أسعار ألواح الطاقة الشمسية الصينية تهدد طموحات المصانع الأميركية (تقرير)
نوار صبح
- • الواردات الرخيصة من الشركات الصينية تدفع الأسعار العالمية للخلايا والألواح إلى مستويات منخفضة للغاية
- • الرئيس جو بايدن جعل إعادة تصنيع الطاقة النظيفة إلى الولايات المتحدة أولوية قصوى
- • الدعم لن يضمن للمصانع الأميركية تحقيق أرباح وسط توقعات بانخفاض الأسعار العالمية للألواح
- • الواردات الصينية تعكس طفرة قوّضت جهود إدارة أوباما لدعم تصنيع الطاقة الشمسية المحلية
تهدد أسعار ألواح الطاقة الشمسية الصينية المنخفضة طموحات العديد من المصانع الأميركية المرتقبة والقائمة، وقد تقوّض خطط إنشاء مصانع جديدة في البلاد، على الرغم من النمو الهائل الذي شهده هذا القطاع مؤخرًا.
وتحذّر تقارير حديثة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، من أن العديد من مصانع الطاقة الشمسية الأميركية المرتقبة ربما لن يتمّ بناؤها، لأن الواردات الرخيصة من الشركات الصينية تدفع الأسعار العالمية للخلايا والألواح إلى مستويات متدنية.
ويتوقع محللون ومراقبون تابعون لشركة وود ماكنزي لأبحاث واستشارات الطاقة، وجمعية صناعات الطاقة الشمسية الأميركية، أن الدعم الفيدرالي الأميركي بموجب قانون خفض التضخم لعام 2022، لا يمكنه دعم المحطات المحلية.
قدرة التصنيع في الولايات المتحدة
تضاعفت قدرة تصنيع ألواح الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة تقريبًا في عام 2023، من 8.5 غيغاواط إلى 16.1 غيغاواط، وفقًا لتقرير صادر عن شركة وود ماكنزي لأبحاث واستشارات الطاقة وجمعية صناعات الطاقة الشمسية الأميركية.
ويفيد التقرير أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية الصينية المنخفضة، إلى جانب الضبابية الاقتصادية، "قد تجعل من الصعب على الشركات المصنّعة الأميركية متابعة تشغيل المرافق المعلنة"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويشير مؤلفو التقرير إلى المخاطر السياسية المترتبة عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي من المرجح أن يواجه فيها الرئيس جو بايدن، الذي دافع عن الإنفاق الفيدرالي على الطاقة المتجددة، الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي عارضها.
وتأتي هذه المخاطر رغم تسجيل منشآت الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة أرقامًا قياسية، إذ إنه لأول مرة، شكّلت الطاقة الشمسية العام الماضي أكثر من 50% من السعة الكهربائية الجديدة المضافة إلى الشبكة الأميركية، وفقًا للتقرير.
من ناحية ثانية، ارتفعت عمليات نشر ألواح الطاقة الشمسية بنسبة 51% بدءًا من عام 2022، لتصل إلى 32.4 غيغاواط، ويمكن للغيغاواط الواحد توفير الكهرباء لنحو 750 ألف منزل.
رغم ذلك تراجعت الأسعار، مع انخفاض تكلفة الوحدات الشمسية ثنائية الجانب بنسبة 31%، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
في المقابل، جعل الرئيس الأميركي، جو بايدن، إعادة تصنيع الطاقة النظيفة إلى الولايات المتحدة أولوية قصوى، وذلك لخلق فرص العمل ومكافحة تغير المناخ.
وتضمّن قانون خفض التضخم لعام 2022 دعمًا قدره 7 سنتات لكل واط لمصانع ألواح الطاقة الشمسية المحلية التي تستعمل الخلايا المستوردة، ما أثار موجة من إعلانات المصانع الأميركية.
ويرى محللون أن الدعم لن يضمن للمصانع الأميركية تحقيق أرباح وسط توقعات بانخفاض الأسعار العالمية للألواح، من نحو 23 سنتًا لكل واط هذا العام إلى 16 سنتًا لكل واط بحلول نهاية عام 2025، وفقًا لتقرير صادر عن منصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس (BNEF).
وقال المحلل لدى منصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، بول ليزكانو: "إن ضغوط الأسعار العالمية، وخصوصًا الواردات رخيصة الثمن، ستؤدي إلى مواجهة العديد من المصانع الأميركية لمراجعة حسابات قاسية للغاية"، مشيرًا إلى أن ذلك "قد يؤدي إلى إلغاء الكثير من المصانع".
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تستعمل المصانع التي ستُفتَتَح خلايا مصنوعة من مادة البولي سيليكون الصينية، لأن تكلفة المادة مضاعفة عند الحصول عليها من مكان آخر، وفقًا للتقرير.
إزاء ذلك، كانت الولايات المتحدة حريصة على إحياء تصنيع الطاقة الشمسية المحلية جزئيًا لتحويل سلسلة التوريد لديها من الصين.
الشركات الصينية تهدد المصانع الأميركية الجديدة
تتزايد المخاوف في واشنطن من أن يؤدي تدفّق المنتجات الصينية إلى تعريض الاستثمارات الأميركية الجديدة في الطاقة النظيفة ومصانع التكنولوجيا المتقدمة للخطر.
وبدأت إدارة بايدن في ضخ أكثر من 2 تريليون دولار في المصانع والبنية التحتية الأميركية، واستثمرت مبالغ ضخمة في محاولة تعزيز الصناعة الأميركية ومكافحة تغير المناخ، حسبما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية (nytimes).
ويواجه هذا الجهد تهديدًا مألوفًا متمثلًا في منتجات، من بينها ألواح الطاقة الشمسية رخيصة الثمن القادمة من الصين، وهذا يلفت انتباه الرئيس بايدن ومساعديه، الذين يفكرون في اتخاذ تدابير حماية جديدة للتأكد من قدرة الصناعة الأميركية على التنافس ضد بكين.
وعلى الرغم من أن المصانع الأميركية تعمل على إنتاج السيارات الكهربائية والرقائق وألواح الطاقة الشمسية، تغمر الصين السوق بسلع مماثلة، وغالبًا ما تكون بأسعار أقل بكثير من المنافسين الأميركيين.
ويقول المسؤولون التنفيذيون والمسؤولون الأميركيون، إن تصرفات الصين تنتهك قواعد التجارة العالمية، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتحفّز هذه المخاوف دعوات جديدة في أميركا وأوروبا لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الصينية، ما قد يؤدي إلى توتر العلاقة الاقتصادية المثيرة للجدل حاليًا بين الصين والغرب.
وتعكس الواردات الصينية طفرة قوّضت جهود إدارة أوباما لدعم تصنيع الطاقة الشمسية المحلية بعد الأزمة المالية عام 2008، ودفعت بعض الشركات الأميركية الناشئة إلى التوقف عن العمل.
وردّت الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية على معدّات الطاقة الشمسية القادمة من الصين، ما أثار نزاعًا في منظمة التجارة العالمية.
موضوعات متعلقة..
- سيمسون: ألواح الطاقة الشمسية الصينية ضرورية لأوروبا
- الألواح الشمسية الصينية تتكدس في مخازن أوروبا.. ما القصة؟ (تقرير)
- صادرات الصين من الطاقة الشمسية تسجل قفزة قياسية عند 52 مليار دولار (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مشروع المغرب لأكبر ربط كهربائي بحري يثير الجدل.. والشركة تحسم الموقف
- مصر ترفع أسعار الوقود في أبريل (خاص)
- صادرات الخليج من البنزين تحقق أعلى مستوى في 6 أشهر