تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

استقلال الطاقة في تركيا يتحقق بـ4 خطوات (تقرير)

دينا قدري

يحتلّ استقلال الطاقة في تركيا مكانة بارزة في خطة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل العديد من الاضطرابات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على مشهد الطاقة العالمي.

وسلّط تقرير حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- الضوء على دعم أنقرة لمصادر الطاقة المختلفة لتعزيز إنتاجها المحلي وإنهاء اعتمادها على الواردات.

إذ تخطط البلاد للشروع في المزيد من أنشطة الحفر في البحر الأسود خلال عام 2024، جنبًا إلى جنب مع الفحم، في حين لن تدّخر جهدًا في سعيها لتوسيع ترسانتها من الطاقة باستعمال مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية.

يقول وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار: إن "هدفنا الرئيس هو إنقاذ تركيا من التبعية الأجنبية في مجال الطاقة.. نريد استعمال مواردنا المحلية والمتجددة إلى أقصى حدّ لهذا الغرض".

الاستغناء عن الفحم "خطأ"

أكد بيرقدار ضرورة استعمال الموارد المحلية والمتجددة لتحقيق استقلال الطاقة في تركيا، إذ إن ثلث الكهرباء المنتجة في البلاد يأتي من الفحم، الذي ما يزال نصفه مستوردًا.

وقال: "هذا البلد يحتاج إلى الطاقة.. نحن بحاجة إلى استعمال مواردنا الخاصة للحدّ من العجز في الحساب الجاري.. لا يمكننا أن ندير ظهورنا للفحم".

ونتيجةً لذلك، أشار بيرقدار إلى ضرورة الاستفادة من نحو 20 مليار طن من احتياطيات الفحم في البلاد دون المساس بالصحة والسلامة المهنية، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى استعماله بطريقة متوافقة مع البيئة.. ولذلك، نحن بحاجة إلى إدخال هذا الفهم في اقتصادنا من خلال الفحم لدينا والمناجم الأخرى".

مع التحول الأخضر على قدم وساق في جميع أنحاء العالم، أعرب بعض الناس عن معارضتهم لإنتاج الكهرباء من الفحم، ومع ذلك، يصرّ بيرقدار على أن استعمال الفحم المحلي يرتبط مباشرة بأمن الطاقة، ومن ثم الأمن القومي، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).

وبيّنَ أن "استهلاك الفحم زاد في أوروبا خلال عامي 2002 و2023.. لذلك، نقول، إنه إذا أردنا أن يكون هناك تحول، فيجب أن يكون ذكيًا"، موضحًا أن "الفحم يجب أن يستمر في الاقتصاد لمدّة معينة من الزمن".

وشدد بيرقدار -الذي أوضح أن ما يقرب من 99% من القدرة الجديدة التي أنتجتها البلاد العام الماضي (2023) جاء من الطاقة المتجددة- على أن استبعاد الفحم من مزيج الطاقة مع السعي وراء مصادر الطاقة المتجددة، سيكون خطوة خاطئة.

التنقيب عن النفط والغاز

مع تغطية ما يقرب من 70% من الطاقة في تركيا حاليًا عن طريق الواردات، طرح رئيس البلاد رجب طيب أردوغان رؤيته لـ"قرن تركيا"، لتعزيز البلاد في العديد من المجالات وتحريرها من التبعية الأجنبية، وتحويلها إلى لاعب مستقل تمامًا في مجال الطاقة.

وتعتزم أنقرة تسريع عمليات التنقيب عن الغاز في 3 مواقع، خاصةً في البحر الأسود، طوال عام 2024، لإنتاج المزيد من المنتجات ذات القيمة المضافة وتقليل اعتمادها على الخارج، تحقيقًا لاستقلال الطاقة في تركيا.

وهناك ما لا يقلّ عن 3 آبار استكشافية أخرى في البحر الأسود مدرجة على جدول أعمال البلاد خلال العام الجاري (2024).

