أكاذيب حول النفط الروسي.. أنس الحجي يفضح بطولات أميركا الوهمية
أحمد بدر
تحاول أوروبا وأميركا على مدار عاميْن حصار النفط الروسي، ووضع موسكو في موقف حرج، إلا أن معظم هذه المحاولات ما زالت غير فاعلة حتى الآن، ولم تنجح إلا في تحويل مسار هذا النفط إلى أسواق أخرى.
ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنه رغم العقوبات على روسيا وقرارات حظر نفطها -في حين لا يوجد حظر على الغاز الروسي- تقدّم وزارة الخزانة الأميركية المشرفة على "السقف السعري" الأكاذيب تلو الأخرى.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدمها الدكتور أنس الحجي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "العقوبات الغربية على النفط الروسي.. بهرجة إعلامية وبطولات وهمية".
وأكد الحجي، أن سقف أسعار النفط الروسي نظريًا لا معنى له، وعلى أرض الواقع كذلك لا يعني شيئًا على الإطلاق، فمن يسمعون مساحة "الأنسيّات" يعرفون ذلك بالأدلة، ولكن العام الجاري عام انتخابات في أميركا، لذلك يحاول الإعلام المؤيد للرئيس جو بايدن إظهار أن سياساته ناجحة، حتى على حساب أخلاقيات مهنة الصحافة.
آثار العقوبات الأميركية في النفط الروسي
ضرب مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، مثالًا على تزييف الإعلام أثر العقوبات الأميركية في النفط الروسي، بتقرير نشرته وكالة "بلومبرغ"، قالت فيه إن العقوبات أجبرت شركة تركية على وقف وارداتها من النفط الروسي، بعد أن كانت قد زادت بمقدار 7 أضعاف.
ولفت إلى أن تقرير الوكالة الأميركية -بالمخالفة لقواعد مهنة الصحافة- لم يذكر رقمًا واحدًا عن حجم الواردات وكذلك أخطأ في جنسية الشركة التي قال إنها تركية، في حين أنها حقيقة شركة فرنسية تتبع الاتحاد الأوروبي، ومن ثم لها أعمال في عدد من دول القارة العجوز، وتتعامل مع البنوك والمواني الأوروبية.
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن الشركة الأوروبية مجبرة بموجب قرارات الاتحاد الأوروبي على إجراءات معينة ولكنها لم تكن ملتزمة بها، والآن قرروا أن ينتبهوا إلى أن هذه الشركة تتجاوز القوانين، فقرروا تضييق الخناق عليها.
الأمر الآخر المتعلق بحجم واردات هذه الشركة من النفط الروسي، أنها تستورد فقط 32 ألف برميل يوميًا، وهو أمر لا يؤثر أبدًا في تركيا التي يبلغ حجم وارداتها البحرية -فقط- من روسيا 900 ألف برميل يوميًا، وذلك بعيدًا عن الحجم الضخم من الواردات عبر خطوط الأنابيب.
لذلك -وفق الحجي- فإن مقارنة 32 ألف برميل يوميًا، بما يقارب مليون برميل يوميًا، تُعد ظالمة، ولكن تقرير بلومبرغ يستعرض نجاحات بايدن وخسائر تركيا، على الرغم من أن الأخيرة لم تخسر، لأن الشركة أوروبية، ومعتمدة في ذلك على أن الميناء الذي تنقل الشركة من خلاله النفط الروسي تركي.
وأشار الحجي إلى أن هذا المثال هدفه توضيح مقدار التحيز والمعلومات الخاطئة التي تُنشر حتى من وكالات ضخمة مثل وكاله بلومبرغ.
انخفاض أسعار النفط الروسي
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الأمر الآخر المثير في الحديث عن العقوبات هنا، هو أن الحديث دار مرات عديدة عن تراجع أسعار النفط الروسي بعد غزو أوكرانيا، وأن سببه الرئيس كان ارتفاع تكاليف الشحن ولا علاقة له بالعقوبات.
وتابع: "العقوبات أتت لاحقًا، إذ إن الغزو الروسي لأوكرانيا حصل في نهاية فبراير/شباط 2022، وجاءت العقوبات في ديسمبر/كانون الأول 2022، أي في نهاية ذلك العام، فلماذا انخفضت أسعار النفط الروسي بمقدار 30 دولارًا للبرميل مقارنة بالأسعار العالمية، قبل أن تكون هناك عقوبات؟".
وأوضح الحجي، أن ما حدث هو أن تحويل النفط الروسي من أوروبا إلى آسيا يعني دفع تكاليف شحن عالية جدًا، لأنه لا توجد سفن أو حاملات نفط تعمل على هذه الطرق، إذ كان عددها قليلًا جدًا، فارتفعت أجورها بصورة كبيرة.
وأضاف: "استغرق الأمر نحو عام ونصف العام لتشتري موسكو المئات من ناقلات النفط وحوّلتها من مختلف أنحاء العالم لتعمل على هذا الخط، فانخفضت تكاليف الشحن بصورة كبيرة، ومع انخفاض تكاليف الشحن ارتفعت أسعار الخام الروسي، لأن التخفيض كان سببه الشحن".
والآن -وفق الدكتور أنس الحجي- أصبحت تكاليف الشحن بسيطة، فارتفعت أسعار النفط الروسي بصورة كبيرة، وعلى الرغم من وجود العقوبات والسقف السعري، بلغت إيرادات الحكومة الروسية في شهر فبراير/شباط الماضي مستوى أعلى مما كانت عليه حتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
بعبارة أخرى -بحسب الحجي- ما حصلوا عليه في فبراير/شباط 2024 أعلى مما حصلوا عليه في فبراير/شباط 2023 رغم العقوبات والسقف السعري الثالث، مضيفًا: "هنا أحب أن أؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجرم حرب، ولافروف مجرم حرب".
وأكد الدكتور أنس الحجي، أنه عند الحديث بهذه الطريقة عما يحدث في روسيا، فإن هذا ليس دعمًا للاقتصاد الروسي أو الرئيس فلاديمير بوتين، أو لأي أحد، ولكن يبدو أنهم مجرمون منطقيون أكثر من المجرمين من الطرف الآخر.
وفسّر ذلك بموضوع الكذب الكبير الذي تنشره وكالات الإعلام الغربية المؤيدة لحكومة بايدن والزعماء الأوروبيين، إذ نشرت خلال الأشهر الماضية أخبارًا مضللة عن مدى انخفاض إيرادات الحكومة الروسية وغيرها.
وأردف: "لكنهم نسوا أن القادة الروس رغم كونهم مجرمي حرب فهم أذكياء، ويريدون العيش مثلهم مثل غيرهم، وبالتالي يتصرفون بطرق تضمن لهم هذه الإيرادات، ومن هذه الطرق أنهم اشتروا نحو 1200 ناقلة نفط، بين روسيا والصين والهند، تملك موسكو منها بين 800 و900 ناقلة لتذهب إلى جميع أنحاء العالم".
موضوعات متعلقة..
- عائدات النفط الروسي تخضع لطريقة حساب جديدة لمجابهة آثار العقوبات
- أنس الحجي: النفط الروسي لا يؤثر في الأسواق بعد عامين من غزو أوكرانيا
- العرب ضمن أكبر مستوردي النفط الروسي في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
اقرأ أيضًا..
- منصة حفر عمرها 42 عامًا تعمل في خليج السويس بمصر
- أسهل طريقة لمعرفة فاتورة الكهرباء في السعودية.. 3 خيارات إلكترونية
- أنس الحجي: ثورة الصخري الأميركية لم تنتشر عالميًا لأسباب قانونية.. وتمويلية