استعمال الهيدروجين في الشحن البحري.. مشروعان جديدان لخفض الانبعاثات
في النرويج والسويد
هبة مصطفى
يومًا بعد يوم تزداد تطلعات نشر تطبيقات الهيدروجين في الشحن البحري، وتتنوع ما بين دوره وقودًا للسفن وبين مصدر لإمدادات الكهرباء، وغيرها من الاستعمالات الرامية لخفض الانبعاثات.
وفي إطار محاولات تعزيز الاستدامة، حصل نظام لوقود هيدروجين مضغوط على موافقة أولية، من جمعية دي إن في (DNV) الرائدة عالميًا في مجال التصنيف وإصدار الشهادات وإدارة المخاطر، وتتخذ من النرويج مقرًا لها.
وبحسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، يستعد ميناء غوتنبرغ السويدي لإطلاق مشروع جديد لوقود الهيدروجين في الشحن البحري، عبر نظام مبتكر يدمج استعمالات الهيدروجين مع الاستفادة من طاقة الشاطئ، وهو مشروع مشترك بين عدد من الشركات المحلية، بالتعاون مع شركة سويسرية وأخرى أيرلندية.
موافقة أولية
يعدّ المشروع النرويجي مثالًا حيًا على نشر تطبيقات الهيدروجين في الشحن البحري، إذ يكتسب تصميم نظام وقود الهيدروجين المضغوط مرونة تجعل تطبيقه على أنواع السفن المختلفة.
ويعدّ النظام إنجازًا جديدًا لدور وإمكانات الهيدروجين ضمن حلول الطاقة النظيفة لضمان استدامة لمستقبل صناعة الشحن البحري.
وجاءت الموافقة على النظام التابع لشركة تيكو 2030 (TECO 2030) -مقرّها النرويج أيضًا- دون اشتراطات قوية، ما وصفته الشركة بأنه دلالة على جدوى التصميم وأمانه.
ويُشير منح نظام وقود الهيدروجين المضغوط الموافقة الأولية من قبل جمعية التصنيف النرويجية، إلى خطوة مهمة، قالت شركة تيكو، 2030 إنها "تاريخية" لحلول الاستدامة عبر تعزيز استعمال تطبيقات الهيدروجين في الشحن البحري وتطويرها.
ويكتسب النظام -الذي لم تفرض عليه جمعية التصنيف شروطًا- قابلية للتعامل مع أنواع السفن كافة، خاصة تلك التي تضم بين معدّاتها: أنظمة التزود بالوقود وتخزينه، وأنظمة الإمداد والتحكم في الضغط، وغيرها، وفق البيان المنشور في الموقع الإلكتروني للشركة.
الهيدروجين المضغوط
تستعد شركة تيكو 2030 النرويجية إلى تأهيل نظامها لوقود هيدروجين مضغوط على متن السفن لمرحلة الموافقة النهائية من قبل جمعية التصنيف، وتتبع الشركة إستراتيجية التصميمات البديلة التزامًا بمعايير السلامة والابتكار.
وتعوّل الشركة على إستراتيجية السلامة لتعزيز الموثوقية في تقنيتها، متعهدة بتقديم وثائق كل سفينة على حدة لجمعية التصنيف "دي إن في" قبل بناء نظام وقود هيدروجين مضغوط وتثبيته على متن السفينة.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ"تيكو 2030" تور إنغر أن تصميم الشركة لنظام الوقود المضغوط وتعزيز استعمالات وقود الهيدروجين في الشحن البحري جاء من منطلق حرصها على الالتزام بدور قيادي في ضمان استدامة القطاع.
وأضاف أن النظام الحاصل على موافقة أولية من قبل جمعية "دي إن في" للتصنيف يُبرز دور الهيدروجين في حلول الطاقة النظيفة المستعملة بأنظمة الشحن، مشددًا على التزام الشركة بتطوير تقنيات النظام لضمان خفض انبعاثات الشحن البحري بالتعاون مع الشركاء في الصناعة.
وتركّز الشركة جهودها باتجاه تعزيز مسارات مستقبل الصناعات البحرية والثقيلة المستدام، وفي سبيل ذلك تواصل طلب دعم القطاع البحري.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- معلومات حول دور الهيدروجين في الشحن البحري، وسبل خفض انبعاثات القطاع:
مشروع سويدي
لم يكن مشروع الشركة النرويجية لنشر نظام وقود هيدروجين مضغوط على متن السفن الوحيد ضمن أحدث مشروعات نشر استعمالات الهيدروجين في الشحن البحري، إذ تعاونت شركات مع ميناء غوتنبرغ السويدي لابتكار حلول هيدروجينية-كهربائية للحصول على إمدادات كهرباء دون انبعاثات.
وتسعى شركات إلى تطوير مشروع مشترك يحمل اسم هاي فليكس (HyFlex)، وهو نظام يعمل بخلية وقود هيدروجين بقدرة 100 كيلوواط، مصحوبًا بنظام للبطاريات يمكنه توليد الكهرباء خارج نطاق الشبكة.
وفي حالة استعمال وقود هيدروجين أخضر في النظام، تصبح إمدادات الكهرباء المولدة غير مسببة لزيادة الانبعاثات، خاصة في ظل طرح إمكان الاستفادة من تقنيات توليد "كهرباء الشاطئ" على أرصفة الميناء السويدي.
ومن الشركات السويدية المشاركة في المشروع المشترك مع ميناء غوتبرغ: مجموعة باور سل (Power Cell)، وشركة سكانسكا (Skanska) السويدية، وفولفو جروب (Volvo Group)، بالإضافة إلى شركة هيتاشي إنرجي (Hitachi Energy) السويسرية، وأكبر شركات الغاز الصناعي ليند غاز (Linde Gas) الإيرلندية.
وقال مسؤول الابتكار في ميناء غوتنبرغ السويدي، فيكتور ألغورين، إن الميناء يعدّ موقعًا مميزًا لنشر تطبيقات الهيدروجين، مثل: تزويده لشاحنات والمعدّات العاملة في نطاق الميناء أو السفن بالوقود، بالإضافة إلى إنعاش شبكة الكهرباء بالإمدادات المولدة من طاقة الشاطئ، بحسب ما نقل عنه موقع ريفيرا ماريتايم ميديا (Riviera Maritime Media).
موضوعات متعلقة..
- وقود الهيدروجين الحل الأمثل لخفض انبعاثات النقل.. وهذه أفضل الخيارات
- خبراء يوصون قطاع الشحن البحري العالمي بتقنيات الهيدروجين رغم معضلاته الناشئة (تقرير)
- الهيدروجين الأخضر قد يخفض 80% من انبعاثات قطاع الشحن البحري (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال العماني يؤمن احتياجات أوروبا بصفقة جديدة
- نواب أميركيون يفضحون تحيزات وكالة الطاقة الدولية ضد النفط والغاز.. خطاب رسمي
- قطاع التعدين في السعودية.. هل يتفوق على الهيمنة النفطية؟ (تقرير)