أدنوك الإماراتية توسع أعمالها في إدارة الكربون باستثمار إستراتيجي جديد
ضمن مساعيها لتوسيع محفظة أعمالها في مجال إدارة الكربون، أعلنت أدنوك الإماراتية، اليوم الإثنين، استحواذها على حصة 10.1% في "ستوريجا" التي تُركِّز على تطوير مشروعات التقاط الكربون وتخزينه العالمية. وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبهذا الاستحواذ تصبح الشركة الإماراتية مستثمرًا رئيسًا في الشركة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها وتملك العديد من مشروعات التقاط الكربون.
وتمثل هذه الصفقة أول استثمار دولي لأدنوك في أسهم شركات إدارة الكربون، وتدعم إستراتيجيتها الهادفة إلى الاستفادة من بناء الشراكات في مجالات إدارة الكربون والتكنولوجيا لتسريع جهود خفض الانبعاثات، وفق ما نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام).
وتستند هذه الخطوة إلى مبلغ الـ55 مليار درهم (15 مليار دولار) الذي خصّصته أدنوك الإماراتية بشكل أوّلي للاستثمار في الحلول منخفضة الكربون وتقنيات الحدّ من الانبعاثات.
وتهدف أدنوك إلى رفع قدرتها على التقاط الكربون لتصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، ما يعادل إزالة أكثر من مليوني مركبة تعمل بالاحتراق الداخلي من الطريق.
أدنوك وأهداف المناخ العالمية
في تعليق له على الخطوة الجديدة، قال المدير التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في أدنوك مصبح الكعبي، إن هذا "الاستثمار الإستراتيجي" يُمثل خطوةً مهمة تعزز جهود شركته لخفض الانبعاثات.
وأضاف: "تؤكد (هذه الخطوة) التزامنا المستمر بالعمل مع شركائنا عبر مختلف القطاعات لتقديم حلول فعّالة وعملية لتمكيننا من تحقيق الحياد المناخي مستقبلًا في قطاع الطاقة"، وفق التصريحات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الكعبي: "تعد تقنيات التقاط الكربون عاملًا مهمًا للحدّ من الانبعاثات الكربونية بشكل مسؤول وتحقيق أهداف العمل المناخي العالمي، ونحن سنواصل الاستفادة من هذه التقنيات وتوسيع نطاق تطبيقها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045".
وتتماشى إستراتيجية "أدنوك" لإدارة الكربون مع رؤية "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" التي تؤكد أهمية تقنيات التقاط الكربون وتخزينه بوصفه مُمكّنًا رئيسًا لتحقيق الحياد المناخي العالمي بحلول منتصف القرن الحالي، وفق ما ذكرته (وام).
الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "ستوريجا" نيك كوبر، إن مجالات التعاون الإستراتيجي تعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق انتقال عملي وسريع وبتكلفة معقولة إلى مستقبل منخفض الكربون.
وأضاف: "ولذلك فنحن مستعدون لمساندة مورّدي الطاقة التقليدية لتسريع جهود خفض الانبعاثات عبر توظيف تقنيات ذات تكاليف فعّالة لالتقاط الكربون وتخزينه على المستوى العالمي".
وقال: "نجحنا على مدار السنوات الـ3 الماضية في التحول من مجرد مطور مشروع واحد في إسكتلندا إلى قوة دولية تقود الجهود العالمية لخفض الانبعاثات".
وعبّر عن سروره بالشراكة مع أدنوك قائلًا: "يسعدنا انضمام أدنوك الآن لمجموعة المساهمين في شركتنا؛ حيث تحظى "ستوريجا" بدعم مستثمرين يتمتعون بالرؤية والطموح اللازمين لتعزيز النشر السريع لتقنيات إزالة الكربون التي باتت تعد من ضروريات تحقيق أهداف الحياد المناخي عالميًا".
وتمتلك شركة "ستوريجا" محفظة من مشروعات التقاط الكربون تتوزّع في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والنرويج؛ حيث إنها في المملكة المتحدة تُطوِّر مشروع "Acorn" لالتقاط الكربون وتخزينه، والذي من المتوقّع أن يخزّن ما يصل إلى 10 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030.
وحصلت الشركة وشركاؤها مؤخرًا على ترخيص لتطوير مشروع "Trudavang" لالتقاط الكربون وتخزينه في النرويج، كما تُطَوِّر عدة فرص في مجال التقاط الكربون وتخزينه في الولايات المتحدة الأمريكية، أكثرها تطورًا مشروع "Harvest Bend" في ولاية لويزيانا.
جهود أدنوك في التقاط الكربون
يُذكر أن "أدنوك" تشغل "الريادة"، أول منشأة عاملة في العالم على نطاق تجاري لالتقاط الكربون من صناعة الصلب وتخزينه، والتي تستطيع التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
كما أعلنت الشركة أحد أكبر مشروعات التقاط الكربون؛ ما يسهم في رفع قدرة مشروعات التقاط الكربون التي التزمت "أدنوك" بالاستثمار فيها إلى نحو 4 ملايين طن سنويًا.
وتُعَد "أدنوك" -كذلك- واحدة من أول 50 شركة موقّعة على ميثاق "إزالة الكربون من النفط والغاز"، وهو تعهُّد عالمي بتسريع العمل المناخي في قطاع الطاقة أُعلِنَ مؤخرًا خلال قمة المناخ كوب 28 في دبي بدولة الإمارات.
اقرأ أيضًا..
- المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال ضخمة
- لماذا تصدر مصر النفط الخام وتستورده مرة أخرى؟
- إنتاج اليورانيوم يهدد أمن الطاقة في الغرب.. هل تفلت أميركا من مخالب بوتين؟
