تتزايد المخاوف يومًا بعد الأخر من حرائق بطاريات الليثيوم في ظل التوسع باستعمال السيارات الكهربائية حول العالم بصفتها إحدى وسائل خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.
وبعد نحو شهر من اشتعال النيران في حاوية بطاريات في مدينة ترولهاتان الواقعة في جنوب غرب السويد، اندلع حريق هائل مخزن يضم نحو 900 طن من البطاريات في بلدة فيفيز بمقاطعة أفيرون في فرنسا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تعدّ بطاريات الليثيوم حيوية في الأجهزة الكهربائية من الهواتف إلى السيارات الكهربائية، ولكنها تحتوي على مواد قابلة للاحتراق والتي -إلى جانب الطاقة التي تخزّنها- يمكن أن تجعلها عرضة للاشتعال عند تعرضها للحرارة، وهو خطر محتمل نظرًا للمواد السامة التي يمكن أن ينبعث منها حال احتراقها.
حريق فرنسا
قالت السلطات الفرنسية، أمس الأحد، إن نحو 900 طن من بطاريات الليثيوم اشتعلت فيها النيران بمصنع لإعادة تدوير البطاريات جنوب فرنسا، مما أدى إلى تصاعُد سحابة من الدخان الأسود الكثيف في السماء فوق الموقع.
ويحاول رجال الإطفاء في فرنسا إخماد الحريق الذي اندلع منذ مساء السبت الماضي 17 فبراير/شباط في مخزن مملوك لشركة إعادة التدوير "سوسيتيه نوفيل دفيناج دى ماتو" (Société Nouvelle d’Affinage des Métaux) في بلدة فيفيز بمقاطعة أفيرون، يضم نحو 900 طن من بطاريات الليثيوم أيون.
وتمكنت خدمات الطوارئ في المستودع الفرنسي بحلول أمس الأحد من السيطرة على الحريق، لكنها ما زالت تعمل على إخماده بالكامل، وفق ما ذكرته وكالة بلومبرغ.
ونشرت وسائل الإعلام الفرنسية مقاطع فيديو تُظهر دخانًا كثيفًا فوق موقع فيفيز، إذ يعمل ما يصل إلى 70 من رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق.
حرائق بطاريات الليثيوم
قد تؤدي المخاوف بشأن قابلية اشتعال بطاريات الليثيوم إلى عرقلة التوسع العالمي في السيارات الكهربائية، على الرغم من تأكيد الشركات، بما فيها تيسلا، بأن هذه المشكلة تأخذ أكبر من حجمها.
وفي يناير/ 2023، اندلع حريق كبير في مستودع نورماندي لتخزين مكونات السيارات وآلاف بطاريات الليثيوم، وتمّت السيطرة عليه دون وقوع إصابات.
وخلال الشهر الماضي، اشتعلت النيران في حاوية من بطاريات الليثيوم كانت تخضع لعملية إعادة تدوير في مدينة ترولهاتان جنوب غرب السويد، ما دفع السلطات المحلية إلى غلق عدّة طرق في المدينة، بسبب ألسنة الدخان الناجمة عن الحريق، واستُدعِيَت خدمات الطوارئ والشرطة التي هرعت إلى مكان الحادث.
وقال المسؤول المحلي في مقاطعة أفيرون التي تضم فيفييز، تشارلز جيوستي، إنه لا يوجد خطر على الأشخاص الذين يعيشون في مكان قريب، في حين أشارت المحافظة إلى أنه على الرغم من السيطرة على الحريق، فإنه كان يشتعل ببطء، ومن المتوقع أن يستمر لعدّة ساعات.
وحذّرت مذكرة أمنية من أنه في حالة حدوث حريق كبير، فمن المحتمل أن تؤدي المنتجات الموجودة هناك إلى انبعاث الكادميوم من خلال الأبخرة.
ويعدّ الكادميوم شديد السمية وخطيرًا على البيئة، لكن المذكرة ذكرت أنه بالنظر إلى بيئة المصنع وسلوك الأبخرة السامة، لا ينبغي أن يشكّل ذلك خطرًا صحيًا مباشرًا على السكان.
موضوعات متعلقة..
- اشتعال النيران ببطاريات الليثيوم خلال إعادة تدويرها في السويد
- حرائق بطاريات الليثيوم أيون.. تقنية مميزة للإطفاء الذاتي (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- مدارس البترول في مصر.. شروط التقديم وتكلفتها
- أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية تهبط 47% في 2023
- سياسة الطاقة الأميركية قد تواجه خطرًا بفوز ترمب.. ما القصة؟