سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية تلامس 931 مليون دولار بحلول 2029
محمد عبد السند
- يتراوح عمر الخلايا الشمسية بين 25 و30 عامًا.
- توقعات بوصول ملايين الألواح الشمسية إلى نهاية عمرها التشغيلي خلال السنوات المقبلة.
- من المتوقع أن تشهد سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية نموًا كبيرًا في المستقبل القريب.
- عبر إعادة تدوير الخلايا الشمسية، يكون بمقدور المصنعين خفض اعتمادهم على المواد الخام.
- يدرك السياسيون حول العالم الأثر البيئي للنفايات الإلكترونية؛ من بينها الألواح الشمسية.
تكتسب سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية أهمية متزايدة مع توقعات وصول الملايين من تلك الوحدات النظيفة إلى نهاية عمرها التشغيلي خلال السنوات المقبلة؛ ما يمثل فرصة سوقية مُربحة لشركات إعادة التدوير للاستفادة من الطلب المتزايد على حلول التخلص المستدامة.
ويتراوح عمر الخلايا الشمسية بين 25 و30 عامًا، وتحتوي على معادن ثمينة مثل الفضة والنحاس، ومع زيادة عدد الخلايا الشمسية منتهية الصلاحية سيرتفع عدد ونشاط الشركات العاملة في إعادة تدوير الألواح وتجنُّب إلقائها في مكبات النفايات، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وعبر معالجة هذه الكمية الهائلة من النفايات الشمسية، يكون بمقدور سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية تقليص الآثار البيئية المرتبطة بالتخلص من مكبات النفايات ودعم الاقتصاد الدائري من خلال إعادة إدخال المواد القيّمة مجددًا في سلسلة إمدادات التصنيع.
سوق رائجة
توقعت دراسة بحثية نشرتها شركة ماركيتس أند ماركيتس (MarketsandMarkets) لأبحاث السوق وتحليلاتها أن تسجل قيمة سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية 931 مليون دولار أميركي بحلول عام 2029، من 385 مليون دولار في عام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب 19.3%.
كما توقعت أن تشهد سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية نموًا كبيرًا في المستقبل القريب، بدعم من تضافر عوامل تسلط جميعها الضوء على أهميتها القصوى في التحول إلى الطاقة المستدامة.
ويُعزى هذا النمو -أساسًا- إلى الزيادة الكبيرة في تركيبات الألواح الشمسية عالميًا، بدعم من السياسات الرامية لتخفيف آثار التغيرات المناخية، وخفض الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري.
وبينما تصبح الطاقة الشمسية، على نحو متزايد، جزءًا لا يتجزّأ من مزيج الكهرباء العالمي، يُتوقَع أن يرتفع حجم الألواح الشمسية التي بلغت نهاية عمرها التشغيلي؛ ما يَخلق حاجة ضاغطة لوضع حلول فاعلة لإعادة تدوير تلك الأصول.
عوامل الدعم
أشارت الدراسة إلى أن أحد العوامل التي أسهمت في دعم سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية هو تشديد اللوائح البيئية والالتزام المتزايد من قِبل الحكومات بممارسات مستدامة في إدارة النفايات، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
ويدرك السياسيون حول العالم الأثر البيئي للنفايات الإلكترونية؛ من بينها الألواح الشمسية، وبناء عليه يتخذون تدابير لضمان التخلّص المسؤول من الخلايا الشمسية وإعادة تدويرها.
فعلى سبيل المثال ينص توجيه النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية المعروف اختصارًا بـ"دبليو إي إي إي" (WEEE) على جمع وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية؛ من بينها الألواح الشمسية، وتحميل الشركات المصنعة مسؤولة تيسير عملية إعادة تدوير المنتجات التي وصلت إلى نهاية دورة حياتها.
و"دبليو إي إي إي" هو توجيه صادر عن الاتحاد الأوروبي ويتعلق بإدارة المخلفات الإلكترونية، وأصبح ساري المفعول في دول الاتحاد منذ فبراير/شباط (2003).
وبالمثل سنّت بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية تشريعات لتعزيز إعادة تدوير الألواح الشمسية؛ ما يحفز نمو تلك السوق الحيوية.
كما أن نُدرة المواد المستعمَلة في تصنيع الألواح الشمسية مثل السيليكون والمعادن النفيسة مثل الفضة والنحاس، ترفع الطلب على عمليات إعادة تدوير الخلايا الشمسية.
ومع محدودية العناصر الحيوية وتنامي الطلب على تركيبات الألواح الشمسية، تُتيح عملية التدوير حلًا مُجديًا لاسترداد وإعادة استعمال الموارد القيمة.
وعبر إعادة تدوير الخلايا الشمسية، يكون بمقدور المصنعين خفض اعتمادهم على المواد الخام، وتخفيف مخاطر سلاسل الإمدادات، والمساهمة في بناء اقتصاد دائري.
التطورات التقنية
تؤدي التطورات التقنية في عمليات إعادة تدوير الخلايا الشمسية دورًا محوريًا في تشكيل مسار النمو بسوق إعادة تدوير الألواح الشمسية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
فالابتكارات في تقنيات إعادة التدوير الميكانيكية والكيميائية تُسهم –لا محاولة- في تحسين كفاءة وتكلفة المواد المستخلصة من الألواح الشمسية بعد انتهاء دورة حياتها.
كما تعمل تقنيات الفصل المتطورة، مثل الأنظمة المعتمدة على الليزر، على تمكين الفصل الدقيق للمواد، في حين تعمل العمليات الكيميائية المبتكرة على تعزيز درجة نقاء المواد المستخلصة؛ ما يجعلها ملائمة لإعادة استعمالها في الألواح الشمسية الجديدة أو غيرها من التطبيقات.
ولا تُسهم تلك التطورات التقنية في تعزيز الجدوى الاقتصادية لإعادة التدوير فحسب، بل تقلل -أيضًا- من البصمة البيئية لإنتاج الطاقة الشمسية من خلال الحفاظ على الموارد وخفض النفايات.
أوروبا ونصيب الأسد
تبرُز أوروبا المنطقة الأسرع نموًا عالميًا من حيث القيمة في سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية خلال مدة التوقعات الممتدة من عام 2024 حتى عام 2029، وفق توقعات الدراسة.
ومن المتوقّع أن تؤدي السعة الشمسية المتزايدة في أوروبا، والمدعومة بالأهداف الطموحة التي حددها الاتحاد الأوروبي، إلى تصاعد الطلب على حلول إعادة التدوير.
في الوقت نفسه، تشهد الولايات المتحدة جهودًا متنامية لتعزيز إنتاج وحدات الطاقة الشمسية المحلية، مدفوعة بالحوافز التي تفضل المكونات المصنوعة في الولايات المتحدة وسط التحديات التي تفرضها الهيمنة الصينية في السوق العالمية.
وتهيمن تقنية السيليكون البلوري سي-إس آي (c-Si) المتطورة في السوق، ويُعزى ذلك إلى اعتمادها على نطاق واسع على مستوى العالم.
كما توفر السوق الثانوية لوحدات الطاقة الشمسية فرصًا لتوفير التكلفة للمشترين؛ حيث تلبي الاحتياجات المختلفة بما في ذلك المشتريات بالجملة والحصول على الأجهزة النادرة.
واختتمت الدراسة بالإشارة إلى أن سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية مهيأة للنمو، مدفوعة بتوسع القدرة الشمسية في أوروبا، وتنامي الطلب على الوحدات المصنوعة في الولايات المتحدة، والخيارات التي يمكن الوصول إليها في سوق الوحدات الثانوية.
موضوعات متعلقة..
- سوق إعادة تدوير الألواح الشمسية تلامس 1.72 مليار دولار بحلول 2028 (تقرير)
- الألواح الشمسية القابلة للطي تشغل محطات شحن السيارات الكهربائية (صور)
اقرأ أيضًا..
- موعد بدء إنتاج الغاز من حقل ضخم في مصر (خاص)
- هل تنتهي هجمات الحوثيين على ناقلات النفط بانتهاء حرب غزة؟ أنس الحجي يجيب