أكبر مشروع هيدروجين أخضر في النمسا يحصل على الموافقة
ومخاوف من نقص المياه
إيمان محمود
وافقت اللجنة الأوروبية على أكبر مشروع هيدروجين أخضر في النمسا، في إطار سياسة الدولة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.
ويهدف المشروع إلى إنتاج 40 ألف طن من الهيدروجين سنويًا، اعتمادًا على الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية والرياح، ومن المقرر أن يصل المشروع إلى هذا الهدف بحلول عام 2030.
ويُعد المشروع -الذي وُصف بأنه الأكبر في الدولة الأوروبية الرائدة في مجال الاستدامة والطاقة الخضراء- خطوة جديدة لافتة في رحلة النمسا نحو تحقيق أهدافها البيئية، واستبدال المشروعات العاملة بالهيدروجين الأخضر غير الضار بالبيئة تدريجيًا بنظيرتها العاملة بالوقود الأحفوري، بحلول نهاية العقد الجاري، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
موقع مُقترح.. ومخاوف
لم يُستقر بصورة قاطعة حتى الآن على مكان تنفيذ أكبر مشروع هيدروجين أخضر في النمسا، لكن الموقع المقترح هو مدينة زورندورف، تحديدًا في منطقة نيوسيدل إم سي، بحسب ما ذكره موقع إنرجي نيوز "energy news".
وجرى اقتراح هذه المنطقة على وجه التحديد للاستفادة القصوى من ضوء الشمس والرياح فيها، ما يجعلها مثالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكفاءة، قبل أن تظهر أزمة جديدة.
فرغم أن هذا المشروع يمثّل قفزة نحو الطاقة الخضراء فإن هناك مخاوف نشأت من جمعية المزارعين في منطقة نيوسيدل إم سي بشأن استعمال المياه، إذ تساءل رئيس الجمعية فيرنر فالب-ميكسنر: "من أين ستأتي المياه اللازمة؟".
وتتمثّل الأزمة في احتياج عملية إنتاج الهيدروجين إلى كميات كبيرة من المياه، وهو ما يمثّل عبئًا على هذه المنطقة التي تعاني بالفعل تراجع مستويات المياه الجوفية.
رسالة طمأنة
ردًا على هذه المخاوف، أكدت شركة بورغنلاند إنرجي (Burgenland Energie)، المسؤولة عن أكبر مشروع هيدروجين أخضر في النمسا، أن المبادرة لن تؤثر سلبًا في موقف المياه في المنطقة.
وأوضحت الشركة أنها تتعاون منذ بداية المشروع مع هيئة إدارة مشتريات المياه، لتفادي هذه المخاوف والعمل على احتياجات المياه في المنطقة بطريقة مستدامة.
كما أكدت أن مشاركة جمعية المياه واتخاذ تدابير مستدامة هي أمور أساسية لضمان تأثير بيئي إيجابي، بحسب ما نقلته إنرجي نيوز.
يُشار إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يعتمد على الكهرباء المولدة من الرياح والطاقة الشمسية التي تزوّد أجهزة التحليل الكهربائي بالإمدادات اللازمة، وتتضمّن عملية التحليل الكهربائي تقسيم جزيئات الماء (H2O) إلى هيدروجين وأكسجين باستعمال التيار الكهربائي.
ويخضع المشروع حاليًا لمرحلة التخطيط التقني المفصل، وستُطرح قريبًا مناقصة لبناء محطة الهيدروجين وأجهزة التحليل الكهربائي في منطقة زورندورف، التي تستعد بفارغ الصبر للدور الحيوي الذي ستقدمه في تسهيل رحلة النمسا نحو مستقبل مستدام.
ومع حصول أكبر مشروع هيدروجين أخضر في النمسا على الموافقة، نشهد اليوم تحولًا كبيرًا في جهود البلاد لتحقيق هدفها في استعمال الطاقة المتجددة والمستدامة، ومع التحديات المتوقعة خاصة فيما يتعلق بالمياه والبيئة، يعكف الجميع على التخطيط والتعاون لضمان نجاح هذا المشروع المهم والطموح.
موضوعات متعلقة..
- الإمارات توقع اتفاقية شراكة مع النمسا في تكنولوجيا صناعة الهيدروجين
- خريطة تجارة الهيدروجين الدولية.. ما هي أكبر الأسواق المستوردة؟ (تقرير)
- الهيدروجين الأخضر.. صناعة تواجه تحديات صعبة رغم ميزاتها (مقال)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط الروسي تنخفض 46 مليار دولار في 2023
- انخفاض صادرات الديزل السعودي والكويتي يعمق المأزق الأوروبي
- ثورة الطاقة الخضراء في بريطانيا تواجه عدة عقبات (تقرير)