طاقة متجددةأخبار الطاقة المتجددةرئيسية

صناعات الطاقة النظيفة البريطانية تحصل على دعم حكومي يتحمل تكلفته المواطن

بدءًا من أبريل

حياة حسين

تتلقى صناعات الطاقة النظيفة البريطانية حزمة حوافز حكومية بدءًا من شهر أبريل/نيسان المقبل، بهدف تعزيز قدرتها التنافسية في مواجهة الغزو الصيني مستقبلًا، لكن تكلفتها سيتحملها المستهلكون من المواطنين.

ومن المنتظر أن تبرم الحكومة اتفاقيات طاقة تفضيلية تزوّد شركات السيارات الكهربائية ومنتجي معادن البطاريات واللازمة لصناعة توربينات الرياح والتقنيات الدفاعية وغيرها من المنتجات المرتبطة بالقطاع، بإمدادات طاقة أرخص، وفق ما صرح به مسؤولون في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتعالى الأصوات في الدول الغربية المطالبة بالتصدي لغزو صيني في قطاعات مرتبطة بصناعة الطاقة النظيفة بصورة عامة، بسبب هيمنة بكين على تلك القطاعات، من خلال تقديم منتجات رخيصة بكفاءة عالية عبر الدعم الحكومي السخي.

ولدى الصين اليد العليا في حقل إنتاج المعادن اللازمة لصناعة الطاقة النظيفة، إذ تسيطر على 70% من إنتاج الكوبالت، ومثلها من النيكل، و60% من الليثيوم، بالإضافة إلى أكثر من 90% من المعادن الأرضية النادرة.

حاجة ملحة

ظهرت حاجة ملحة إلى تعزيز صناعات الطاقة النظيفة البريطانية محليًا، لمواجهة تهديد محتمل في الدول الغربية من تهديد محتمل صيني للإمدادات في أوقات الأزمات الجيوسياسية، حسبما ذكر تقرير لصحيفة "التليغراف".

وقالت مصادر رسمية من داخل الحكومة، إن ارتفاع تكلفة الكهرباء، يُعد من العوامل الرئيسة التي تعوق صناعات الطاقة النظيفة البريطانية، لذلك تقرر حصول الشركات على طاقة أرخص لتعزيز تنافسيتها عالميًا، وهو ما يعزز حصولها على استثمارات كبيرة.

كما يسهم هذا الدعم في تقليص انبعاثات الكربون، كون المنتجات المستوردة تعتمد على عمليات وإجراءات أكثر تلويثًا للبيئة. ويمتد دعم صناعات الطاقة النظيفة البريطانية لكل القطاعات، بما فيها مصافي المعادن النادرة ومصانع بطاريات السيارات الكهربائية.

وقال أحد المصادر: "بمنح دعم الطاقة وميزات لإمدادات الطاقة الخضراء لهذه الصناعات الجديدة، تبدأ البلاد التحول نحو مرحلة التوازن".

ولم تتضح الرؤية بصورة كاملة عن حجم الدعم الذي ستحصل عليه صناعات الطاقة البريطانية في إمدادات الطاقة، إلا أن مدير شركتي "تيس فالي ليثيوم" و"بنسانا" Tees Valley Lithium وPensana، اللتين تبنيان خطي إنتاج في منطقتي تيسايد وهامبرسايد، باول أثيرلي، أوضح أن سعر الكهرباء سيخفض من 19 بنسًا لكل كيلواط/ساعة إلى رقم واحد (أقل من 10 بنسات) في سبتمبر/أيلول المقبل، أي قد يزيد على النصف.

وقال: "صناعات الطاقة النظيفة البريطانية تواجه منافسة من دول عديدة مثل أوروبا وأميركا الشمالية والسعودية.. الحكومات تقدم دعمًا، لذلك تمثل هذه الخطوة المرتقبة تصرفًا جيدًا من الحكومة للحفاظ على جاذبية تلك القطاعات للمستثمرين مثلنا".

ومن المتوقع أن يحصل مصنع شركة "جاغوار لاند روفر" Jaguar Land Rover، في منطقة سومرست على دعم الطاقة أيضًا.

مصنع بطاريات سيارات كهربائية
مصنع بطاريات سيارات كهربائية - الصورة من ديترويت فري برس

ضعف التنافسية

كشف تقرير حديث عن تعرض صناعات الطاقة النظيفة البريطانية لمنافسة شديدة. وأعد التقرير عدد من رجال الأعمال البارزين في الصناعة، بناء على طلب من وزير الصناعة والأمن الاقتصادي نصرت غني، إذ سألهم عن بحث مدى انكشاف نشاط الأعمال المحلي في سلسلة إمداد المعادن، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلص التقرير، الذي عُرض على الوزير في ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى أن كل صناعات الطاقة النظيفة البريطانية، وقطاعات إنتاجية أخرى، مثل معدات الفضاء والدفاع والسيارات، باتت تواجه منافسة متنامية في ضوء التحول نحو الحياد الكربوني.

وحدد التقرير المخاطر المحتملة في سلاسل الإمداد، وأبرزها ما يتعلق بالاعتماد الكبير على الواردات، خاصة من الدول التي تتسم بعدم الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى تركز نشاط المناجم ومصافي تنقية المعادن في دولة واحدة هي الصين.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة أنها ستكون أكثر واقعية نحو تحقيق هدف الاستقلال الكامل، وستضع خططًا لتعظيم المنتجات المحلية القابلة لذلك، مع التركيز على مصافي تنقية المعادن. كما ستقدم سياسة داعمة لتعزيز تنافسية البلاد.

وحصول صناعات الطاقة النظيفة البريطانية على دعم في مجال الطاقة، وفق مصادر حكومية، يمثل جزءًا من حزمة مساعدات حكومية أخرى، تتضمن إعفاءات ضريبية وإلغاء رسوم متعددة.

ووفق الخطة الحكومية يتحمل تكلفة هذا الدعم المستهلكون، إذ من المتوقع أن تزيد تكلفة الفاتورة لكل منزل بين 3 و5 جنيهات إسترلينية (3.84 و6.4 دولارًا أميركيًا) سنويًا.

(الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا)

وتشتكي الشركات والمصانع زيادة تكلفة فاتورة الكهرباء في المملكة المتحدة بنسبة كبيرة مقارنة بجارتها الأوروبيات، ما يضعف تنافسيتها.

وقال الرئيس التنفيذي لجمعية الصناعات الكيماوية البريطانية Chemical Industries Association ستيف إيليوت: "كانت تكلفة الكهرباء أكبر عامل غير محفز للاستثمار في هذا النشاط في بريطانيا منذ مدة طويلة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق