حزب العمال يخفض الاستثمارات الخضراء في بريطانيا ويُغضب نشطاء المناخ
نوار صبح
- كانت أكبر التخفيضات في خطة عزل المنازل لدى الحزب
- ستعني التخفيضات أن الحزب سيخفض أهدافه لعدد المباني التي يمكنه عزلها
- حزب العمال يعتزم الآن عزل 5 ملايين منزل على مدى السنوات الـ5 الأولى للحكومة
- الملايين من الأسر ذات الدخل المنخفض تعاني العيش في منازل سيئة العزل
أثارت خطط حزب العمال المعارض خفض الاستثمارات الخضراء في بريطانيا، التي أعلنها في عام 2021 إلى النصف، غضب المجموعات البيئية والنقابات وبعض العاملين في قطاع الطاقة.
وأعلن زعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر، ووزيرة المالية في حكومة الظل راشيل ريفز، بصورة مشتركة، أنهما سيخفضان خطة الرخاء الأخضر من 28 مليار جنيه إسترليني (35.30 مليار دولار) سنويًا إلى أقل من 15 مليار جنيه إسترليني (18.91 مليار دولار)، سيكون ثلثها فقط أموالًا جديدة.
وأنهى الإعلان معركة داخلية طويلة داخل حزب العمال بشأن سياسة الاستثمارات الخضراء في بريطانيا، إذ حث بعض كبار المسؤولين ستارمر على الالتزام بتعهداته الخضراء، وحذّر آخرون من أنها ستكون مسؤولية انتخابية، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن الهدف من الإعلان كان اتقاء هجمات المحافظين المتكررة على حجم الاقتراض المطلوب، فإن التخفيض أثار غضب نشطاء المناخ، الذين قالوا إنه سيرفع التكاليف على المدى الطويل، ويجعل من الصعب على حزب العمال الوصول إلى أهداف خضراء طموحة.
وقالت نقابة "يونايت"، إن حزب العمال يخاطر "بالاستعانة بمصادر خارجية لصنع سياساته ومواجهة المحافظين"، في حين قالت المجموعة التجارية لصناعة الطاقة إنها "تشعر بالقلق إزاء انخفاض الطموح لمستقبل الاستثمارات الخضراء في بريطانيا"، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).
قال ستارمر، في حديثه للصحفيين في قصر وستمنستر: "لقد أعلنا مبلغ 28 مليار جنيه إسترليني قبل عامين ونصف العام أو نحو ذلك، عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية".
خطط الاستثمارات الخضراء في بريطانيا
أعلن حزب العمال خطة إنفاق بقيمة 28 مليار جنيه إسترليني (35.30 مليار دولار)، في عام 2021، على خطط الاستثمارات الخضراء في بريطانيا، إذ وعدت وزيرة المالية في حكومة الظل، راشيل ريفز، بأن يكون "أول مستشار أخضر" في المملكة المتحدة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت ريفز، في ذلك الوقت، إن الأموال سيجري إنفاقها على تصنيع البطاريات، والطاقة الهيدروجينية، والرياح البحرية، وزراعة الأشجار، والدفاعات ضد الفيضانات، وعزل المنازل.
ومنذ ذلك الحين، تعرّض الحزب لهجوم متزايد بشأن الخطة، إذ كافح ستارمر وريفز لشرح طريقة الالتزام بالإنفاق والحفاظ على وعد منفصل بخفض مستويات الدين الحكومي على المدى الطويل.
وقرر ستارمر هذا الأسبوع تقليص الخطة بعد مناقشات داخلية مطولة وضغوط شديدة من مساعديه، مثل رئيس حملة حزب العمال مورغان ماكسويني، الذي قال إن الالتزام بها سيكون بمثابة مسؤولية انتخابية، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
من ناحيته، عارض وزير شبكة حكومة الظل لشؤون الحياد الكربوني إد ميليباند، تخفيض خطة الاستثمارات الخضراء في بريطانيا، وسط تكهنات، نفاها فريقه، بأنه قد يستقيل بسبب هذه القضية.
وواصل ستارمر الاستشهاد بهدف الـ28 مليار جنيه إسترليني، حتى يوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط الجاري، قائلًا لراديو صحيفة تايمز: "هناك حاجة ماسة إليها"، لتأدية مهمة الحزب المتمثلة في تحقيق الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
عزل المنازل
كانت أكبر التخفيضات في خطة عزل المنازل لدى حزب العمال البريطاني، الذي وعد في السابق بإنفاق ما يصل إلى 6 مليارات جنيه إسترليني (7.57 مليار دولار) سنويًا لعزل 19 مليون منزل على مدار عقد من الزمن.
وبموجب خطط الاستثمارات الخضراء المعدلة، يعتزم زعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر، ووزيرة المالية في حكومة الظل راشيل ريفز، إنفاق 6.6 مليار جنيه إسترليني (8.32 مليار دولار)، بمتوسط 1.3 مليار جنيه إسترليني (1.64 مليار دولار) سنويًا.
وستعني التخفيضات أن الحزب سيخفض أهدافه لعدد المباني التي يمكنه عزلها، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال ستارمر، إن حزب العمال يعتزم الآن عزل 5 ملايين منزل على مدى السنوات الـ5 الأولى للحكومة، وإن الأمر سيستغرق ما يصل إلى 14 عامًا، للوصول إلى هدف 19 مليون منزل.
وستبقى الخطط الأخرى، بما في ذلك صندوق الثروة الوطنية بقيمة 7.3 مليار جنيه إسترليني، ومورّد الطاقة الوطني بقيمة 8.3 مليار جنيه إسترليني (10.47 مليار دولار)، يسمى غريت بريتش إنرجي Great British Energy، في محاولة للوفاء بتعهد الطاقة النظيفة.
وقالت ريفز: "كان علينا تقديم شيء ما إذا أردنا أن نلتزم بقواعدنا المالية، ونحقق طاقة نظيفة بحلول عام 2030".
وأضافت: "علينا أن نواصل العمل مع صندوق الثروة الوطنية، وشركة غريت بريتن إنرجي، ولذلك قلصنا طموحنا في تدفئة المنازل".
وقالت المديرة التنفيذية المشاركة لمنظمة السلام الأخضر في المملكة المتحدة، أريبا حامد، إن ستارمر "انهار مثل بيت من ورق في مهب الريح".
وأشار رئيس قسم السياسات في منظمة أصدقاء الأرض البيئى مايك تشايلدز، إلى أن حزب العمال "أدار ظهره للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى هذه التحسينات الأساسية، وللملايين من الأسر ذات الدخل المنخفض، التي تعاني العيش في منازل سيئة العزل".
اقرأ أيضًا..
- قطاع النفط والغاز في البحرين يترقب تمويلًا أميركيًا.. مخالفة لسياسات بايدن
- إعادة تشغيل الطاقة النووية في اليابان تخفف فاتورة الغاز المسال (تقرير)
- ألمانيا توقع أول صفقة لاستيراد الغاز الجزائري عبر خطوط الأنابيب