إكسون موبيل وشل تستكشفان مع سنغافورة جدوى احتجاز الكربون وتخزينه
هبة مصطفى
تستكشف شركتا إكسون موبيل (ExxonMobil) الأميركية وشل (Shell) الأنغلوهولندية، إمكانات تطوير احتجاز الكربون وتخزينه في سنغافورة؛ تمهيدًا لإطلاق مشروع طموح يخفض الانبعاثات.
وتأتي هذه الخطوة في إطار توجيه كبريات شركات الطاقة أنظارها حيال احتجاز الكربون وتخزينه، بهدف خفض انبعاثات مشروعاتهم عبر تعويضات الكربون، أو الاستفادة من الكربون المُخزّن في أغراض أخرى.
ولم تستبعد سنغافورة إمكان التنسيق مع الشركاء الإقليميين -ومن بينهم إندونيسيا- لاختيار أفضل المواقع المحتملة للمشروع، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
احتجاز الكربون وتخزينه
يستهدف المشروع المشترك لإكسون موبيل وشل في سنغافورة، احتجاز وتخزين 2.5 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، بحلول عام 2030.
وبهدف ذلك، أعلنت وحدتا الشركتين في سنغافورة تشكيل مشروع مشترك يحمل اسم إس- هاب (S-Hub)، بالتعاون مع حكومة الدولة الآسيوية، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الجمعة 1 مارس/آذار 2024.
ويعد المشروع العابر للحدود أحدث أدوات الشركتين لخفض الانبعاثات الكربونية في البلاد، وفي مواصلة التعاون مع مجلس التطوير الاقتصادي في سنغافورة بدأ بتوقيع مذكرة تفاهم حول احتجاز الكربون وتخزينه، في ديسمبر/كانون الأول 2023.
ويشمل المشروع بحث المواقع المحتملة للتخزين والتيقن من مدى جاهزيتها، ودراسة إمكان تخزين الكربون في أعماق الأرض أو قاع البحر، بعد احتجازه من سنغافورة.
وتنظر الدولة الآسيوية إلى مشروع التعاون مع شركتي إكسون موبيل وشل، بوصفه إحدى مبادراتها لمكافحة التغير المناخي وخفض الانبعاثات؛ إذ يعد الكونسورتيوم الثلاثي "إس - هاب" شراكة إستراتيجية تطرح حلولًا مبتكرة.
تعاون أوسع
لا يستهدف تعاون إكسون موبيل وشل مع سنغافورة خفض الانبعاثات فقط، وإنما يعد التوسع في مشروع احتجاز الكربون وتخزينه أحد معايير المسؤولية البيئية وابتكار لتقنيات التخزين أيضًا، بحسب موقع بي إن إن بريكنغ (BNN Breaking).
ومن المقرر إطلاق دراسات جدوى للوقوف على التقييمات الفنية والاقتصادية للمشروع المشترك؛ إذ تقوم فكرة عمله على احتجاز الكربون من مواقع وصناعات سنغافورية مختلفة، قبل تخزينه بريًا أو بحريًا.
ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الأرقام حول مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا عام 2022:
وتعد دراسة الجدوى مرحلة رئيسة ضمن خطوات المشروع؛ إذ يرصد الكونسورتيوم خلالها العقبات والتحديات المتوقعة وسبل تجاوزها.
ويضرب التعاون الثلاثي مثالًا على التعاون الدولي البيئي العابر للحدود، ويشكل دعوة لطرح مشروعات مشتركة مشابهة في مواقع عالمية مختلفة.
وانتشرت مؤخرًا مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، وتبدأ من التقاط ثاني أكسيد الكربون من مواقع الصناعات كثيفة الاستهلاك وغيرها، ومنعه من التسرب للغلاف الجوي عبر تخزينه في مواقع مخصصة لذلك.
دور إندونيسيا
تتجه سنغافورة إلى التعاون مع إندونيسيا في دراسة مشروعات توسعية لاحتجاز الكربون وتخزينه، وقد يخدم هذا التعاون المشروع الثلاثي مع إكسون موبيل وشل.
وبدوره، أكد الوزير الثاني للتجارة والصناعة في سنغافورة "تان سي لينغ"، أنه يُخطط لبدء المشروع الثلاثي بحلول عام 2030، بعد الانتهاء من مرحلة دراسات الجدوى واستكشاف المواقع المحتملة، طبقًا لكلمة له في البرلمان نقلها موقع بيزنس تايمز (Business Times).
وكشف لينغ في كلمته عن أن هناك مساعي لتحويل مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه إلى مشروعات عابرة للحدود، للاستفادة من إمكانات المنطقة بالكامل وتحويلها إلى "مركز" للاحتجاز والتخزين، لافتًا إلى حرص بلاده على العمل مع الشركاء المهتمين بالأبعاد البيئية.
ويمثل التعاون تطورًا جديدًا لإندونيسيا، خاصة أن جاكرتا تحرص على تخصيص مساحات من أراضيها، وطرحها أمام الدول الأخرى لاستعمالها في تخزين الكربون.
ووقعت البلدتان الآسيويتان، شهر فبراير/شباط الماضي، خطاب نوايا لاستكشاف إمكانات احتجاز الكربون العابر للحدود وتخزينه، بعد إعلان موافقة رئاسية على تخصيص 30% من سعة تخزين الكربون المستهدفة في البلاد للمشروعات الدولية.
وبموجب الموافقة الرئاسية في إندونيسيا، يُتاح لشركات حفر واستكشاف النفط والغاز الاستفادة من الخزانات المستنفدة وطبقات المياه الجوفية، في عمليات الاحتجاز والتخزين.
موضوعات متعلقة..
- سنغافورة أول دولة تُخزّن الكربون في إندونيسيا
- شركات النفط والغاز تقود سباق إزالة الكربون.. 5 مزايا تُقربها من الهدف
- كوب 28.. إكسون موبيل ترد على انتقادات وكالة الطاقة الدولية لتقنية احتجاز الكربون
اقرأ أيضًا..
- 5 خبراء يحللون سهم أكوا باور بعد تحقيق نتائج أعمال استثنائية
- شل تنحاز لأرباح النفط والغاز وتطرح أصولًا متجددة في أميركا للبيع
- ذكرى غزو أوكرانيا.. 11 تقريرًا ترصد تطورات أسواق الطاقة (ملف خاص)