إعفاءات الهيدروجين الأخضر في أميركا تواجه 3 اتهامات أبرزها التضليل
دينا قدري
أثارت المبادئ التوجيهية المقترحة للحصول على إعفاءات الهيدروجين الأخضر في أميركا، انقسامات شديدة بين مؤيدي خطة إدارة الرئيس جو بايدن ومعارضيها.
وانتُقِدت الخطة المقترحة، التي تنص على القواعد الصارمة التي يجب استيفاؤها للمطورين للتأهل للحصول على الإعفاءات الضريبية للهيدروجين الأخضر، بوصفها "مضللة" و"مقيدة بشكل مفرط" و"غير قابلة للتطبيق"، وفقًا لأحد أبرز الهيئات التجارية لصناعة الهيدروجين في أميركا.
مع ذلك، أصدرت المنظمات ذات التوجه البيئي بيانات تشيد بالتدابير الجديدة المقترحة، فضلًا عن بيانات من شركات داعمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إعفاءات الهيدروجين الأخضر في أميركا
تصف القواعد المقترحة من وزارة الخزانة الأميركية -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة- كيف يُمكن لدافعي الضرائب استعمال شهادات خصائص الطاقة (EAC) -التي تثبت شراء الطاقة النظيفة- لتقييم وتوثيق الحصول على ائتمان معين.
وتشرح القواعد المقترحة المعايير الـ3 التي يجب أن تنعكس في شراء الشهادات من قبل مُنتِجي الهيدروجين الأخضر في أميركا الذين يطالبون بالائتمان الضريبي:
- الطاقة النظيفة الجديدة: تُعدّ مولدات الطاقة النظيفة التي بدأت عملياتها التجارية في غضون 3 سنوات من بدء تشغيل منشأة الهيدروجين مصادر جديدة للطاقة النظيفة.
ويُعدّ التوليد الناتج عن السعة المضافة حديثًا للمولد -أيضًا- مصادر جديدة للطاقة النظيفة. - الطاقة النظيفة القابلة للتسليم: يجب الحصول على الطاقة النظيفة من المنطقة نفسها التي يوجد بها مُنتِج الهيدروجين، كما هو مستمد من دراسة احتياجات النقل الوطنية لعام 2023 التي أجرتها وزارة الطاقة.
- الطاقة النظيفة الجديدة القابلة للتوزيع تُوَلَّد سنويًا، مع التوليد التدريجي لكل ساعة (مطابقة الوقت): ستحتاج شهادات خصائص الطاقة بشكلٍ عام إلى مطابقة الإنتاج على أساس كل ساعة، مع استهلاك الكهرباء لجهاز التحليل الكهربائي.
وهو على عكس قيام المنتج ببساطة بشراء شهادات الطاقة المتجددة، وتثبيتها على شبكة الكهرباء الخاصة به، ووصفها بأنها نظيفة.
معًا، يُمكن لهذه الركائز الـ3 (الإمداد الجديد، وإمكان التسليم، والمطابقة الزمنية) أن تساعد في ضمان أن الوقود الأحفوري لا يوفر الكهرباء الإضافية المستعملة لتشغيل أجهزة التحليل الكهربائي المدعومة بإعفاءات ضريبية.
انتقادات عنيفة للإعفاءات المقترحة
في غضون لحظات من إصدار المبادئ التوجيهية لإعفاءات الهيدروجين الأخضر في أميركا، أصدر تحالف هيدروجين فورورد (Hydrogen Forward) بيانًا قال فيه: "للأسف، تتضمن توجيهات وزارة الخزانة متطلبات مفرطة التقييد وغير قابلة للتطبيق، تتعارض مع نوايا الكونغرس والأهداف المناخية لإدارة بايدن".
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- ملامح إستراتيجية الهيدروجين النظيف في أميركا:
وأعرب التحالف عن خيبة أمله "لرؤية الفرض المبكر للمتطلبات الإضافية والمطابقة الجغرافية والزمنية في التوجيهات، إذ سيكون لهذه القيود الجديدة تأثير مروع بالاستثمار في الهيدروجين، وتأخير النشر التكنولوجي، وبطء التقدم في خفض التكاليف ومعالجة تحديات المناخ"، وفق ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
وردًا على حقيقة أن المبادئ التوجيهية الصادرة ما تزال مقترحات لن تتمّ حتى أواخر مارس/آذار على أقرب تقدير، أضاف التحالف: "التوجيهات النهائية للخزانة يجب أن تعترف بأهمية تسريع وتيرة الانتقال إلى الطاقة النظيفة، من خلال ضمان بقاء مجموعة واسعة من التقنيات ومسارات الإنتاج منخفضة الكربون والحيادية للكربون، مؤهلة للحصول على حافز الطاقة التاريخي هذا على أساس كثافة الكربون، كما أراد الكونغرس".
ويتكون تحالف هيدروجين فورورد من 8 أعضاء، من بينهم شركتا صناعة السيارات تويوتا (Toyota) وهيونداي (Hyundai)، وشركة التعدين أنغلو أميركان (AngloAmerican)، وشركة كومينز (Cummins) لصناعة أجهزة التحليل الكهربائي، وعملاق الغازات الصناعية ليندي (Linde).
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لجمعية الطاقة النظيفة الأميركية (ACP) جيسون غروميت، أن تحليلًا أجرته الجمعية توصّل إلى أن "توفير مرونة إضافية في متطلبات المطابقة الزمنية سيمكّن من الاستثمار في الموجة الأولى من 20 إلى 40 منشأة على نطاق تجاري بحلول عام 2032".
وتابع: "رغم أن هذا النشر كافٍ لتحفيز صناعة الهيدروجين الأخضر، إلّا أنه يمثّل 3-5% فقط من هدف الإدارة السنوي لإنتاج الهيدروجين الأخضر البالغ 50 مليون طن، ولا يمثّل سوى خطر ضئيل لحدوث زيادة مادية في الانبعاثات".
كما قال: "مع ذلك، فإن القاعدة المقترحة تعرَّض للخطر الجدوى الاقتصادية لهذه المشروعات المبكرة، ومعها الجدوى المستقبلية لصناعة الهيدروجين الأخضر".
مكسب لصناعة الهيدروجين في أميركا
من جانبها، أصدرت المنظمات ذات التوجه البيئي بيانات تشيد بالتدابير الجديدة المقترحة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC): "تحتوي القواعد على إجراءات قوية لضمان أن إنتاج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائي لا يضيف طلبًا جديدًا ساحقًا على شبكة الكهرباء، ولا يجلب المزيد من الوقود الأحفوري إلى الخدمة على حساب المناخ وعملاء الكهرباء في الولايات المتحدة".
وأشار إلى التحليل الأخير الذي يوضح أن "الركائز الـ3 ستساعد على تجنّب مئات الملايين من الأطنان من انبعاثات الكربون على مدى السنوات الـ15 المقبلة، والحماية من المساس بتحول الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة".
وقالت مديرة السياسات للتكنولوجيات الناشئة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية راشيل فخري: "إن القواعد المقترحة اليوم هي مكسب للمناخ، والمستهلكين الأميركيين، وصناعة الهيدروجين الأميركية الناشئة".
وأضافت: "أيّ شيء أقلّ من قواعد حماية المناخ والمستهلك المقترحة اليوم سيكون بمثابة هبة لشركات الطاقة القديمة الحريصة على اختطاف الهيدروجين على حساب المناخ والمستهلكين بشكل مباشر".
وشددت على أن "الثغرات الواسعة ستكون كارثية على المناخ، وتعرقل جهودنا لتنظيف شبكة الكهرباء، وتضرّ بالإمكانات العالمية لصناعة الهيدروجين النظيف في الولايات المتحدة.. يجب على وزارة الخزانة أن تظل ثابتة وتضع اللمسات الأخيرة على هذا التوجيه القوي".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة إير برودكتس الأميركية (Air Products) سيفي قاسمي: "إننا نشيد بقاعدة الائتمان الضريبي القوية للهيدروجين ذات الركائز الـ3 التي اقترحتها الإدارة، والتي ستكون ضرورية لتحقيق حفض حقيقي في الانبعاثات، وخلق الحافز لاستثمارات أوسع عبر سلسلة قيمة الهيدروجين، وتعزيز قيادة الولايات المتحدة العالمية للمناخ".
موضوعات متعلقة..
- إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في أميركا تواجه الفشل.. والسبب "تحدّي المياه"
- مشروعات الهيدروجين الأخضر في أميركا.. ولاية تكساس تستحوذ على توقعات الربحية
- صناعة الهيدروجين الأخضر في أميركا تنتظر مليارات الدولارات بفضل التشريعات
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصفاة نفط في مصر تشهد طفرة ضخمة (صور)
- أكثر 10 دول عربية امتلاكًا لاحتياطيات الغاز الطبيعي خلال 2023 (إنفوغرافيك)
- أبرز 4 تقنيات في 2023 تحوّل ثاني أكسيد الكربون إلى "كنز طاقة"
- السيارات الكهربائية في 2023.. الخليج يقود توطين الصناعة والمغرب يتجه للبطاريات