وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو الطلب على الغاز الطبيعي في 2024
وتحذر من تأثير التوترات الجيوسياسية
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديرات نمو الطلب على الغاز الطبيعي عالميًا خلال العام الجاري (2024)، بعد الظروف المناخية المعتدلة خلال فصل الشتاء (2023-2024)، التي أسهمت في هدوء أسواق الغاز.
وبحسب التقرير الفصلي عن سوق الغاز، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، من المتوقع نمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنحو 2.3% خلال العام الجاري، انخفاضًا من التقديرات السابقة البالغة 2.5%.
ويتجه إجمالي الطلب على الغاز الطبيعي إلى مستوى 4.191 تريليون متر مكعب خلال 2024، مقابل 4.095 تريليون متر مكعب العام السابق له.
هدوء أسواق الغاز
تحركت أسواق الغاز الطبيعي نحو إعادة التوازن التدريجي عام 2023، وظلت هادئة نسبيًا خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي (2023-2024)، وذلك بعد صدمة إمدادات الغاز في عام 2022، جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأسهم الشتاء المعتدل إلى جانب تحسّن أساسيات العرض في الحفاظ على استقرار أسواق الغاز الطبيعي، مع انخفاض أسعار الغاز الفورية في آسيا وأوروبا خلال الربع الأول من عام 2024 إلى مستويات ما قبل الأزمة الروسية الأوكرانية، كما هبطت أسعار الغاز في هنري هوب بالولايات المتحدة لأقل مستوياتها في عدّة عقود.
وبينما كان الشتاء المنصرم أكثر اعتدالًا في المتوسط، فقد صاحَبه عدّة أوقات من الطقس البارد والارتفاع الحادّ في الطلب على الغاز ببعض المناطق، وفق التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2024.
وزاد استهلاك الغاز الطبيعي عالميًا بنحو 2%، أو ما يقرب من 40 مليار متر مكعب، على أساس سنوي خلال الشتاء الماضي، مع ارتفاع الاستهلاك في قطاعي الكهرباء والصناعة، في حين أدى فصل الشتاء المعتدل إلى انخفاض متطلبات التدفئة بالأسواق الرئيسة في نصف الكرة الشمالي.
الطلب على الغاز في 2024
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتركز نمو الطلب على الغاز في 2024 داخل الأسواق الآسيوية سريعة النمو، خاصة في القطاعات الصناعية والسكنية والتجارية.
بينما يُتوقع ارتفاع الطلب على الغاز في قطاع توليد الكهرباء بوتيرة هامشية؛ إذ يُعوّض ارتفاع الاستهلاك في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأميركا الشمالية والشرق الأوسط الانخفاضات المستمرة في أوروبا.
الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يوضح الطلب على الغاز في 2024 حسب المنطقة:
وبصفة عامة، ترى وكالة الطاقة الدولية أن نمو الطلب على الغاز بالأسواق الرئيسة في آسيا وأوروبا سيكون مقيدًا، مع الزيادة المحدودة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية، التي من المتوقع أن تنمو بنسبة 3% فقط (16 مليار متر مكعب).
ومن المرجّح نمو استهلاك الغاز في آسيا والمحيط الهادئ بنحو 4% إلى 942 مليار متر مكعب خلال 2024، مقابل 902 مليار متر مكعب في العام الماضي، في حين تُتوقع زيادة الاستهلاك الأوروبي إلى 497 مليار متر مكعب، مقارنة مع 488 مليار متر مكعب خلال 2023.
وتأتي هذه التوقعات مصحوبة بنطاق واسع من عدم اليقين، جراء الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وقيود الشحن، إلى جانب التأخير المحتمل في بدء تشغيل محطات إسالة الغاز الجديدة.
وأدى توقّف عبور ناقلات الغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر وقناة السويس منذ بداية العام الجاري، -مع هجمات الحوثيين في اليمن- إلى زيادة ملحوظة في نفقات الوقود وتكاليف التأمين.
إنتاج الغاز العالمي
ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي العالمي إلى 4.127 تريليون متر مكعب خلال عام 2023، مقابل 4.112 تريليون متر مكعب العام السابق له، وفق وكالة الطاقة الدولية، التي تُقدّر زيادة الإنتاج إلى 4.192 تريليون متر مكعب هذا العام.
ومن المتوقع أن تظل أميركا الشمالية الأكثر إنتاجًا للغاز عالميًا في 2024، رغم تقديرات انخفاض إنتاجها إلى 1.270 مليار متر مكعب مقابل 1.285 مليار متر مكعب عام 2023، بقيادة الولايات المتحدة.
في المقابل، تتوقع وكالة الطاقة الدولية تعافي إنتاج الغاز الروسي من تداعيات غزو أوكرانيا، ليرتفع إلى 670 مليار متر مكعب عام 2024، مقابل 638 مليار متر مكعب عام 2023، لكنه سيظل أقل من مستويات ما قبل الغزو، البالغة 762 مليار متر مكعب عام 2021.
ومن جهة أخرى، يستمر إنتاج الغاز في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا في الارتفاع خلال 2024، إلى 745 و260 مليار متر مكعب على التوالي.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من تقلبات أسواق الغاز العالمية في 2024
- مستقبل الغاز الطبيعي في أحدث سيناريوهات وكالة الطاقة الدولية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط السعودي تنخفض 3.8% في فبراير
- 4 محطات طاقة شمسية في الجزائر.. انطلاقة قوية لبرنامج 3000 ميغاواط
- طاقة الرياح في السعودية أمام فرصة نمو قوية لدعم البنية التحتية الجديدة (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى 17 مليون وحدة