رئيسيةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازطاقة متجددةغاز

تحول الطاقة الناشئ في غرب البلقان يتسارع منذ الأزمة الأخيرة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • مشروعات المساعدة الفنية تدعم تحسينات كفاءة الطاقة وتطوير تشريعات الطاقة المتجددة والمزادات
  • المسؤولون في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يروجون لبناء البنية التحتية للغاز الأحفوري في المنطقة
  • خطط الغاز المسال في الجبل الأسود تحظى بدعم الولايات المتحدة
  • تركيز المفوضية الأوروبية على الترويج للغاز في غرب البلقان ليس بالأمر السهل على الفهم

يتسارع تحول الطاقة الناشئ في غرب البلقان منذ أزمة الطاقة الأخيرة، على الرغم من أن التقدم يبدو بطيئًا إلى حد كبير.

وتخطط مدينتا نيش وسراييفو في البوسنة والهرسك لبناء مضخات حرارية واسعة النطاق، وركبت شركة الطاقة إي بي سي جي EPCG في الجبل الأسود أكثر من 2000 منشأة للطاقة الشمسية على الأسطح في غضون عام واحد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويؤكد مراقبون ومحللون أن صناديق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبنوك العامة الأوروبية تدعم جهود تحول الطاقة هذه إلى حد كبير، حسبما نشرته شبكة بنك ووتش لوسط وشرق أوروبا (CEE Bankwatch Network) المعنية بشؤون البيئة وحقوق الإنسان.

وتشمل المشروعات التي تمت الموافقة على تمويلها في العام الماضي مشروع التدفئة الحرارية الشمسية في مدينة بريشتينا في كوسوفو، والمرحلة الثانية من مزرعة الرياح "بوغدانسي" في مقدونيا الشمالية.

في المقابل، تدعم مشروعات المساعدة الفنية تحسينات كفاءة الطاقة وتطوير تشريعات الطاقة المتجددة والمزادات، على سبيل المثال في كوسوفو وصربيا وألبانيا.

تقدم بطيء في تحول الطاقة

يقوّض المسؤولون في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فضلًا عن البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، بانتظام، التحول إلى اقتصاد متجدد يتسم بالكفاءة في استعمال الطاقة بنسبة 100% من خلال الترويج بقوة لبناء البنية التحتية للغاز الأحفوري في منطقة غرب البلقان.

وكشف الغزو الروسي لأوكرانيا عن مدى اعتماد الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز الأحفوري.

وفي الأشهر الأخيرة، مارس سفير الولايات المتحدة لدى البوسنة والهرسك ضغوطًا شديدة، من أجل مشروع ربط الغاز الجنوبي بين كرواتيا والبوسنة والهرسك، على الرغم من استعمال البوسنة والهرسك المحدود للغاز (نحو 2.8% من إجمالي الطاقة المتاحة).

من ناحيته، وعد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع، أوليفر فارهيلي، بمساعدة الجبل الأسود في بناء محطة للغاز المسال في ميناء بار.

ويخطط البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتمويل خط أنابيب جديد، لمنع مقدونيا الشمالية من زيادة واردات الغاز الأحفوري عبر اليونان، الذي وقع بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) سابقًا على تمويله في ديسمبر/كانون الأول 2021.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم اعتماد إطار الاستثمار في غرب البلقان التابع للاتحاد الأوروبي (WBIF). كما تعهد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بدعم إنشاء خط أنابيب إضافي بين مقدونيا الشمالية وصربيا.

وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عرضا هذه الخطة بصفتها استجابة لأزمة الطاقة، فإن الحكومات المعنية كانت واضحة في أن هذه الخطة من شأنها أن تشجع على تحول جنوب صربيا إلى التغويز.

تصدير الكهرباء
محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الحرارية في اتحاد البوسنة والهرسك

البنية التحتية المزمعة للغاز الأحفوري

في وقت سابق من هذا العام، حددت شبكة بنك ووتش لوسط أوروبا وشرقها، بالتعاون مع منصة غلوبال إنرجي مونيتور Global Energy Monitor، بتحديد 3.5 مليار يورو (3.79 مليار دولار) في البنية التحتية المزمعة للغاز الأحفوري في المنطقة.

وتشمل تلك البنية 2715 كيلومترًا من خطوط الأنابيب، ومحطتين للغاز المسال، و2442 ميغاواط من سعة الكهرباء (مقارنة بـ779 ميغاواط موجودة).

وتُعدّ غالبية خطوط الأنابيب ومحطات الغاز المسال مدعومة بصورة صريحة من قبل الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة أو كليهما.

واتخذت خطط ألبانيا لإنشاء محطة للغاز المسال في مدينة فلور خطوة إلى الأمام في مارس/آذار 2021، عندما وقعت شركتا إكسيليريت إنرجي Excelerate Energy، وإكسون موبيل إل إن جي ماركت ديفلوبمنت ExxonMobil LNG Market Development، ووزارة البنية التحتية والطاقة الألبانية؛ مذكرة بشأن المشروع.

وبالإضافة إلى دعم مفوض التوسع في الاتحاد الأوروبي، فإن خطط الغاز المسال في الجبل الأسود تحظى بدعم الولايات المتحدة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شهر مايو/أيار الماضي وقعت حكومة الجبل الأسود -آنذاك- مذكرة بشأن محطة للغاز المسال ومحطة لتوليد الكهرباء بالغاز مع شركتي إنيرفلكس إنرجي سيستمز Enerflex Energy Systems، وويثينغتون إنرجي إنوفيشن Wethington Energy Innovation الأميركيتين.

دعم الولايات المتحدة البنية التحتية الجديدة للغاز الأحفوري

من السهل على الأقل فهم دعم الولايات المتحدة للبنية التحتية الجديدة للغاز الأحفوري من حيث المصلحة الذاتية، حتى لو كان يتعارض بصورة واضحة مع معايير البلاد بشأن تمويل مشروعات الوقود الأحفوري عبر بنوك التنمية متعددة الأطراف.

في النصف الأول من عام 2023، كانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز المسال على مستوى العالم، ومن الواضح أن شركاتها مهتمة بتطوير محطات الغاز المسال ومحطات الكهرباء.

ولكن تركيز المفوضية الأوروبية على الترويج للغاز في غرب البلقان ليس بالأمر السهل على الفهم، إذ تناضل من أجل تأمين إمداداتها الخاصة في الأمد القريب وفطام نفسها عن الغاز في الأمد المتوسط.

وعلى الرغم من أن بعض شركات الاتحاد الأوروبي مثل توتال إنرجي TotalEnergies تستفيد من إنتاج الغاز الأحفوري في أذربيجان، إذ من المحتمل أن يأتي بعض الغاز في المنطقة، تعود معظم الفوائد إلى الحكومة الأذربيجانية والشركات غير التابعة للاتحاد الأوروبي مثل شركة النفط البريطانية بي بي BP، وشركة لوك أويل الروسية.

واعتمدت المفوضية على رواية شاملة بشأن تأمين بدائل للغاز الروسي، على الرغم من أن تأمين بدائل للغاز الروسي مهم بالنسبة إلى صربيا ومقدونيا الشمالية وبدرجة أقل للبوسنة والهرسك.

محطة للطاقة الشمسية في مقدونيا الشمالية
محطة للطاقة الشمسية في مقدونيا الشمالية - الصورة من موقع يوراكتيف

الحفاظ على انخفاض اعتماد منطقة غرب البلقان على الغاز

في الاتحاد الأوروبي، شكل الغاز الأحفوري 23.7% من إجمالي الطاقة المتاحة، في عام 2021، وفي غرب البلقان، يشكّل الغاز أكثر من 10% فقط في مقدونيا الشمالية وصربيا.

وفي جميع البلدان الأخرى، كانت النسبة أقل من 3%، وكانت نسبة الصفر في الجبل الأسود وكوسوفو. وبالنظر إلى أن ألبانيا ليست سوى دولة عبور، دون شبكة غاز فعالة، فمن المفترض أن معظم أو جميع استهلاكها يتكون من غاز خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي المستعمل لتشغيل محطة الضغط بالقرب من مدينة فيير.

وتُعدّ صربيا أكبر مستهلك للغاز الأحفوري، إلى حد بعيد، وقد زاد استهلاكها بصورة واضحة في الأعوام الأخيرة مع بناء محطة بانتشيفو المشتركة للكهرباء والحرارة وزيادة استعمال الغاز للتدفئة.

ولا تهدف صربيا ومقدونيا الشمالية إلى استبدال كميات الغاز الحالية، لأنها تخطط لزيادة استعمال الغاز، من خلال بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالغاز (على سبيل المثال وحدات جديدة في سكوبيه وبيتولا ونيغوتينو، ومحطة جديدة بقدرة 350 ميغاواط) وشبكات توزيع في شرق البلاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق