شركة فرنسية تهاجم السيارات الكهربائية الكبيرة.. وتحذر من خطر قادم
هبة مصطفى
تثير السيارات الكهربائية الجدل لأسعارها الباهظة، أو ما قد ينشب من حرائق للبطاريات وغيرها من التحديات، لكن الحديث حول التفوق البيئي لسيارات محرك الاحتراق الداخلي "صغيرة الحجم" مقارنة بالكهربائية كبيرة الحجم، كان مفاجأة.
وشنّ الرئيس التنفيذي لشركة رينو (Renault) الفرنسية، لوكا دي ميو، هجومًا على السياسات الأوروبية الضاغطة لنشر سيارات محرك الاحتراق الداخلي، على حساب الكهربائية.
وحسب تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، عدّد "ميو" ميزات سيارات البنزين والديزل صغيرة الحجم، التي تضمنت أبعادًا بيئية بالإضافة إلى دور مهم تجاه رفع مبيعات الصناعة الآخذة في التناقص منذ جائحة فيروس كورونا.
جنون بيئي
وصف الرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية "لوك دي ميو" مواصلة نشر السيارات الكهربائية كبيرة الحجم على الطرق بأنه "حماقة بيئية"، خاصة أن بعض هذه السيارات يصل وزنها إلى 2.5 طنًا.
وقال، إن استمرار دعم السيارات الكهربائية باهظة التكلفة وثقيلة الوزن لا يفيد، بقدر تعزيز انتشار السيارات العاملة بالبنزين والديزل صغيرة الحجم التي تدعم خفض البصمة الكربونية، وفق ما نقله عنه الموقع الإلكتروني لقناة جي بي نيوز (GB News) البريطانية.
وطالب "ميو" بتعميم تجربة نشر اليابان لهذه السيارات، زاعمًا أن التأثير البيئي لسيارات محرك الاحتراق الداخلي صغيرة الحجم يعدّ أقلّ من غيرها بنسبة 75%، طوال دورة حياتها من التصنيع حتى انتهاء عمرها التشغيلي.
وأشار إلى أن سعر طرازات السيارات صغيرة الحجم يمكن أن يصبح نصف سعر السيارات ذات النطاق المتوسط، بخلاف دورها في الحفاظ على جودة هواء المدن وخفض انبعاثات النقل التي تشغل حصة قدرها 39% من إجمالي الانبعاثات.
وأضاف أنه من الممكن الاتفاق حول حزمة إجراءات قد تعزز الإقبال على شراء هذه السيارات، وتخفض تكلفتها، مثل خفض سعر الفائدة على قروض الشراء، وطرح المركبات للتأجير في المجتمعات، وتوفير مواقع مجانية لركن السيارات.
صناعة السيارات في أوروبا
حذّر الرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية "لوك دي ميو" من الخطر الذي تعانيه صناعة السيارات الأوروبية، على حدّ وصفه، والتي تتطلب دعمًا فوريًا، مضيفًا أن تعزيز السيارات صغيرة الحجم بالمزايا والمنح وتسهيلات المرافق قد تعزز شهية المستهلكين وتزيد الإقبال على شراء هذه الوحدات.
وكشف أن مبيعات السيارات صغيرة الحجم تراجعت خلال السنوات الـ20 الماضية بنسبة 40%، مشيرًا إلى دور السياسات الأوروبية في "تحجيم" مكاسبها، رغم أنها أرخص من السيارات الكبيرة بما يتراوح بين 20 و30%.
وقد تشكّل السيارات العائلة صغيرة الحجم (يُطلق عليها في بعض الأحيان السيارات المدمجة، وسيارات المدينة) البديل الأفضل عن السيارات الكهربائية الكبيرة وثقيلة الوزن.
وقد ينعش نشر تلك السيارات المبيعات الأوروبية من جديد، بعدما سجلت المبيعات -خلال المدة من 2019 حتى العام الماضي 2023- تراجعًا، من 13 مليون وحدة إلى 9.5 مليون فقط.
رؤية رينو
سجلت أسعار السيارات الصغيرة على مدار الـ20 عامًا الماضية ارتفاعًا من 10 آلاف يورو إلى 25 ألف يورو، في ظل تضاعف تكلفة الوقود والخدمات التأمينية وغيرها بمعدل 3 أضعاف من 3 آلاف و500 يورو حتى 10 آلاف يورو.
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)
ودافع لوك دي ميو عن السيارات صغيرة الحجم العاملة بمحرك الاحتراق الداخلي، مشيرًا إلى عوائدها الاقتصادية على الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا، إذ توفر فائض نمو بمعدل 500 مليون يورو سنويًا.
وبالإضافة للعوائد البيئية والاقتصادية لنشر سيارات البنزين والديزل صغيرة الحجم، يُقدّر "ميو" أنّ التوسع في تصنيعها يفتح المجال أمام ما يزيد عن 10 آلاف فرصة عمل جديدة.
وتمثّل رؤية شركة رينو الفرنسية لتقليص خطط انتشار السيارات الكهربائية لصالح سيارات محرك الاحتراق الداخلي صغيرة الحجم، بارقة أمل قد تنقذ صناعة السيارات في أوروبا، وتتغلب على التحديات المحيطة.
ومن الممكن أن تطلق هذه السيارات في أوروبا -خاصة السيارات الصغيرة المخصصة للأغراض التجارية- انبعاثات قدرها 74 مليون طن.
موضوعات متعلقة..
- مفاجأة.. وزن السيارات الكهربائية يقلّل فاعليتها في مواجهة تغير المناخ
- أزمة السيارات الكهربائية مستمرة.. ورئيس شركة عملاقة يحذر من حمام دم
- تسريب صور سيارة رينو 5 الكهربائية الجديدة
اقرأ أيضًا..
- صادرات الجزائر من النفط تهبط إلى أقل مستوى في 5 أشهر (رسوم بيانية)
- تقرير يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 90 دولارًا للبرميل
- اكتشاف نفطي في مصر يحقق إنجازًا مهمًا