تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

منطقة الدقم العمانية.. أبرز 3 مشروعات طاقة تتوج جهود السلطنة

سامر أبو وردة

تشكل منطقة الدقم العمانية محورًا رئيسًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفق رؤية "عُمان 2040"، إذ توفر بنية أساسية متقدمة وموثوقًا بها، تجذب الاستثمارات المحلية والعالمية عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.

وتتنوع الاستثمارات في المنطقة، وتتوفر فيها البنية الأساسية التي تؤهلها لتحوز مكانة كبيرة على خريطة الطاقة العالمية، مثل ميناء الدقم، ومطار الدقم، وميناء الصيد البحري متعدد الأغراض، ومشروعات الطرق والبنية الأساسية الأخرى.

وبلغ حجم الاستثمارات في منطقة الدقم العمانية نحو 4.2 مليار ريال عُماني، بحسب ما كشف رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة الدكتور علي بن مسعود السنيدي، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتمتلك منطقة الدقم العمانية إمكانات واسعة لاستقطاب استثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، فالمنطقة التي تأسست في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تعمل على جذب مجموعة متنوعة من الأنشطة الاقتصادية والصناعية كالمصافي والطاقة المتجددة والهيدروجين والصناعات البتروكيماوية والأنشطة التجارية والسياحية واللوجستية والصناعات الخفيفة والمتوسطة والصناعات السمكية ومشروعات التطوير العقاري.

وتبلغ مساحة المنطقة 2000 كيلومتر مربع، وهو ما يؤهلها لمواكبة طلبات المستثمرين الراغبين في الحصول على أراضٍ كبيرة نسبيًا لتنفيذ مشروعاتهم الاستثمارية، وتتميز بموقع استثنائي بالقرب من بحر العرب والمحيط الهندي، ما يجعلها نقطة محورية للوصول إلى الأسواق العالمية وخطوط الشحن الدولية، بالإضافة إلى أنها النقطة الأبعد عن مضيقي هرمز وباب المندب، ما يمنحها أفضلية كونها في مأمن -نسبيًا- من المخاطر الأمنية والجيوإستراتيجية.

في التقرير التالي ترصد منصة الطاقة المتخصصة أبرز 3 مشروعات في منطقة الدقم العمانية تمثل تتويجًا لخطط السلطنة في تنويع اقتصادها.

مصفاة الدقم

انطلقت عمليات التشغيل التجاري لمصفاة الدقم رسميًا، الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024.

وتقع المصفاة في محافظة الوسطى على مساحة تصل إلى 900 هكتار، ما يعادل أكثر من 2000 فدان، وتبلغ قيمتها الاستثمارية 9 مليارات دولار أميركي، وتُعد أكبر مشروع استثماري بين سلطنة عمان ودولة الكويت.

وهي مشروع مشترك بين مجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، بحصّة تبلغ 50% لكل منهما، وتُدار من قبل شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية (أوكيو 8)، بحسب الموقع الإلكتروني لشركة أوكيو العمانية.

من مراسم تدشين مصفاة الدقم في سلطنة عمان- الصورة من كونا
من مراسم تدشين مصفاة الدقم في سلطنة عمان- الصورة من كونا

وتعد المصفاة أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها، وتسهم في رفع إجمالي الطاقة التكريرية في سلطنة عمان إلى 500 ألف برميل يوميًا، بزيادة تبلغ 230 ألف برميل يوميًا.

وتتكامل المصفاة مع عدد من الاستثمارات التابعة لمجموعة أوكيو، لا سيما "أوكيو لشبكات الغاز"، والشركة العُمانية للصهاريج، ومرافق وأوكيو للمتاجرة، إذ توفر شركة "مرافق" الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ومعالجة مياه الصرف الصحي للمصفاة والمشروعات الأخرى، ما يعززّ عمليات القطاعات المتنوعة مثل البتروكيماويات والصناعات التحويلية والصناعات الثقيلة، ويسهم في رفع مستوى البنية الأساسية الصناعية.

كما توفر أوكيو لشبكات الغاز خط أنابيب غاز بطول 221 كيلومترًا من فهود إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، لتلبية الاحتياجات الأولية والمستقبلية من إمدادات الغاز لمشروعات المنطقة، بالإضافة إلى مشروعات البنية الأساسية التي توافرت لتسهيل عمليات المصفاة.

مشروع رأس مركز

يُعد مشروع رأس مركز مشروعًا حيويًّا يستهدف تخزين جميع أنواع النفط الخام وبكميات كبيرة خارج مضيق هرمز.

وتتيح المشروعات للشركات العالمية تخزين نفطها في المحطة لأي مدة، إذ تبلغ المساحة المخصصة للمحطة 40 كيلومترًا مربعًا، وتتسع لتخزين نحو 200 مليون برميل من النفط.

وتُتيح الخصائص الفنية لمحطة رأس مركز إمكان مزج أنواع مختلفة من النفط الخام، وتحميل السفن وتفريغها في أوقات قياسية، وتوفير التكاليف اللوجستية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتضم منشآت تخزين النفط في المحطة 8 خزانات ضخمة، ومنصات عائمة لاستيراد النفط وتصديره، وخطوط أنابيب تحت البحر لاستقبال النفط وتصديره بطول 7 كيلومترات، ومحطة لضخ النفط إلى الخزانات.

وربطت سلطنة عمان المحطة بمصفاة الدقم عبر خط أنابيب بطول 80 كيلومترًا، وأنشأت 8 خزانات ضخمة لتخزين النفط الخام في المصفاة.

الهيدروجين الأخضر

تعد منطقة الدقم العمانية محركًا تنمويًا في محافظة الوسطى ومركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة والمواد الهيدروكربونية والخدمات اللوجستية وقاعدة للصناعات التصديرية.

وتستعد المنقطة لاستقطاب مشروعات ضخمة في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين، إذ جرى توقيع اتفاقيات باستثمارات تصل إلى أكثر من 20 مليار دولار تقريبًا لإنتاج الهيدروجين.

وشهد منتدى الدقم الاقتصادي الأول في سلطنة عمان، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، توقيع 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة لدعم المشروعات الخضراء، وفي مقدمتها الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء، والحديد الأخضر.

إذ وقّعت هيئة المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة مذكرة تفاهم مع ائتلاف "بوسكو-إنجي" الذي يضم عددًا من الشركات الكورية والفرنسية، لتخصيص قطعة أرض بالمنطقة الاقتصادية، لإقامة مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء ومشتقات الهيدروجين الأخضر في صناعات الشق السفلي.

كما وقّعت مذكرة تفاهم أخرى مع شركة النفط البريطانية "بي بي"، لإنشاء مصنع لإنتاج مشتقات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان بالمنطقة الاقتصادية، بإنتاج يبلغ 3.3 غيغاواط من الكهرباء، وإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا، ضمن خطّتها لتصدير 150 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًّا.

بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع شل عُمان لمشروع إزالة الكربون في مجالي الهيدروجين الأخضر والأزرق والتخلص من الكربون الناتج، وإعداد خطة رئيسة لاستكشاف مجالات الاستثمار الممكنة بقطاع الطاقة في المنطقة الاقتصادية.

كما وُقِّعَت اتفاقيات لإنشاء مصنع للحديد الأخضر لشركة "فولكان" في المنطقة الصناعية التابعة لميناء الدقم، بحجم إنتاج مستهدف يبلغ 5 ملايين طن سنويًّا من الحديد الأخضر، وباستثمارات تبلغ 3 مليارات دولار.

كما وقّعت الهيئة اتفاقية مع ائتلاف "عُماني-سعودي" لتنفيذ ازدواجية الطريق الرئيس من مطار الدقم إلى رأس مركز بطول 51 كيلومترًا، وبتكلفة تبلغ 57.6 مليون ريال عُماني (149.61 مليون دولار)، ومن المتوقع إنجازه بحلول النصف الثاني من عام 2025، لربط مصانع الشركات بالمناطق المخصصة للطاقة المتجددة.

من مراسم توقيع الاتفاقيات- الصورة من شركة هايدروم (16 أكتوبر 2023)
من مراسم توقيع الاتفاقيات- الصورة من شركة هايدروم (16 أكتوبر 2023)

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، طرحت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم" جولة المزايدة الأولى لمناطق امتياز الهيدروجين الأخضر، أمام الشركات الراغبة في الاستثمار في قطاع الهيدروجين المتنامي بسلطنة عُمان.

ووصل إجمالي عدد الاتفاقيات المُوقَّعة إلى 5 اتفاقيات لـ5 مشروعات تتجاوز قيمتها الاستثمارية 30 مليار دولار، وإنتاج متوقع بنحو 750 كيلوطنًّا متريًّا من الهيدروجين الأخضر، ضمن الجولة الأولى للمزايدة.

وأعلنت هايدروم إطلاق الجولة الثانية من المزايدات على مناطق الهيدروجين الأخضر، لتتنافس فيها الشركات على 3 فرص استثمارية في محافظة ظفار، على أن يجري إرساء المشروعات بحلول نهاية الربع الأول من العام الجاري 2024.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق