إنتاج الهيدروجين الأخضر من نفايات الكتلة الحيوية.. تقنية مصرية أميركية
داليا الهمشري
تنوعت جهود الباحثين لإنتاج الهيدروجين الأخضر كونه وقودًا واعدًا للمستقبل، لا سيما في ظل ما يتمتع به من نسبة طاقة عالية ونظيفة في الوقت نفسه.
وفي هذا الإطار، فاز مركز مصر المتميز لإدارة المخلّفات الصلبة بكلية الهندسة جامعة عين شمس بتمويل مشروع بحثي، اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على تفاصيله، بعنوان "تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة من خلال الهضم المشترك لنفايات الكتلة الحيوية ومياه الصرف الصحي بناءً على التوقعات الاقتصادية الحيوية".
ويُجري الفريق البحثي المصري هذا المشروع بالتعاون مع جامعة أريزونا بالولايات المتحدة، وجامعة المنصورة، وشريك صناعي مصري، إذ يموّله مركز تميز الطاقة التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) بقيمة 142 ألفًا و476 دولارًا أميركيًا.
الطلب على الطاقة
قالت أستاذة الهندسة البيئية في كلية هندسة بجامعة عين شمس ومديرة مركز مصر المتميز لإدارة المخلّفات الصلبة، الدكتورة شيرين العجرودي، إن مصر تواجه -حاليًا- تحديًا كبيرًا بسبب الطلب المتسارع على الطاقة.
وأضافت شيرين العجرودي، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، أن مصر تعتمد أساسًا على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، مشيرة إلى أنه يتسبب في الانبعاثات الكربونية المُلوثة للبيئة، كما أن استعماله يمثّل استنزافًا للموارد الطبيعية.
وتابعت أنه يمكن توفير مصدر ثري للطاقة في مصر من خلال الإدارة المناسبة للكميات الضخمة من نفايات الطعام والنفايات الزراعية وروث الحيوانات التي تُنتج سنويًا، لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
واستطردت أنها استهدفت من مشروعها البحثي الإسهام في التغلب على مشكلة نقص الطاقة في مصر من خلال استعمال النفايات بمثابة ركيزة في خلية التحليل الكهربائي الميكروبي مع عملية الهضم اللاهوائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
تقليل الانبعاثات الكربونية
أوضحت مديرة المشروع البحثي الدكتورة شيرين العجرودي أن الهيدروجين يحتوي على نسبة طاقة عالية تبلغ 122 كيلو جول/جم مقارنة بنحو 50 كيلو جول/جم في حالة الميثان، بجانب أن القيمة الاقتصادية للهيدروجين تُعدّ أعلى من قيمة الميثان بمقدار يتراوح ما بين 5و10 أضعاف.
وأشارت، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إلى أنه بالإمكان استعمال ناتج الهضم من النظام المقترح سمادًا بدلًا من الأسمدة الكيماوية لتحسين جودة التربة.
وتوقعت أن يسهم المشروع في التغلب على التحديات المتعلقة بإدارة النفايات والطلب على الطاقة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة للسيطرة على المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.
كما سلّطت الضوء على الجدوى الاقتصادية المرتفعة من هذا المشروع، مشيرة إلى أنه سيكون بالإمكان بيع الهيدروجين وناتج الهضم لأصحاب المصلحة.
ولفتت إلى أن توليد كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر يمكن أن يوفر مصادر الطاقة المطلوبة للمؤسسات والصناعات، مما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، آلية إنتاج الهيدروجين الأخضر من الكتلة الحيوية، من خلال عملية الهضم اللاهوائي:
الجدوى الاقتصادية للطاقة النظيفة
قالت الدكتورة شيرين العجرودي، إن المشروع يضع أساسًا لتطوير معايير التصميم للنظام واسع النطاق، وبناءً على النتائج ودراسة الجدوى، يمكن إقناع صنّاع القرار بتوسيع نطاق النظام المقترح بمواقع مختلفة في مصر.
وأضافت، في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن بناء محطات الهضم اللاهوائي وخلايا التحليل الكهربائي الميكروبية سيسمح بخلق فرص عمل جديدة وتوفير الطاقة للمرافق كافًة.
وتابعت أن المشروع حرص على إشراك شريك صناعي لتوفير الكتلة الحيوية الزراعية، والمساعدة في تقييم تطبيق البيانات التي تمخضت عنه.
كما نجح في وضع معايير تصميم الهضم اللاهوائي إلى جانب خلية التحليل الكهربائي الميكروبي في وجود الفحم الحيوي وتمهيد الطريق للتطبيق الكامل لهذا النظام.
وسيساعد تطبيق هذا النظام مصر على تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بتوفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، وتحقيق النمو الاقتصادي، ومواجهة تغير المناخ.
موضوعات متعلقة..
- تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر تتيح زيادة تطبيقاته العملية
- تقنية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر
- الهيدروجين الأخضر في مصر.. توجيهات رئاسية ببدء تنفيذ المشروعات
اقرأ أيضًا..
- 5 شركات عالمية تعلق مساهمتها بأكبر محطة غاز مسال في روسيا
- أكثر الدول استهلاكًا للطاقة حسب نصيب الفرد.. 5 بلدان عربية بالقائمة (إنفوغرافيك)
- توقعات أسواق النفط في 2024.. وهل تستمر تخفيضات أوبك+؟
- 6 من حقول النفط في السعودية ضمن الأكبر عالميًا