التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةنفطوحدة أبحاث الطاقة

معدل تشغيل مصافي التكرير الأميركية ينخفض إلى 81%.. ما السبب؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • مصافي ساحل الخليج الأميركي الأكثر انخفاضًا في معدل الاستعمال
  • ظروف الطقس القاسية وأعمال الصيانة أحد أسباب انخفاض التشغيل
  • انخفاض إنتاج المصافي يؤثر في مخزونات البنزين والديزل الأميركية
  • ارتفاع أسعار الوقود بالتجزئة في الأسبوع الأول من مارس

يشهد معدل تشغيل مصافي التكرير الأميركية تراجعًا ملحوظًا منذ مطلع عام 2024، خاصة في مناطق الغرب الأوسط وساحل الخليج الأميركي، ما أثر في أسعار الوقود والمخزونات على مستوى البلاد.

وأظهر تقرير حديث -اطلعت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- انخفاض معدل استعمال مصافي التكرير في الولايات المتحدة بنسبة 11% منذ أوائل يناير/كانون الثاني 2024، ليصل معدل التشغيل الإجمالي إلى 81% خلال الأسبوعين المنتهيين في 9 و16 فبراير/شباط 2024.

كما انخفض معدل تشغيل مصافي التكرير الأميركية لمدة وجيزة خلال هذه المدة إلى أقل من أدنى مستوى له خلال السنوات الخمس الممتدة من 2019 وحتى 2023.

معدل تشغيل مصافي التكرير الأميركية

جاء الانخفاض الحاد في معدل تشغيل مصافي التكرير الأميركية، نتيجة لانخفاض عمليات المحطات في كل مناطق الغرب الأوسط وساحل الخليج، إلى جانب عوامل الطلب الموسمي المتغيرة، ما أثر في مخزونات الوقود وأسعاره، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (6 مارس/آذار 2024).

ويُحسب معدل تشغيل أو استعمال مصافي التكرير (Refinery utilization rate) عبر حساب إجمالي المدخلات من النفط الخام وقسمتها على السعة الإجمالية للمصفاة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وكان ساحل الخليج الأميركي، المنطقة التي شهدت أكبر انخفاض في تشغيل المصافي منذ مطلع عام 2024، ما جعله المصدر الرئيس في انخفاض إجمالي تشغيل مصافي التكرير الأميركية.

وانخفض متوسط استعمال مصافي ساحل الخليج الأميركية لمدة 4 أسابيع منذ الأسبوع الأول من شهر يناير/كانون الثاني 2024، بنسبة 14%، ليهبط معدل التشغيل إلى أقل من 80% خلال الأسبوعين الماضيين.

ومن المحتمل أن يكون انخفاض تشغيل المصافي نتيجة لمشكلات متعلقة بظروف الطقس وموجة البرد القاسية، بالإضافة إلى أعمال الصيانة المخطط لها في بعض المصافي.

وتقل درجة التحوط ضد موجات البرد القارس على ساحل الخليج الأميركية مقارنة بالمناطق الأخرى، مثل الغرب الأوسط، ما يجعل الآثار أكثر فداحة، إذ يمكن لنقص الاستعدادات لفصل الشتاء أن تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي أو إتلاف الآلات، ما يؤدي إلى الوقف المؤقت لتشغيل المصافي.

أعمال الصيانة في مصافي التكرير

بدأت أعمال الصيانة الحالية في مصفاة ساحل الخليج في وقت مبكر عن المعتاد، ما جعل تأثيرها في عمليات التكرير أكبر من المتوقع، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما تجري أعمال صيانة أخرى في مصفاة موتيفا التابعة لشركة أرامكو السعودية بمدينة بورت آرثر في ولاية تكساس، بالإضافة إلى مصفاة ماراثون غالفستون باي، إذ تمثل هذه المصافي مجتمعة قرابة 7% من إجمالي طاقة التكرير الأميركية، أو ما يعادل أكثر من مليون برميل يوميًا.

مصفاة تكرير موتيفا التابعة لشركة أرامكو السعودية
موقع مصفاة تكرير موتيفا التابعة لشركة أرامكو في ولاية تكساس - الصورة من موقع المصفاة

وعادة ما تكون الصيانة المخططة للمصافي الأميركية موسمية، وتصل إلى ذروتها في أواخر فبراير/شباط ومارس/آذار من كل عام، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

وامتدت أعمال الصيانة إلى مصافي التكرير في الغرب الأوسط، إذ جرى وقف مصفاة شركة بي بي وايتنغ بولاية إنديانا، بسبب أعطال غير مخطط لها، وهي أكبر مصفاة في المنطقة.

ويُعد انقطاع هذه المصفاة سببًا رئيسًا في انخفاض معدل تشغيل مصافي التكرير الأميركية على المستوى الوطني، كما يعزى إليها نسبة الانخفاض البالغة 10% في استعمال مصافي التكرير الإقليمية لدى الغرب الأوسط منذ الأسبوع الأول من شهر يناير/كانون الثاني 2024.

تأثيرات مخزونات الوقود والأسعار

أدى انخفاض إنتاج المصافي إلى هبوط مخزونات الولايات المتحدة من بنزين المحركات والديزل، المعروف بأنه زيت الوقود المقطر الذي يحتوي نسبة كبريت أقل من 15 جزءًا في المليون.

وفي الغرب الأوسط، أدى ارتفاع معدل تشغيل مصافي التكرير في نهاية عام 2023، والقيود اللوجستية على نقل البنزين والديزل خارج المنطقة، إلى زيادة المخزونات الإقليمية لنوعي الوقود في نهاية العام الماضي.

واستهلت مخزونات الوقود عام 2024 بالقرب من أعلى مستوياتها خلال 5 سنوات ثم تجاوزتها في أوائل شهر فبراير/شباط 2024، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما استهلت المخزونات على ساحل الخليج الأميركي عام 2024 عند مستويات أعلى من المتوسط، لكنها انخفضت منذ ذلك الحين بصورة ملحوظة مع انخفاض استعمال المصافي، ما أدى إلى انخفاض مخزونات البنزين والديزل إلى ما دون مستوياتها في 2023.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- مخزون النفط الأميركي في الولايات المتحدة حتى مطلع مارس/آذار 2024:

مخزونات النفط الأميركية 1 مارس 2024

وامتدت تأثيرات انخفاض معدل تشغيل مصافي التكرير الأميركية إلى أسعار الوقود بالتجزئة التي ارتفعت في جميع المناطق يوم الإثنين 4 مارس/آذار 2024، مقارنة بالإثنين السابق.

وعلى الرغم من حدوث زيادات مماثلة في أسعار الوقود منتصف شهر فبراير/شباط، فإن أسعار الديزل على الطرق السريعة انخفضت بصورة طفيفة في جميع المناطق خلال الأسبوعين الماضيين.

ومن المتوقع أن يسهم انخفاض مخزونات البنزين في ساحل الخليج الأميركية في استمرار موجة الصعود في أسعاره إلى أن تعود القدرة التشغيلية للمصافي إلى حالتها، فيزيد الإنتاج وترتفع مستويات المخزون مرة أخرى.

ورغم أن مخزونات الغرب الأوسط ما تزال أقرب إلى الحد الأقصى لنطاق السنوات الـ5 الماضية، فإن السحب منها سيستمر إلى حين عودة مصافي بي بي وايتنغ بولاية إنديانا للتشغيل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق