سوق الغاز المسال تشهد 4 تغييرات في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- آسيا تعزز وارداتها من الغاز المسال في العام الثاني للحرب الروسية الأوكرانية
- الصين تتجاوز اليابان وتصبح أكبر مستورد للغاز المسال في 2023
- واردات أوروبا من الغاز المسال تستقر تقريبًا عند مستويات عام 2023
- أميركا تعزز مكانتها في سوق الغاز المسال العالمية بفضل الطلب الأوروبي
- زيادة كبيرة في قدرات تصدير الغاز المسال واستيراده في 2023
شهدت سوق الغاز المسال تغيرات ملحوظة في الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، مع عودة أكبر الاقتصادات الآسيوية لتكثيف استيرادها بعد أن هدأت الأسعار كثيرًا منذ بداية 2023.
وتجلّت التغيرات في خريطة أكبر المصدّرين للغاز المسال عالميًا، مع تربّع الولايات المتحدة على العرش لأول مرة في 2023، مختطفة الصدارة من قطر.
أمّا على مستوى خريطة المستوردين في سوق الغاز المسال العالمية، فقد شهدت عودة الصين لمركز الصدارة العالمية وتراجع اليابان للمركز الثاني، بعد أن كانت متصدرة لقائمة أكبر المستوردين في العام الأول للغزو الروسي لأوكرانيا.
على الجانب الآخر، توسعت خطط المشروعات الجديدة لزيادة قدرات استيراد الغاز المسال عالميًا، لا سيما في أوروبا وآسيا، كما توسعت سعة التصدير في الولايات المتحدة وقطر وروسيا، إضافة إلى دول أخرى تستهدف التصدير للمرة الأولى، مثل المكسيك وكندا.
وفي الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا، ترصد وحدة أبحاث الطاقة في السطور التالية 4 تغيرات ملحوظة في سوق الغاز المسال العالمية.
1- خريطة المستوردين في الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا
واصلت تجارة الغاز المسال العالمية نموها خلال العام الثاني للغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن بنسبة 2% فقط، أو ما يعادل 12 مليار متر مكعب، وهي أقل وتيرة نمو منذ عام 2014، بحسب بيانات حديثة عن سوق الغاز المسال العالمية صادرة عن وكالة الطاقة الدولية.
وارتفع إجمالي واردات الغاز المسال العالمية إلى 409 ملايين طن (556.2 مليار متر مكعب) بزيادة 2.4% عن عام 2022، وفق حسابات وحدة أبحاث الطاقة، استنادًا إلى بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز.
*مليون طن تعادل 1.360 مليار متر مكعب
وجاء نمو واردات الغاز المسال مدفوعًا بصورة أساسية بزيادة واردات آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 3% إلى 261.6 مليون طن في 2023، مقارنة بنحو 254 مليون طن، بينما لم تشهد واردات أوروبا تغيرات ملحوظة.
وفي الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا، فإن واردات أوروبا من الغاز المسال تقف عند 126 مليون طن بنهاية 2023، دون تغيير تقريبًا عن المستوى المسجل عام 2022، عند بلغ 126.1 مليون طن، بحسب بيانات منظمة أوابك.
واستحوذت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على نحو 100.3 مليون طن من إجمالي الواردات الأوروبية في 2023، مقارنة بنحو 95.6 مليون طن عام 2022، بزيادة 4.9%، بينما تراجعت واردات تركيا والمملكة المتحدة بنسبة 15%، إلى 25.6 مليون طن في 2023، كما يرصد الرسم التالي:
وأسهم انخفاض أسعار الغاز في عام 2023 مقارنة بمستوياتها القياسية في أعقاب اندلاع الحرب عام 2022، إلى زيادة إقبال أكبر الاقتصادات الآسيوية على الاستيراد من سوق الغاز المسال مجددًا، بعد أن خفضت وارداتها بشدة عام 2022.
وبلغ متوسط أسعار الغاز في آسيا قرابة 14 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عام 2023، بانخفاض 60% عن متوسطها خلال العام الأول للحرب الأوكرانية (2022)، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
وتغيَّر مشهد أكبر 5 دول مستوردة في سوق الغاز المسال العالمية خلال 2023، إذ عادت الصين إلى مقعد الصدارة مع زيادة وارداتها بنسبة 9.1% إلى 72 مليون طن عام 2023، بينما تراجعت اليابان إلى المركز الثاني مع انخفاض وارداتها بنسبة 8% إلى 66 مليون طن، ثم كوريا الجنوبية وتايوان والهند على التوالي.
