استهلكت الجزائر نحو 18.1 مليون طن (128.5 مليون برميل) من المشتقات النفطية خلال العام الماضي (2023)، لتسجل ارتفاعًا بنحو 3.5%، مقارنة بـ17.3 مليون طن (122.8 مليون برميل) مستهلكة في (2022).
وأرجع رئيس سلطة ضبط المحروقات في البلاد، رشيد نديل، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، اليوم الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني (2024)، زيادة الاستهلاك خلال العام الماضي إلى الحركة الاقتصادية التي تعرفها البلاد.
وتوقّع المسؤول، أن يتواصل نمو استهلاك الجزائر من المشتقات النفطية خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا أن قدرات الإنتاج الوطنية قادرة على تلبية هذا الطلب، خاصة أن البلاد حققت الاكتفاء الذاتي في المواد النفطية خلال الـ4 سنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن تحقيق الاكتفاء من المشتقات النفطية في الجزائر جاء بفضل الجهود المبذولة من جانب السلطات العليا في البلاد، لا سيما من خلال تهيئة وتحسين المصافي ورفع الطاقة الإنتاجية في الدولة من هذه المواد.
استهلاك الجزائر من المشتقات النفطية
بلغ استهلاك الجزائر من مادة "الديزل" خلال 2023 نحو 10.1 مليون طن، مرتفعة بنسبة 4% مقارنة بـ9.73 مليون طن استهلكتها البلاد خلال العام السابق له 2022، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن نديل.
ولفت رشيد نديل إلى أن هذا الاستهلاك مرشح للزيادة، نظرًا للنمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، إذ إن الطاقة الإنتاجية لوقود الديزل تُقدَّر بنحو 9.9 مليون طن، ومن المنتظر أن تبلغ 10.3 مليون طن، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتراجع استهلاك البنزين بنسبة 0.6%، إذ بلغ خلال العام الماضي 3.32 مليون طن مقارنة 3.34 مليون طن خلال 2022، وأرجع المسؤول ذلك إلى ارتفاع استهلاك غاز النفط المسال، بنسبة 12%، ليصل إلى 1.73 مليون طن في 2023، مقابل 1.55 مليون طن خلال 2022.
وأشار المسؤول إلى أن هذا الارتفاع يرجع -أيضًا- إلى الجهود المبذولة من طرف مختلف المتدخلين لسنوات عديدة، للترويج لهذا المنتج الذي يحترم البيئة ويعدّ الأقل ثمنًا في السوق المحلية، إذ يُعرض بسعر 9 دنانير جزائرية للّتر (0.067 دولارًا) مقارنة بأنواع الوقود الأخرى.
في الوقت نفسه، بلغ استهلاك وقود الطائرات 630 ألف طن خلال 2023، مقابل 470 ألف طن خلال 2022 بزيادة تُقدَّر بنحو 34%، في حين بلغ استهلاك الوقود البحري 330 ألف طن، مرتفعًا بنسبة 50%، مقارنة بنحو 220 ألف طن خلال 2022.
كما تراجع استهلاك "البوتان" بنسبة 6%، إذ بلغ 1.13 مليون طن مقابل 1.21 خلال 2022، مقابل ارتفاع استهلاك "البروبان" بنسبة 1%، مسجلًا 130 ألف طن، مقابل 120 ألف طن في 2022، بينما سجل الزفت انخفاضًا بنحو 20% إلى 500 ألف طن، مقابل 620 ألف طن في 2022.
معالجة طلبات الاستثمار
أشار رئيس سلطة ضبط المحروقات في الجزائر رشيد نديل إلى الاستثمارات في مجال توزيع المشتقات النفطية عمومًا، إذ فحصت السلطة نحو 176 طلب ترخيص (نهائي ومؤقت) لإطلاق نشاطات تخزين وتوزيع المنتجات النفطية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن بين هذه الطلبات، فحصت سلطة ضبط المحروقات في الجزائر طلبات لإنشاء وحدات تصنيع وتخزين زيوت التشحيم وتجديد الزيوت خلال 2023، بخلاف 112 ترخيصًا لإنشاء محطات خدمات نفطية، و6 تراخيص لتخزين المشتقات النفطية، وترخيصين لتوسعة ممارسة نشاط تحويل المركبات إلى وقود الغاز.
وفيما يتعلّق بإنشاء وحدات تصنيع وتخزين زيوت التشحيم وتجديد الزيوت، قال رشيد نديل، إن السلطة تسجل 56 ترخيصًا لهذا النشاط، موضحًا أن منح هذه التراخيص يأتي وفق المخطط الوطني لتطوير منشآت تكرير وتحويل المحروقات، الذي كُلِّفت بدراسته لجنة قطاعية خاصة.
من جهة أخرى، أوضح نديل أن سلطة ضبط المحروقات أطلقت منصة رقمية تتكفل بدراسة ملفات التراخيص الخاصة بالاستثمار في مجال المحروقات، تهدف لتسهيل التكفل بهذه التراخيص لتقليص آجال دراسة الملفات الى يومين أو 3 أيام، ومرافقة المستثمرين وتقديم التسهيلات لهم.
ولفت المسؤول الجزائري إلى أن حماية البيئة تعدّ من أهم أدوار سلطة ضبط المحروقات، التي تحرص على تطبيق القوانين والمعايير الخاصة بهذا المجال والتقليل من التلوث.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول: الجزائر تستعد للاستغناء عن استيراد المحروقات.. وهذا حجم استهلاكنا (حوار)
- ثاني أكبر مصفاة نفط في الجزائر.. قدرات ضخمة تنتظر التدشين
- إيرادات صادرات الجزائر من المحروقات تقفز 70% (رسوم بيانية)
اقرأ أيضًا..
- حصة العراق في أوبك+ تفجر الخلاف بين بغداد وأربيل
- هجمات الحوثيين على السفن وطرق نقل النفط تفاقم التوترات في البحر الأحمر (مقال)
- خريطة انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز عالميًا.. ما موقع الشرق الأوسط؟
- وحدة أبحاث الطاقة: الصين تسيطر على المعادن الأرضية النادرة والمكونات الشمسية