لامست الديون المستحقة على شركة نفط عالمية، مستويات قياسية تجاوزت 100 مليار دولار، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
تلك الشركة هي "بيمكس" (Pemex)، المكسيكية التي تعد من بين أعلى الشركات مديونية في العالم -إن لم تكن أعلاها على الإطلاق- بدين إجمالي تتخطى قيمته 105 مليارات دولار أميركي، علمًا بأن الكيان النفطي المكسيكي يواجه ضغوطًا مالية غير مسبوقة.
وترغب الحكومة المكسيكية من بيمكس في أن تتوقف فورًا عن صادرات النفط، وأن تتجه، بدلًا من ذلك، إلى ضخ استثمارات في مصافي التكرير المتعثرة ماليًا هي الأخرى.
ديون قياسية
بلغ إجمالي ديون بيمكس المستحقة 106,8 مليار دولار في نهاية العام المنصرم (2023)، وفق بيانات أولية كشف عنها الرئيس المكسيكي اندريس مانويل لوبيز أوبرادور اليوم الأربعاء 21 فبراير/شباط (2024)، ونشرتها وكالة رويترز.
وأفرج لوبيز أوبرادور عن بيانات ديون بيمكس، خلال مؤتمره الصحفي الحكومي الدوري الذي يعود تاريخه إلى 20 فبراير/شباط (2024)، غير أنه لم يتضح -بعد- إذا كان الرقم الذي أعلنه أوبرادور سيجري تضمينه في النتائج المالية الفصلية للشركة المتوقع صدورها خلال الأسبوع المقبل.
وضخ لوبيز أوبرادور مليارات الدولارات في بيمكس خلال فترة ولايته الرئاسية التي تمتد لأكثر من 5 سنوات، بما في ذلك مجموعة من جولات ضخ رأس المال بالإضافة إلى التخفيضات الضريبية في محاولة لتعزيز أرباحه النهائية.
انفراجة تلوح في الأفق
في 30 يناير/كانون الثاني (2024) صرح نائب وزير المالية المكسيكي غابرييل يوريو بأن شركة بيمكس المثقلة بالديون سيكون لديها قرابة 200 مليار بيزو (11.7 مليار دولار) خلال العام الجاري (2024) لتغطية جميع مدفوعات ديونها تقريبًا.
(البيزو المكسيكي = 0.059 دولارًا أميركيًا).
وقال يوريو إنه قد جرى تخصيص قرابة 145 مليار بيزو (8 مليارات و498 مليون دولارًا أميركيَا) من الميزانية الفيدرالية، التي وافق عليها الكونغرس العام الماضي (2023)، موضحًا أن الأموال تشمل أيضًا أموالًا من ضريبة تقاسم الأرباح.
وتابع: "خلال هذين الإجرائين، نضمن أن بحوزة بيمكس الموارد اللازمة لسداد ديونها، وديون السوق، وكذلك إرسال رسالة قوية بالالتزام إلى المستثمرين".
وتتمتع وبيمكس بدعم قوي من قبل رئيس الدولة اليساري الذي يسعى لتخصيص المزيد من الأموال إلى مُنتِج النفط والغاز الحكومي رغم ميوله لفرض سياسات تقشفية واسعة.
دعم بمليارات الدولارات
في أكتوبر/تشرين الأول (2023) أعلنت بيمكس أنها تلقت مليارات الدولارات من الحكومة المكسيكية لمساعدتها على تعزيز وضعها المالي، وسداد الديون المستحقة عليها إضافة إلى دفع المبلغ الخاص بشراء مصفاتها الجديدة.
وربما لم تشهد شركة نفط أزمة مالية على غرار ما تعانيه بيمكس التي تتحمل، منذ عقود، أعباءً ضريبية مرتفعة؛ ما اضطرها إلى توجيه الدعم السابق -يأخذ شكل ضخ سيولة نقدية وتخفيضات ضريبية- لمساعدتها على البقاء في السوق وعدم التخارج منه.
وبلغ حجم الأموال التي حصلت عليها بيمكس 55.9 مليار بيزو مكسيكي (3.2 مليار دولار أميركي) من الحكومة لتعزيز وضعها المالي، وفق ما أظهرته حسابات مالية، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وحصلت بيمكس على ما إجمالي قيمته 71.7 مليار بيزو مكسيكي (4 مليارات و197 مليون دولار) خلال الربع الثالث من عام 2023 لسداد بعض مديونياتها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيمكس أوكتافيو روميرو أوروبيزا: "إنه دعم لم يسبق له مثيل من قبل"، في تصريحات إلى المستثمرين أدلى بها في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
كما تلقت بيمكس ما قيمته 5.8 مليار دولار لمصفاة أولميكا-دوس بوكاس بحلول نهاية سبتمبر/أيلول (2023).
إنتاج النفط
خلال الربع الثالث من عام 2023، لامس حجم إنتاج بيمكس 1.850 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات، غير أن هذا الرقم لا يشمل الإنتاج مع الشركاء، وفق معلومات جمعتها متصة الطاقة المتخصصة.
وتُعزى تلك الزيادة البالغة نسبتها 4.9%، مقارنةً بالفترة نفسها من العام قبل الماضي (2022)، إلى دمج الحقول الرئيسية مثل توبليكو بروفوندو (Tupilco Profundo) وكويسكي (Quesqui) و إكساتشي (Ixachi).
وفي الوقت نفسه، لامس متوسط معالجة النفط الخام في مصافي الشركة المحلية 778 ألف برميل يوميًا، ما يمثل تراجعًا بنسبة 3.6%.
موضوعات متعلقة..
- بيمكس المكسيكية تتسلح بأسعار النفط في مواجهة الديون
- أسعار النفط القياسية تحقق أرباحًا إضافية لـ"بيمكس" المكسيكية
- انفجار خط أنابيب تابع لشركة بيمكس المكسيكية (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- بأرقام قياسية.. الغاز الجزائري مصدر موثوق لأوروبا في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
- مشروعات الهيدروجين في الشرق الأوسط.. متى تبدأ التصدير؟
- الرقائق الإلكترونية تنقذ صادرات كوريا الجنوبية من هبوط عنيف
