أعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية (Exxon Mobil) اكتشاف نفط وغاز جديدًا داخل مربع ستابروك البحري الضخم قبالة سواحل غايانا في أميركا الجنوبية.
ووقع الاكتشاف داخل البئر بلوفين (Bluefin) التي تبعد نحو 8.5 كيلومترًا عن البئر سايلفين-1 جنوب شرق مربع ستابروك، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وواجهت عمليات التنقيب التي أُجريت بوساطة منصة الحقر ستينا دريل ماكس، أحجارًا رملية حاملة للهيدروكربونات بطول 197 قدمًا (60 ميلًا)، على عمق 4 آلاف و244 قدمًا (1.294 مترًا) تحت سطح الماء.
وذلك هو أول اكتشاف للهيدروكربونات في غايانا خلال عام 2024، ويقود التحالف المطور للمربع إكسون وهي المشغل، إلى جانب شركة هيس (Hess)، والشركة الوطنية الصينية للنفط البحري سينوك (CNOOC).
وبدأ التحالف الثلاثي إنتاج النفط في غايانا خلال عام 2019، وزاد الإنتاج إلى نحو 650 ألف برميل يوميًا خلال عام 2024 الجاري.
مربع ستابروك
يأتي نبأ اكتشاف نفط وغاز في غايانا، ليضاف إلى قائمة تضم 30 كشفًا آخر في مربع ستابروك منذ عام 2015، بحسب ما جاء في بيان صحفي نشرته شركة إكسون موبيل عبر موقعها الإلكتروني الرسمي.
ومربع ستابروك الممتد على مساحة 26 ألفا و800 كيلومتر مربع هو منطقة الإنتاج الرئيسة من موارد الاكتشاف الكبير الذي حققته إكسون قبالة سواحل غايانا في عام 2015.
ويحتوي ستابروك (موطن أكبر اكتشاف للنفط في العالم خلال العقد الماضي) على 11 مليار برميل من النفط.
وبحسب خطة التنمية السريعة التي وضعتها إكسون سيتضاعف الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، وهو ما يضع غايانا على قدم المساواة مع أنغولا التي انسحبت من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك.
تعليقًا على ذلك، يقول رئيس إكسون موبيل غايانا، أليستر روتليدج: "يواصل برنامجنا للتنقيب تحسين فهمنا لإمكانات المربع، من أجل دفع التطوير القابل للاستمرار للنفط والغاز".
وأضاف: "يعزز هذا الاكتشاف الأخير حقيقة أن لدينا الأشخاص والمهارات والتكنولوجيا، من أجل تقديم قيمة إلى غايانا من موارد البلاد بصورة آمنة ومسؤولة".
الصراع على النفط بين غايانا وفنزويلا
يقع الاكتشاف الجديد داخل إقليم إيسيكويبو المتنازع عليه بين الجارتين غايانا وفنزويلا.
وتسبب ظهور غايانا اللافت في مشهد إنتاج النفط والغاز إلى تأجيج شعلة نزاع إقليمي ممتد منذ قرون، وتفاقمت حدة التوترات في أواخر عام 2023 المنصرم، إلى درجة ظهور توقعات بنشوب نزاع مسلح، لكن حكومتي البلدين تعهدتا بعدم اللجوء إلى القوة.
وكشفت نتائج استفتاء شعبي أجرته فنزويلا في ديسمبر/كانون الأول (2023) تأييدًا كاسحًا للمواطنين، لفرض السيطرة وضم الإقليم الواقع تحت سيطرة غايانا إلى بلادهم.
وتصل مساحة إقليم إيسيكويبو الغني بالنفط إلى 61 ألفًا و600 ميل مربع، ويشكّل نحو ثلثي مساحة دولة غايانا، وتضم سواحله احتياطيات نفطية هائلة.
ومن جانبها، تقول فنزويلا إن إيسيكويبو جزء من أراضيها منذ عام 1777، عندما كان الإقليم تابعًا لها خلال مدة حكم الإمبراطورية الإسبانية.
لكن غايانا -بدورها- تقول إنه ينبغي الرجوع إلى محكمة العدل الدولية للفصل في القضية، ولكن بناءً على معاهدة مبرمة في عام 1899 التي بموجبها رسمت الحدود الحالية بين الجارتين.
صراع شيفرون وإكسون على "هيس"
تمتلك إكسون موبيل حصة 45% من أسهم تشغيل مربع ستابروك، بالإضافة إلى 30% لشركة هيس، و25% لشركة سينوك الصينية.
وأعلنت شركة شيفرون (Chevron) في أكتوبر/تشرين الأول 2023 قرب إتمام صفقة الاستحواذ على شركة هيس، بقيمة 53 مليار دولار.
لكن إكسون تتمسك بأحقيتها في شراء حصة "هيس"، بمقتضى حق الشفعة أو الأفضلية التي يكفلها القانون الدولي لها لشراء أي أصول نفطية في غايانا ترغب شركة هيس في بيعها.
وتقدمت إكسون موبيل مؤخرًا بطلب للتحكيم، لحماية ما تقول إنه مصالحها في "استباق عرض شيفرون"، وهو يعمّق النزاع الذي قد ينهي صفقة شيفرون.
لكن متحدث بلسان شيفرون قال إنها "ما تزال ملتزمة تمامًا بصفقة الاستحواذ على حصة هيس، ونحن واثقون بموقفنا، ونتطلع إلى إغلاق الصفقة".
موضوعات متعلقة..
- صراع شيفرون وإكسون موبيل يحتدم على حصة "هيس" في غايانا
- النفط في غايانا يشعل الصراع بين شركات الطاقة الأميركية
- تأجيل مشروع محطة الكهرباء في غايانا إلى نهاية 2025.. ودور كبير للغاز
اقرأ أيضًا..
- مشروع طاقة شمسية تنفذه أكوا باور السعودية في مصر يفوز بجائزة دولية
- أكبر محطة نووية في العالم تسابق الزمن لاستئناف التشغيل
- توقعات بزيادة مشروعات النفط والغاز الحاصلة على قرار الاستثمار النهائي في 2024
- صادرات الغاز المسال الأميركية تتجنب قناة السويس.. 46 شحنة تطوف حول أفريقيا