إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري تتعزز بزيادة كميات الميثانول الأخضر والأمونيا (تقرير)

تتعزز إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري من خلال زيادة كميات الميثانول الأخضر والأمونيا في مواني التزود بالوقود، ويأتي ذلك في إطار خطط خفض الانبعاثات والحدّ من استعمال الوقود التقليدي.

وتوصلت دراسة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أنه يمكن استعمال الأمونيا الخضراء لتلبية متطلبات الوقود لأكثر من 60% من الشحن العالمي، من خلال استهداف أفضل 10 مواني وقود إقليمية فقط.

في المقابل، كلّما قلّ عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، زادت تجارة الأمونيا المتجددة عالميًا لاستعمالها وقودًا للشحن، وفقًا لتقرير جديد بعنوان "محيطات الفرص: توريد الميثانول الأخضر والأمونيا في المواني"، نشره معهد روكي ماونتن البحثي (RMI) والمنتدى البحري العالمي.

وقد يبدو ذلك غير بدهي، بالنظر إلى افتراض أن معظم المشروعات ستوجّه كميات من غاز الهيدروجين للطلب المحلي أولًا قبل التصدير، ويشير التقرير إلى أنه سيتعين على نقاط التزويد بالوقود استقطاب كميات كبيرة من الوقود المعتمد على الهيدروجين بحلول عام 2030، لتلبية الطلب المتزايد من الشحن.

• الأمونيا الخضراء وقود واعد ونظيف للصناعات كثيفة استهلاك الطاقة

على سبيل المثال، ضمن جهودها في إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري، حددت المنظمة البحرية الدولية، التابعة للأمم المتحدة، هدفًا يتمثل في أن تكون نسبة الانبعاثات 5% من الوقود البحري صفرًا أو "قريبة من الصفر"، بحلول بداية العقد المقبل، ومن المقرر أن تدخل اللوائح التنظيمية اللازمة لدفع هذا الاتجاه حيز التنفيذ، ابتداءً من عام 2027.

تنظيم إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري

على الرغم من أن هذه الكميات قد تبدو صغيرة مقارنة بحصّة الوقود الأحفوري التي ستُوَفَّر بحلول عام 2030، يتوقع التقرير أن الضغط التنظيمي المتزايد من أجل إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري سيدفع الطلب من المواني، خصوصًا في أوروبا، لتأمين إمدادات الأمونيا والميثانول عند مستويات منخفضة التكلفة، لتجنّب علاوة خضراء كبيرة.

وبالنظر إلى أن عددًا أقل من المشروعات يعني توافر كميات أقل من الوقود الأخضر في موقع معين، سيتعين على المواني الاعتماد على مجموعة واسعة من المصادر لتلبية الطلب، وليس فقط من حيث تكون تكلفة الإنتاج أرخص ثمنًا، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتختلف تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بين المواقع اعتمادًا على عوامل قدرة الطاقة المتجددة، وتكلفة رأس المال، والإعانات - مثل الائتمان الضريبي لإنتاج الهيدروجين النظيف الذي يصل إلى 3 دولارات للكيلوغرام في الولايات المتحدة، ما يسمح البلاد لإنتاج الأمونيا والميثانول بتكلفة أقل من أيّ مكان آخر في العالم.

• الأمونيا الخضراء في سلطنة عمان.. اتفاقية تصدير الأولى من نوعها عالميًا

وتقدّر الدراسة أن تكلفة الأمونيا الخضراء بحلول عام 2030 ستتراوح من 900 دولار إلى 2700 دولار للطن، أي ما يعادل محتوى الطاقة من زيت الوقود منخفض الكبريت (VLSFO)، والميثانول من 900 إلى 2500 دولار للطن (مكافئ زيت الوقود منخفض الكبريت).

وتبلغ تكلفة زيت الوقود منخفض الكبريت حاليًا أقل من 700 دولار للطن، ما يعني أنه حتى لو أدّت ضرائب الكربون أو الحوافز الأخرى إلى رفع هذه التكلفة، فإن الأمونيا والميثانول عند الطرف الأدنى من مقياس التكلفة هذا سيكون أكثر جاذبية للمواني.

وفي الوقت نفسه، يشير التقرير إلى أن التكلفة الإضافية لنقل الأمونيا أو الميثانول منخفضة نسبيًا، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight)، المعني بأخبار صناعة الهيدروجين العالمية.

ويقدّم الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- معلومات حول الجهود العالمية لإزالة الكربون من قطاع الشحن البحري:

ويشير التقرير إلى أنه "على أحد أطول طرق النقل البحرية الممكنة في العالم، من مدينة هيوستن الأميركية إلى سنغافورة، تُقدَّر تكلفة نقل الأمونيا الخضراء بـ 166 دولارًا للطن المتري من مكافئ زيت الوقود منخفض الكبريت، أو 15% من تكلفة تسليم الوقود".

ويبلغ الفرق في تكاليف الإنتاج بين الأمونيا التركيبية من مصادر محلية والواردات من هيوستن، نحو 1900 دولار للطن من مكافئ زيت الوقود منخفض الكبريت، بحسب التقرير.

تجدر الإشارة إلى أن التقرير يتتبّع 32 مليون طن من إنتاج الأمونيا الخضراء السنوي من المشروعات المعلنة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى خط أنابيب بقدرة 3.5 مليون طن سنويًا لإنتاج الميثانول الأخضر المتاح للشحن.

توفير الوقود الأخضر

ضمن توجهات إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري، يعرض التقرير سيناريوهين للمواني لتوفير 5% من الوقود الأخضر بحلول عام 2030: الأول حيث تُشغَّل كل هذه القدرة وتتاح للشحن، والآخر حيث تصل 20% فقط من المشروعات المعلنة إلى قرار استثماري نهائي.

بالنسبة للأمونيا، فإن السيناريو الأول سيشهد توفير الوقود بشكل رئيس للمواني من الولايات المتحدة وأوقيانوسيا.

• خبير دولي: الأمونيا الخضراء في المغرب واعدة.. ومشروع نيوم السعودي "للمستقبل"

وتضيف الدراسة: "تظل التدفقات التجارية إقليمية إلى حدّ كبير، حيث تُوفَّر المواني من خلال مشروعات تقع داخل منطقتها من العالم.

وبسبب تكلفتها المنخفضة للغاية، تُصَدَّر الأمونيا من أميركا الشمالية إلى جميع أنحاء العالم، بحسب موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).

وفي السيناريو الثاني، "تكون التدفقات التجارية عمومًا أكثر تجزئة وعالمية مما كانت عليه في سيناريو 100%، مع اعتماد المواني على المزيد من مصادر الوقود لتلبية احتياجاتها"، حسبما يفيد التقرير.

ومن شأن هذا السيناريو أن يشهد تفوق أميركا الجنوبية على أميركا الشمالية وأوقيانوسيا بصفتها أكبر مصدر للأمونيا الأخضر للشحن.

اقرأ أيضًا..

• مبيعات السيارات الهيدروجينية في أميركا تنهار
• مصنع توربينات الغاز الجزائرية يعلن خطوة هي الأولى في أفريقيا
• تحويل منصات النفط إلى قاعدة صواريخ.. هل تحمي أميركا من تهديدات الصين؟ (فيديو)