مدير وكالة الطاقة الدولية يهاجم أوروبا بسبب "خطأين"
أحمد بدر
وجّه مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، انتقادات حادة إلى أوروبا، التي قال إنها ارتكبت خطأين تاريخيين فادحين فيما يتعلق بسياسة الطاقة التي اتبعتها على مدار السنوات الأخيرة.
وبحسب تصريحات بيرول؛ فإن الخطأين اللذين وقعت فيهما أوروبا، هما الاعتماد بشكل كبير على الغاز الروسي مصدرًا أساسيًا للطاقة، بالإضافة إلى الابتعاد عن مصادر الطاقة النووية.
وقال مدير وكالة الطاقة الدولية، في تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، إن الصناعة في قارة أوروبا تدفع في الوقت الحالي ثمن هذين الخطأين، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يحتاج إلى خطة صناعية رئيسة جديدة، من أجل التعافي من أزمة الطاقة التي خلقتها الأخطاء السابقة.
يُشار إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي يستعدون في الوقت الحالي لمناقشة القدرة الاقتصادية لدى الاتحاد، خلال الأسبوع الجاري، ضمن مساعي القارة لاستعادة مكانتها التصنيعية، ودعم هذه الصناعات من جديد.
أزمة الصناعات في أوروبا
قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن أوروبا تتخلف حاليًا عن أميركا والصين في مجالات مهمة، مثل تصنيع التقنيات النظيفة، وذلك بسبب عدد من القواعد التنظيمية المرهقة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة هناك.
وفي المعتاد، تكون أسعار الكهرباء في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، أعلى بنسبة 200% أو 300% من أسعار الكهرباء في الولايات المتحدة، وفق تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).
وأوضح فاتح بيرول أن الصناعات القائمة -ولا سيما الصناعات الثقيلة- تعاني حاليًا، ومن المتوقع أن تواجه عيبًا كبيرًا يتعلق بالتكلفة، وذلك حال مقارنتها مع مثيلاتها في الاقتصادات الكبرى الأخرى، مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين.
وتأتي تصريحات مدير وكالة الطاقة الدولية، على الرغم من وجود بيانات سابقة لهيئة مراقبة الطاقة، تفيد بإمكان حصول الاتحاد الأوروبي على مصادر طاقة ناجحة بعيدة عن الغاز الروسي، ولا سيما مع إنتاج القارة كهرباء من طاقة الرياح بكميات تجاوزت الغاز للمرة الأولى في 2023.
يُشار إلى أن الغاز الروسي كان يمثل أكثر من 40% من مصادر الاتحاد الأوروبي، ولكن هذه النسبة تراجعت إلى 15% خلال 2023، رغم زيادة الشحنات البحرية لواردات الغاز المسال الروسية؛ إذ إن إمدادات الغاز المسال الأميركي والنرويجي سمحت للكتلة بتجنب انقطاع الكهرباء.
في الوقت نفسه، تؤيّد دول مثل فرنسا والمجر والتشيك التوجه إلى الطاقة النووية، ولكن ما يعرقل الأمر هو المعارضة الشديدة من دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا ولوكسمبورغ، بزعم أنها تستغرق وقتًا وباهظة التكاليف، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أزمة مدير وكالة الطاقة الدولية
تأتي تصريحات مدير وكالة الطاقة الدولية في وقت يواجه فيه أزمة كبيرة، قد تطيح به من رئاسة الوكالة؛ إذ تتهمه المجالس النيابية في أميركا "الكونغرس ومجلس النواب"، بالتحول عن فكرة أمن الطاقة إلى الدعوة لسياسات مناخية لا تحقق أمن الطاقة العالمي.
وكانت منصة الطاقة المتخصصة قد نشرت تفاصيل الخطابات الموجهة إلى فاتح بيرول، التي كان أولها في 20 مارس/آذار الماضي، وجاء موقّعًا من رئيسة لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب كاثي مكموريس رودجرز، والثاني في 3 أبريل/نيسان الجاري.
وحمل الخطابان اتهامات لمدير وكالة الطاقة الدولية بإخراج الوكالة عن مهامها الرئيسة في تعزيز أمن الطاقة، وتحويلها لمنبر يدعم إلى سياسات المناخ، بالإضافة إلى عدم الموضوعية في توقعاتها بشأن ذروة الطلب على النفط والغاز بحلول 2030، والتحريض لوقف الاستثمارات الجديدة فيهما.
وشملت الاتهامات -كذلك- المساهمة في استمرار أزمة الطاقة العالمية، بعد فشل الوكالة في إمدادات الحكومات ببيانات محايدة ودقيقة تساعدها في اتخاذ القرار، وذلك بسبب تبنّي أجندة مناخية أدت لتوقعات معينة مشكوك في صحتها.
ورد مدير وكالة الطاقة الدولية على هذه الاتهامات، في خطاب حصلت منصة الطاقة على نسخة منه، بالقول إن الوكالة لم تنحرف عن المهمة التي تأسست من أجلها قبل 50 عامًا، وهي أمن الطاقة؛ فهي ما زالت في قلب أعمالها وستظل.
وقال إن الوكالة استجابت لاضطرابات أسواق الطاقة، خاصة بعد غزو أوكرانيا، وأصدرت خطة عمل من 10 نقاط لمساعدة أوروبا في تعزيز أمن الطاقة، تقضي بتسريع خفض الاعتماد على الغاز الروسي، وتسريع التحول إلى المصادر البديلة للغاز، وهو الدور الذي أدّته أميركا.
وأوضح أن دور الوكالة بعد الحرب الروسية الأوكرانية أسهم في تحقيق استقرار أسواق النفط وحماية الاقتصاد العالمي، وهو ما اعترف به بالفعل عدد من قادة العالم، مؤكدًا أن التزام الوكالة بأمن النفط والغاز لم يتراجع، ولكن رسالتها اتسعت مع الزمن، وصارت قضايا أمن الطاقة الجديدة من تفويضات عملها.
موضوعات متعلقة..
- مدير وكالة الطاقة الدولية يرد على انتقادات الكونغرس.. السيناريوهات ليست توقعات (تقرير)
- هل يستقيل مدير وكالة الطاقة الدولية؟.. ترمب قد يكتب قصة النهاية
- معركة استجواب مدير وكالة الطاقة الدولية تشتعل في أميركا.. خطابات رسمية جديدة
اقرأ أيضًا..
- لماذا انخفض إنتاج نيجيريا النفطي؟.. أول رد على تقرير أوبك
- السيارات الكهربائية والهجينة في الإمارات.. عدد المركبات المستهدفة حتى 2050 (رسم بياني)
- الحرب الروسية الأوكرانية تُعمّق جراح مرافق الطاقة خلال 2024