وكانت الدول الخمس الأوائل في عام 2022 هي اليابان والصين وكوريا الجنوبية وفرنسا وإسبانيا على الترتيب، بحسب بيانات التقرير السنوي لمعهد الطاقة البريطاني الصادر عام 2023.
كما انضمت الفلبين وفيتنام إلى قائمة أكبر المستوردين الآسيويين للغاز المسال في عام 2023، إذ استوردت الفلبين أول شحنة في أبريل/نيسان 2023، والتي حُمِّلَت من محطة أدنوك للغاز في دولة الإمارات، بينما استقبلت فيتنام أول شحنة في يوليو/تموز الماضي عبر شركة شل العالمية متعددة الجنسيات.
2- تغيرات خريطة المصدرين.. أميركا في الصدارة
شهدت سوق الغاز المسال في 2023 سلسلة من التغيرات الملحوظة على مستوى الصادرات، إذ ارتفعت صادرات الغاز المسال العالمية إلى 409.3 مليون طن عام 2023، لتسجل أعلى مستوياتها في 6 عقود، بزيادة 3.4% عن مستواها البالغ 395.9 مليون طن عام 2022، بحسب تقرير أعدّه خبير الغاز والهيدروجين في منظمة "أوابك"، المهندس وائل حامد عبد المعطي.
واحتلّت الولايات المتحدة المركز الأول في تصدير الغاز المسال لأول مرة خلال عام 2023، لتسجل 116 مليار متر مكعب (85.3 مليون طن)، تليها قطر وأستراليا في المركز الثاني، إذ وصلت صادرات كل منهما إلى 106 مليار متر مكعب (77.9 مليون طن)، بينما استحوذت الدول الثلاثة مجتمعة على 60% من إمدادات سوق الغاز المسال العالمية، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
وتشير بيانات أوابك التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة إلى أن الولايات المتحدة جاءت في المركز الأول، بحجم صادرات بلغ 89.5 مليون طن، تليها أستراليا في المركز الثاني بنحو 80.1 مليون طن، ثم قطر في المركز الثالث بنحو 79.9 مليون طن.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور المنافسة بين الولايات المتحدة وأستراليا وقطر على تصدير الغاز المسال عالميًا منذ 2017 وحتى 2023:
ويختلف ترتيب أكبر المصدرين في سوق الغاز المسال العالمية بصورة كبيرة عن عام 2022، إذ كانت قطر تحتلّ المركز الأول، تليها أستراليا، ثم الولايات المتحدة، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وأسهمت عودة محطة فريبورت للغاز المسال إلى الخدمة، بعد انقطاع 9 أشهر منذ حريق يونيو/حزيران 2022، إلى نمو واردات الغاز المسال الأميركية، خاصة مع زيادة الطلب في أوروبا؛ ما أدى إلى تدفّق صادرات الغاز الأميركية إلى القارة العجوز بمعدلات قياسية.
وظلّت دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الوجهة الرئيسة للغاز المسال الأميركي خلال عام 2023، كما هو الحال خلال عام 2022، إذ شكلت الولايات المتحدة 48% من الواردات الأوروبية.
3- التوسع في قدرات استيراد الغاز المسال
انخرط الفاعلون في سوق الغاز المسال عالميًا في سباق خطط تعزيز قدرات الاستيراد، خاصة في أوروبا وآسيا، مع استحواذ القارتين معًا على 90% من قدرات مشروعات محطات إعادة التغويز والتخزين الجديدة خلال 2023.
وبلغت قدرة استيراد الغاز المسال عالميًا -المقترحة وتحت الإنشاء- 705.2 مليون طن سنويًا حتى أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023، بزيادة 4% عن عام 2022، مع استحواذ الصين وحدها على 38% من الإجمالي.
وبلغت سعة مشروعات استيراد الغاز المسال -تحت الإنشاء فقط- قرابة 203 ملايين طن سنويًا حتى ديسمبر/كانون الأول 2023، بحسب بيانات منصة غلوبال إنرجي مونيتور.
وتستحوذ آسيا على 64% من محطات استيراد الغاز المسال -المقترحة وتحت الإنشاء-، ما يعادل 454 مليون طن سنويًا، بينما تستحوذ أوروبا على 26%، أو ما يعادل 183 مليون طن سنويًا.
أمّا قدرة مشروعات استيراد الغاز المسال -المقترحة وتحت الإنشاء- في أوروبا، فقد بلغت قرابة 183 مليون طن سنويًا، ما يعادل 26% من إجمالي القدرات المخططة عالميًا حتى أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023.
