحقيق نشرته صحيفة لوموند الفرنسية (lemonde).
وبحسب التقرير: "يهدفون إلى غزو السوق الأوروبية التي تشهد تغيرات سريعة بفضل الإعانات المتاحة في بعض الدول لشراء السيارات الكهربائية".
ويحمل الانتظار الطويل للسيارات الكهربائية في المواني خطرًا على بنيتها الداخلية، إذ يمكن أن تُدمر البطارية وتفقد بعض قدراتها إذا لم تُشحن خلال تلك المدة، ويعتمد ذلك على حالتها الأولية ودرجة الحرارة الخارجية للبطارية.
ألمانيا
تكدست صادرات السيارات الكهربائية الصينية في المواني الألمانية حتى إن بعض الإطارات فرغت من الهواء، بحسب تقرير لمنصة "فوكس أونلاين" (FOCUS Online) الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكشفت هيئة النقل البري الفيدرالية الألمانية (KBA) خلال الربع الأول من العام الجاري (2024) عن تسجيل سيارة واحدة من علامة آي وايز الصينية (Aiways).
لكن شركة بي واي دي (BYD) حققت نموًا مذهلًا بنسبة 514% على أساس سنوي، لكن النسبة خادعة، والرقم الحقيقي هو تسجيل أقل من 400 سيارة للعلامة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
كما تشغل شركات صينية أخرى -مثل غريت وول موتورز (Great Wall Motors) ولينك آند كو ونيو (Nio) وبولستار (Polestar)- حصة ضئيلة في المبيعات الألمانية.
والاستثناء الوحيد هو شركة إم جي (MG) التي سجلت مبيعاتها من سيارات الدفع الرباعي الهجينة والكهربائية زيادة 15%، مع تسجيل 4 آلاف و500 سيارة لها خلال الربع الأول.
أزمة المواني
تقول شركة "أوتو موبيل فوخه" الألمانية (Automobilwoche)، إن الآلاف من السيارات الجديدة تغلق المواني الأوروبية، كما أن هناك نقصًا في عدد سائقي شاحنات النقل من الميناء.
وطلب التجار استيراد العديد من السيارات الصينية، لكنها ما زالت تنتظر المشترين، وتقف بصورة مؤقتة في المواني.
من جهتها، طلبت بعض المواني من المستوردين تقديم أدلة على مواصلة نقل السيارات المستوردة إلى موقع آخر.
يقول المتحدث باسم إدارة ميناءي أنتويرب وزيبروغ، غيرت إيكس، إن الوضع الحالي يؤثر في كل المواني الأوروبية التي تستقبل كميات ضخمة من السيارات.
كما يقول خبير لوجستي، إن هذا الوضع يؤثر في السيارات الكهربائية المستوردة من كل العلامات التجارية.
وبحسب أوتو موبيل ووتش، يستوعب الميناء البلجيكي عددًا أكبر من السيارات مقارنة بعامي 2020 و2021.
وأسهمت النهاية المبكرة لإعانات شراء السيارات الكهربائية في تكدس السيارات بالمواني لمدد أطول.
بلجيكا
مؤخرًا، استقبل ميناء أنتويرب في بلجيكا شحنة جديدة من السيارات معظمها صينية، عندما أفرغت سفينة شحن ضخمة آلاف السيارات داخل محطة بالميناء تابعة لشركة "إنترناشيونال كار أوبريتورز" (ICO) التابعة لشركة "نيبون يوسن كايشا" اليابانية (Nippon Yusen Kaisha).
ويعد ميناء أنتويرب بروغ ثاني أكبر مواني أوروبا وأكبر محطة لاستيراد السيارات في العالم، وكان يستقبل إنتاج نحو 40 علامة تجارية عالمية قبل طفرة شركات السيارات الكهربائية الصينية.
وفي عام 2022، مر بالميناء 3.4 مليون سيارة، وارتفعت الواردات أكثر فيما بعد، وهو ما ضاعف التحديات أمام المشغلين لحل المشكلات الناتجة وتوفير مساحة لتخزين السيارات غير المبيعة.
وفي كالو بالقرب من ميناء أنتويرب بروغ المطل على بحر الشمال، يمكن استيعاب نحو 130 ألف سيارة، لكن المكان الشاسع أصبح ضيقًا للغاية.
والآن، تصطف السيارات على مرمى البصر بانتظار تحميلها على شاحنات من إيطاليا والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا.
ومن أبرز العلامات المستوردة تأتي السيارات الصينية التي غالبًا ما تكون معروفة للمواطنين الأوروبيين الذين يفضل بعضهم السيارات الألمانية.
موضوعات متعلقة..
- محللون: السيارات الكهربائية في الصين وأميركا تخفض الطلب على الوقود.. هل يبالغون؟
- فولكسفاغن تستهدف حصة تتجاوز 10% بسوق السيارات الكهربائية الصينية
- السيارات الكهربائية الصينية تتكدس في مواني أوروبا.. ما السبب؟
اقرأ أيضًا..
- أرباح شركات النفط الكبرى تهبط بشدة في الربع الأول من 2024 (إنفوغرافيك)
- بقيادة الجزائر.. سيارات ستيلانتيس تستحوذ على 26% من سوق الشرق الأوسط وأفريقيا
- نتائج أعمال بي بي في الربع الأول 2024 تهبط بالأرباح 40%