مرسيدس تختبر أحدث سياراتها الكهربائية في الرياض.. رحلة مهمة نحو الريادة
أسماء السعداوي
سجلت سيارة مرسيدس فيجن إي كيو إكس إكس الكهربائية (VISION EQXX) تجربة قيادة ناجحة وسط الصحراء وارتفاع درجات الحرارة من العاصمة السعودية الرياض إلى دبي في الإمارات، كاشفة عن نتائج مذهلة فيما يخص كفاءة الاستهلاك ومدى القيادة.
وفي ثالث رحلاتها التجريبية لمسافات تزيد على ألف كيلومتر، استهلكت السيارة الكهربائية 7.4 كيلوواط/ساعة في 100 كيلومتر، بما يكافئ نحو 0.91 لـ100 كيلومتر أو 282 ميلًا لكل غالون مكافئ (MPG) في المركبات العاملة بالبنزين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووسط درجة حرارة تصل إلى 34 درجة مئوية (93 درجة فهرنهايت) على طرق الجزيرة العربية، أظهرت مرسيدس فيجن إي كيو إكس إكس إمكانات أعلى فيما يتعلق بكفاءة الطاقة عن تجربتين سابقتين داخل أوروبا، للسير إلى مسافة ألف كيلومتر بشحنة واحدة.
بدأت تجربة القيادة الثالثة في الرياض بالساعة 4:15 صباحًا بشحنة كاملة، وانتهت في دبي بالساعة 7:57 مساءً، لتقطع مسافة ألف و10 كيلومترات خلال 14 ساعة و42 دقيقة.
وبعد انتهاء الرحلة، كان يمكن لسيارة مرسيدس فيجن إي كيو إكس إكس السير لمسافة 309 كيلومترات إضافية.
رحلة مرسيدس فيجن إي كيو إكس إكس
احتفظت مجموعة الدفع ومقصورة القيادة بالبرودة بوساطة نظام تبريد يستعمل مضخة حرارية متعددة المصادر، وهو ما ترك أثرًا أقل في استهلاك الطاقة وكفاءتها.
وساعدت شمس الصحراء المهندسين داخل السيارة، في فحص أداء ألواح شمسية على أسطح سيارة مرسيدس فيجن إي كيو إكس إكس.
وتُستعمل 117 خلية شمسية لتشغيل العديد من الملحقات، وهو ما يقلل استنزاف الكهرباء ويحسن الكفاءة الكلية.
وعلى مدار الرحلة، ولّدت الخلايا الشمسية على سطح السيارة 1.8 كيلوواط/ساعة من الكهرباء، لتضيف نحو 24 كيلومترًا للنطاق الكلي.
وخلال الرحلة أيضًا، جُمعت بيانات بشأن تأثير الرياح والشمس في الكفاءة لمقارنتها بالرحلات التجريبية السابقة، ولأغراض التحليل بالمقارنة، بحسب تقرير نشرته منصة "إلكتريك كارز ريبورت" (electric cars report).
ومن أجل تجربة قيادة أكثر راحة، استفاد المشاركون بالتجربة من مساعد الكفاءة الذكي الملحق بالسيارة، الذي يقدم مجموعة كبيرة من المعلومات، ويقترح أسلوب قيادة أكثر فاعلية في الوقت الفعلي وعلى سبيل المثال اتجاه الشمس والرياح وشدتهما.
وخلال تعرضها لهبوب رياح في الإمارات، ساعد النظام السائقين في تعديل السرعة، ومن أجل إنتاج أكبر للطاقة الشمسية خلال أوقات عدم القيادة، أوقف الفريق السيارة بالمحاذاة مع الشمس باستعمال شاشة عرض المعلومات التي تعمل بالطاقة الشمسية.
فيجن إي كيو إكس إكس VISION EQXX
تقول مرسيدس بنز -عبر موقعها الإلكتروني الرسمي- إن تركيزها انصب منذ البداية على تقليل الآثار البيئية للسيارة الكهربائية.
وبالإضافة إلى الألواح الشمسية على السطح، استعملت مواد طبيعية غير حيوانية داخل السيارة مثل الصبار الفطر والحرير النباتي.
وكان الهدف أيضًا تحقيق كفاءة أكبر، ولكن باستعمال بطارية أخف وزنًا بنسبة 30%، وأصغر حجمًا بنسبة 50%، وهو ما أثمر بطارية بسعة 100 كيلوواط/ساعة فقط.
وبسبب التحسينات الإضافية، انخفض معامل السحب (Cd) إلى 0.17، وهو يعني أن السيارة قادرة على السفر لمسافة طويلة بشحنة واحدة.
ويُستعمل معامل السحب في حساب مقاومة مائع لحركة جسم فيه، مثل مقاومة الهواء عند تحرك سيارة ما، وكلما قل المُعامل كان الاستهلاك أقل للوقود، ما يعني انخفاض معدل الاستهلاك.
وربما يحتاج السائق الأميركي فيما بعد إلى شحن السيارة بالكامل مرتين شهريًا فقط.
وتستعمل السيارة بطارية أنود السيليكون بجهد تشغيل يصل إلى نحو 900 فولت فقط، لكن السرعة محددة، وتأخذ وقتًا طويلًا للشحن.
إمكانات واعدة
لثالث مرة، تثبت سيارة فيجن إي كيو إكس إكس الكهربائية قدرتها على السير لمسافة تزيد على ألف كيلومتر بشحنة واحدة.
وسبقت الرحلة من الرياض إلى دبي، رحلة من مدينة شيندلفينغن في ألمانيا إلى ميناء كاسيس في جنوب فرنسا بمتوسط استهلاك 8.7 كيلوواط/الساعة لكل 100 كيلومتر.
وفي الرحلة الثانية من شتوتغارت الألمانية إلى سيلفرستون في المملكة المتحدة، سارت لمسافة ألف و202 كيلومتر بشحنة واحدة بمتوسط استهلاك 8.3 كيلوواط/ساعة لكل 100 كيلومتر.
وكان الهدف من التجربة الثالثة في شبه الجزيرة العربية، هو تحقيق أقصى قدر من الكفاءة على الأصعدة كافة، وفحص الأداء في ظروف الصحراء القاحلة خاصة المرتبطة بالتبريد الذي استعمل مضخة حرارية لتخفيف الضغط عن البطارية.
بدوه، وصف كبير مسؤولي التكنولوجيا وعضو مجلس الإدارة في شركة مرسيدس بنز غروب (Mercedes-Benz Group)، ماركوس شيفر، استهلاك السيارة 7.4 كيلوواط/100 كيلومتر فقط بـ"الاستثنائي"، قائلًا إن مرسيدس فيجن إي كيو إكس إكس تواصل تقديم بيانات قيّمة بشأن عمليات التطوير الجارية للتقنيات المتقدمة المتعلقة بكفاءة السيارات الكهربائية.
وأضاف: "كما توقعنا، سجلت جميع الأنظمة أداءً مثاليًا بسهولة في ظل الظروف الصحراوية والتعامل مع التحديات مثل الطبقة العليا من سطح الطريق ودرجة الحرارة وكذلك الغبار. إنه دليل آخر على أن السيارة الكهربائية جاهزة للأسواق العالمية".
وعلى مدار الرحلة التجريبية، سارت سيارة مرسيدس فيجن إي كيو إكس إكس وسط مناطق حضرية وشبه حضرية في كلٍ من الرياض ودبي حيث حركة المرور الكثيفة، بالإضافة إلى الطرق السريعة الطويلة في الصحراء المفتوحة.
وبعد مرور أكثر من عامين على طرحها، قطعت السيارة مسافة 23.340 كيلومترًا لاختبار تقنياتها الرائدة وسط ظروف الحياة الواقعية.
كما أن قدرات استهلاك الكهرباء ونطاق القيادة الطويل بشحنة واحدة التي تتمتع بها السيارة الكهربائية، مثالية في ضوء شح نقاط الشحن في عدد كبير من دول العالم.
موضوعات متعلقة..
- مرسيدس تؤجل خطة السيارات الكهربائية 5 سنوات.. ما السبب؟
- الجيش الألماني يختبر شاحنات كهربائية من فولفو ومرسيدس
- مرسيدس بنز تصدم مؤيدي السيارات الكهربائية بشأن حقيقة التكلفة
اقرأ أيضًا..
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر تنخفض بعد التعويم
- الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.. ثورة نظيفة تقودها السعودية والإمارات
- التفاؤل يسود توقعات الطلب على النفط عالميًا في 2024 (تقرير)
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تقفز في أول شهرين من 2024 (رسم بياني)
شرح جميل