حقائق استهلاك المياه في صناعة التعدين المعاصرة .. أستراليا نموذجًا (تقرير)
إنتاج طن واحد من الفحم يحتاج إلى 677 لترًا
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
يشغل استهلاك المياه في صناعة التعدين المعاصرة بال الكثيرين خاصة في البلدان التي تعاني مشكلات نقص ملحوظ في هذا المورد، أو تستغله بطريقة غير جيدة؛ ما أسهم في زيادة الأضواء المسلّطة على هذا الموضوع عالميًا.
في هذا السياق، قدّر تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- حجم استهلاك صناعة التعدين الأسترالية -على سبيل المثال- للمياه بنحو 1500 مليار لتر في عام 2022.
وتطور استهلاك المياه في صناعة التعدين الأسترالية بصورة ملحوظة خلال السنوات الـ4 السابقة، ليصعد من 1252 مليار لتر في عام 2018 إلى 1457 مليار لتر في عام 2021.
استهلاك المياه في صناعات التعدين المختلفة
يتفاوت استهلاك المياه في صناعة التعدين المعاصرة من قطاع تعديني إلى آخر، لكن تعدين الفحم يظل الأكثر استهلاكًا للمياه على الأقل في أستراليا، بحسب التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
ويقدّر التقرير حجم استهلاك المياه اللازمة لإنتاج طن واحد من الفحم في أستراليا بنحو 667 لترًا، بينما يقدّر الاستهلاك المطلوب لإنتاج طن من الحديد الخام بنحو 5 لترات فقط؛ ما يجعل صناعة تعدين الحديد الأقل استعمالًا للمياه.
وما بين تعدين الفحم وخام الحديد، تتفاوت كميات المياه اللازمة لإنتاج المعادن الأخرى، فعلى سبيل المثال، يستهلك إنتاج طن البوكسيت أو أكسيد الألومنيوم المائي نحو 40 لترًا من المياه.
بينما تستهلك صناعة تعدين النيكل 53 لترًا من المياه لكل طن منتج، أمّا الكوبالت فيحتاج إلى 57 لترًا لكل طن، بينما يزيد الاستهلاك في النحاس إلى 60 لترًا.
على الجانب الآخر، يحتاج إنتاج طن واحد من الليثيوم -المعدن المستعمل في صناعة البطاريات- إلى 170 لترًا، بينما تستهلك المعادن النادرة الأخرى قرابة 401 لتر لإنتاج الطن، بحسب تقديرات معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
وتشير هذه البيانات إلى أن إجمالي استهلاك المياه في تعدين الفحم يزيد بنسبة 40% عن إجمالي استعمال جميع قطاعات التعدين الأخرى في أستراليا.
ماذا يجري في صناعة الفحم الأسترالية؟
تواجه صناعة تعدين الفحم في أستراليا تحديات متصاعدة بسبب المخاطر المتعلقة بالمياه، مع تفاقم آثار تغير المناخ وتشديد اللوائح والمعارضة المجتمعية المتزايدة ضد الصناعة؛ ما أدى إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستثمرين.
وقدّر معهد اقتصادات الطاقة حجم خسائر الإنتاج الضائع أو المبيعات المفقودة لشركات التعدين الأسترالية بسبب الفيضانات وظروف الطقس القاسية بنحو 20 مليون طن، أو ما يعادل 5 مليارات دولار أسترالي (3.3 مليار دولار أميركي) في العام المالي 2021 و2022.
وتؤدي مخاطر الطقس والفيضانات إلى زيادة التكاليف المباشرة في قطاع تعدين الفحم، إذ تضطر الشركات في الغالب إلى خفض الإنتاج وزيادة النفقات المرتبطة بتصريف المياه الملوثة، مع صعوبة تغطية هذه المخاطر بالتأمين باهظ التكلفة على الجانب الآخر.
كما يواجه استهلاك المياه في صناعة التعدين الأسترالية مخاطر الاعتراضات المجتمعية المتصاعدة لأسباب مرتبطة بالتلوث من ناحية، وكثافة استهلاك المياه العذبة من ناحية أخرى.
ورغم اتجاه شركات التعدين للاستثمار في إعادة تدوير المياه وإعادة استعمالها في الموقع، فإن معظم المياه المستعملة في القطاع ما زال من المياه العذبة.
وتستهلك محطات معالجة الفحم معظم المياه في الموقع عند معالجة الفحم بعد استخراجه، كما تستهلك عمليات إخماد الغبار كميات كبيرة من المياه أيضًا، بحسب تفاصيل فنية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير دراسة أجريت على استهلاك المياه في صناعة التعدين عام 2020، إلى أن 80% من المياه المستعملة في تعدين الفحم بأستراليا هي من المياه العذبة، بينما تأتي النسبة المتبقية (20%) من مخلّفات المياه في المناجم المتسربة أو المعاد تدويرها.
وتتزايد مطالب المستثمرين والمساهمين بإفصاح شركات التعدين الأسترالية عن المخاطر المرتبطة بالمياه، التي اعتادت الشركات تجاهلها أو التقليل منها في تقاريرها المالية ونتائجها السنوية.
ويمكن أن يؤدي نقص المياه إلى انخفاض إنتاج المناجم في أستراليا؛ ما قد يحوّل المياه إلى عبء على الصناعة في المستقبل، كما يمكن لتغير المناخ وزيادة تأثير الفيضانات أن يعطّل عمليات المناجم وسلسلة توريد الفحم بأكملها، ما يستلزم حذر المستثمرين في الصناعة وحساب المخاطر بدقة، بحسب مؤلفة التقرير وكبيرة محللي الفحم في معهد اقتصادات الطاقة آن نايت.
موضوعات متعلقة..
- هل يؤثر إنتاج الهيدروجين الأخضر في استهلاك المياه؟ بحث جديد يجيب
- الطلب على الطاقة لتحلية المياه سيتضاعف بحلول 2030 بقيادة الشرق الأوسط
- ارتفاع نصيب الفرد من انبعاثات الفحم في مجموعة الـ20.. وأستراليا تتصدر (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- اتهامات تهريب النفط في ليبيا تتزايد.. وهذا دور صادرات الوقود الروسية
- مصر تتحول لاستيراد الغاز المسال.. وتستعد لقطع الكهرباء 4 ساعات
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تقفز 21%
- إنتاج الأمونيا من الليثيوم قد يزيح الهيدروجين الأخضر من المشهد.. أقل تكلفة