وتقود الصين مشروعات إعادة التغويز والتخزين الجديدة عالميًا بسعة مخططة -مقترحة وتحت الإنشاء- تصل إلى 267.9 مليون طن سنويًا، تليها الهند، بقدرة تصل إلى 75.2 مليون طن سنويًا.
بينما تقود ألمانيا مشروعات تعزيز قدرات استيراد الغاز المسال في أوروبا، بقدرة مخططة تصل إلى 65.4 مليون طن سنويًا، تليها إيطاليا بقدرة 23 مليون طن سنويًا.
وانضمت ألمانيا إلى الاقتصادات الأوروبية المستوردة للغاز المسال لأول مرة في عام 2023، مع إعلانها تشغيل 3 مرافئ لاستقبال شحنات الغاز المسال؛ ما مكّنها من استيراد 4.7 مليون طن خلال العام الماضي.
وجاء أغلب واردات ألمانيا من الغاز المسال الأميركي، الذي دخل سوق برلين للمرة الأولى، ونجحت في توريد 4 ملايين طن تمثّل 85% من واردات ألمانيا في عام 2023، بحسب منظمة أوابك.
4- التوسع في قدرات تصدير الغاز المسال
زادت السعة الإجمالية لمشروعات تصدير الغاز المسال في العالم-المقترحة وتحت الإنشاء- قرابة 917 مليون طن سنويًا بنسبة 18% حتى نهاية عام 2023.
وبلغت الطاقة التصديرية للمشروعات -تحت الإنشاء فقط- قرابة 193 مليون طن سنويًا حتى عام 2023، وإذا دخلت هذه المشروعات إلى حيز التشغيل، فقد تؤدي إلى زيادة القدرة العالمية في تصدير الغاز المسال بنسبة 41%.
ووصل عدد الدول المخططة لبناء مشروعات إسالة للغاز بغرض التصدير إلى 23 دولة حتى نهاية 2023، منها دولتان عربيتان بخلاف قطر، وهما الإمارات والمغرب.
وتستحوذ 5 دول فقط (الولايات المتحدة وروسيا وكندا والمكسيك وقطر) على 75% من القدرات المخططة لمشروعات تصدير الغاز المسال المقترحة وتحت الإنشاء في العالم.
وتبلغ قدرات المشروعات المقترحة وتحت الإنشاء في الولايات المتحدة قرابة 336.9 مليون طن سنويًا، وسط خطط طموحة لبناء 20 محطة تصدير جديدة تضاف إلى 7 محطات عاملة حاليًا.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور قرارات الاستثمار النهائية في مشروعات تصدير الغاز المسال الجديدة خلال 7 سنوات:
وتصل قدرات مشروعات روسيا المخططة إلى 164.1 مليون طن سنويًا، تليها كندا والمكسيك المُخطِّطتان لدخول سوق الغاز المسال لأول في تاريخهما بقدرات 75.5 مليون طن سنويًا، و 69.3 مليون طن سنويًا، على التوالي.
أمّا قطر- ثاني أكبر مصدّر للغاز المسال في 2023- فتخطّط لتعزيز قدرات تصدير الغاز المسال عبر توسعة أو بناء محطات جديدة بطاقة 49 مليون طن سنويًا، بينما تخطط أستراليا -ثالث أكبر مصدر عالمي- لزيادة قدراتها بطاقة 26.7 مليون طن سنويًا
كما تستهدف دول أخرى -مثل موزمبيق- بناء محطات تصدير -مقترحة وتحت الإنشاء- بقدرة 47.3 مليون طن سنويًا، بينما تخطط إيران لبناء محطات بقدرة 12.7 مليون طن سنويًا، وكذلك تخطط الإمارات لبناء قدرات تصديرية تصل إلى 9.6 مليون طن سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- سوق الغاز المسال تستقبل مستوردين جددًا لأول مرة هذا العام.. من هم؟ (تقرير)
- تطورات سوق الغاز المسال والهيدروجين خلال 2023 في 18 رسمًا بيانيًا
- أوابك: صادرات الغاز المسال العربية تترقب قفزة بفضل 4 دول
اقرأ أيضًا..
- تقنيات خفض الانبعاثات.. أرامكو السعودية تقدم 4 حلول واعدة
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في 2023 يفقد 7.7 مليار متر مكعب
- الطاقة المتجددة في السعودية.. أرقام عن أبرز 5 مشروعات (إنفوغرافيك)
- مستقبل تحول الطاقة.. 4 مسؤولين عرب يوجهون رسائل مهمة