سفينة الحفر التركية "قانوني"
سفينة الحفر التركية "قانوني" - الصورة من منصة "أبستريم أونلاين"

وقد ارتفعت احتياطيات البلاد من الغاز الطبيعي في البحر الأسود إلى 710 مليارات متر مكعب بعد أنشطة التنقيب، وبحسب بيرقدار، فإن الغاز الطبيعي المنتج في حقل غاز صقاريا يصل إلى 3.7 مليون متر مكعب، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

يقول وزير الطاقة بيرقدار: "إننا نعمل بهدف إنهاء التبعية الأجنبية تمامًا في مجال الطاقة والموارد الطبيعية خلال الـ30 عامًا المقبلة في قرن تركيا".

وأضاف: "نتوقع أن يستمر الطلب في تركيا في الزيادة خلال المدّة المقبلة حتى أربعينيات القرن الـ21.. ويبلغ نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء في بلادنا نحو 4 آلاف كيلوواط/ساعة.. ولذلك، فإن طلبنا يتزايد".

وفي محاولة للحدّ من اعتمادها على النفط الأجنبي، تستكشف البلاد أيضًا مناطق جغرافية جرى تجنّبها سابقًا مثل غابار، وتنتج تركيا حاليًا 37 ألف برميل من النفط يوميًا في غابار بولاية شرناق، وتخطط لزيادة هذا الإنتاج إلى 100 ألف برميل يوميًا.

الطاقة المتجددة والنووية

علاوةً على ذلك، طرحت تركيا بعض الإستراتيجيات، خاصةً الطاقة المتجددة، لتقليل اعتمادها على الواردات؛ إذ أكد وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار حاجة البلاد إلى زيادة مواردها المحلية والمتجددة، بما في ذلك الفحم، مع تضخيم كفاءة الطاقة.

وتماشيًا مع ذلك، قال بيرقدار: "سننتج المزيد.. سنحقق المزيد من الاكتشافات.. وفي هذا العام، نأمل أن نعلن أن عام 2024 هو عام الاستكشاف.. ومن خلال الاكتشافات المستقبلية، سنقلل من اعتماد تركيا الخارجي على الطاقة والغاز الطبيعي.. سنصبح سوق طاقة تركية مستقلة بالكامل في السنوات الـ30 المقبلة".

وبما أن تحول الطاقة يؤدي دورًا مهمًا، أوضح بيرقدار: "مع استمرار الاتجاه نحو الموارد الأكثر اخضرارًا، فإننا نعلم أن النفط والغاز الطبيعي سيظلان يحتلّان مكانًا في الاقتصادات في العقود المقبلة".

وذكّر بيرقدار: "في عام 2016، طرحنا رؤية أطلقنا عليها السياسة الوطنية للطاقة والتعدين، وقلنا، إننا سنبحث الآن عن النفط والغاز الطبيعي الخاص بنا بسفننا ومهندسينا الخاصّين، ونأمل أن نجده".

وتابع: "لقد أضفنا سفن الحفر فاتح ويافوز وقانوني وعبدالحميد خان إلى أسطولنا.. اليوم، أنا فخور بأن أقول، إن تركيا دولة تمتلك أسطولًا من أحدث سفن الحفر في المياه العميقة وسفن المسح الزلزالي في العالم.. أستطيع أن أقول إنها من بين الدول العشر الأولى في العالم".

وبما أن الطاقة النووية كانت حلم تركيا منذ 70 عامًا، فقد أكد بيرقدار أن بعض الخطوات اتُّخِذت لتحقيق الحلم في كل مدة تقريبًا.

حاليًا، تُبنى 4 محطات للطاقة النووية بوقت واحد في أكويو؛ ومن المتوقع توفير 10% من الطاقة في تركيا من هذه المحطات عند إكمالها، ما يجعل البلاد تنضم إلى نادي لاعبي الطاقة النووية.

ومع وجود إمكانات كبيرة للطاقة المتجددة التي ما تزال مطروحة على الطاولة، يشير بيرقدار إلى أنه بمجرد أن تستعمل تركيا الشمس والرياح والموارد المتجددة، وأن تنتج النفط والغاز الطبيعي الخاص بها، وأن تصنع الطاقة النووية، فإنها "ستقضي على مشكلة التبعية الأجنبية، التي تتغلغل حاليًا في قطاع الطاقة لديها".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق