هل يرتفع إنتاج أنغولا من النفط بعد انسحابها من أوبك؟
أحمد بدر
بعد إعلان انسحابها من منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، لم يتضح بعد ما إذا كان إنتاج أنغولا من النفط سيشهد ارتفاعًا خلال المرحلة المقبلة، أم أن الدولة الأفريقية ستعمد إلى الإبقاء على المستويات الإنتاجية الحالية.
وكانت أنغولا قد أعلنت في بيان، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، في 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري (2023)، الانسحاب من "أوبك" بعد خلافات حول حصص إنتاج النفط لعدد من الدول الأفريقية، إذ أعلن وزير النفط والغاز ديامانتينو دي أزيفيدو اتخاذ القرار في جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس البلاد جواو لورنسو.
وجاء القرار في توقيت كان فيه إنتاج أنغولا من النفط أقلّ من حصتها المقررة لعام 2024، وعلى الرغم من ذلك، برر وزير النفط والغاز الأنغولي القرار بأنه ناتج عن عدم الشعور بإحداث تأثير داخل المنظمة، وأن الانسحاب يأتي حفاظًا على مصالح الدولة.
ومع انسحاب الدولة الواقعة في وسط أفريقيا من المنظمة الأهم عالميًا بالنسبة لقطاع النفط، تتصاعد التساؤلات بشأن إمكان زيادة إنتاج أنغولا من النفط خلال المرحلة المقبلة، أم أنها ستحافظ على المستويات الأخيرة، التي كانت متراجعة في الأساس عن الحصة المقررة داخل "أوبك".
إنتاج أنغولا من النفط في 2023
خلال العام الجاري 2023، الذي يوشك على نهايته، كان إنتاج أنغولا من النفط يتراوح بين الصعود والهبوط، إذ شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي انخفاضًا في إنتاج أوبك النفطي بقيادة 3 دول، منها أنغولا والعراق ونيجيريا.
وبلغ الإنتاج الأنغولي في نوفمبر/تشرين الثاني نحو 1.130 مليون برميل يوميًا، بتراجع بلغ 38 ألف برميل يوميًا عن إنتاج شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي بلغ 1.168 مليون برميل يوميًا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، سجل إنتاج أنغولا من النفط نحو 1.119 مليون برميل يوميًا، متراجعًا بنحو 4 آلاف برميل يوميًا عن إنتاج شهر أغسطس/آب، الذي بلغ 1.123 مليون برميل يوميًا، وفق تقرير شركات المراقبة، التي ترصد إنتاج أوبك النفطي خلال الشهر نفسه.
ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم إنتاج أنغولا من النفط خلال العام الجاري 2023:
وبلغ إنتاج النفط في أنغولا، في شهر يوليو/تموز الماضي 2023، نحو 1.170 مليون برميل يوميًا، إذ ارتفع إنتاج الدولة الواقعة في وسط أفريقيا خلال هذا الشهر عن إنتاج شهر يونيو/حزيران السابق له، الذي بلغ نحو 1.102 مليون برميل يوميًا.
وكان إنتاج البلاد النفطي في شهر مايو/أيار 2023 قد سجل نحو 1.045 مليون برميل يوميًا، انخفاضًا من 1.091 مليون برميل يوميًا مسجلة في شهر أبريل/نيسان الماضي، بينما سجل إنتاج أنغولا من النفط في مارس/آذار الماضي نحو 1.007 ملايين برميل يوميًا.
وشهد إنتاج شهر فبراير/شباط 2023 تراجع إنتاج النفط في 4 دول أعضاء في منظمة أوبك، بقيادة أنغولا والعراق، إذ سجل إنتاج أنغولا النفطي نحو 1.084 مليون برميل يوميًا، متراجعًا عن إنتاج شهر يناير/كانون الثاني، الذي سجل نحو 1.055 مليون برميل يوميًا.
انسحاب أنغولا من أوبك
على الرغم من أن مستويات إنتاج أنغولا من النفط خلال العام الجاري 2023 كانت مقبولة رغم انخفاضها في كثير من الأحيان، رأى وزير النفط والغاز ديامانتينو دي أزيفيدو أن بلاده تشعر -في هذه اللحظة- أنها لن تكسب شيئًا من البقاء في أوبك، وأن قرار الانسحاب يدافع عن مصالحها.
ولفت الوزير إلى أن بلاده دائمًا ما تفي بالتزاماتها، وناضلت لتجديد أوبك، ومساعدة أعضائها في الحصول على المزايا، لكنه أضاف "عندما نكون في منظمة، ولا تُحدِث أفكارنا ومساهماتنا أيّ تأثير.. فالانسحاب هو أفضل ما يمكن عمله"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة الأنباء الأنغولية الرسمية.
وعلّق محلل أسواق النفط في الشرق الأوسط بمنصة "آرغوس ميديا" نادر إیتیّم على انسحاب أنغولا من أوبك، بالقول، إنه رغم معاناة الدولة الأفريقية من انخفاض الإنتاج في السنوات الأخيرة، فإنها كانت واحدة من "أكبر دولتين" في أفريقيا داخل منظمة أوبك، إلى جانب نيجيريا.
وأوضح أن نيجيريا أصبحت -بعد القرار- الدولة الأفريقية الوحيدة جنوب الصحراء الكبرى، التي تنتج أكثر من مليون برميل يوميًا، لافتًا إلى أن إنتاج الكونغو وغينيا الاستوائية والغابون أقلّ من 300 ألف برميل يوميًا.
وأشار إيتيّم إلى حصول أنغولا، في يونيو/حزيران 2023، على تخفيض كبير في هدف الإنتاج لعام 2024 بموجب اتفاق أوبك+، لتصل حصتها إلى نحو 1.28 مليون برميل يوميًا، وذلك بانخفاض 175 ألف برميل يوميًا عن هدفها لعام 2023.
وأضاف: "كان مفهومًا أن هذه الأرقام أولوية، وتنتظر مزيدًا من التقييم من جانب 3 مصادر ثانوية، وقد أدى إلى خفض حصتها بمقدار 200 ألف برميل يوميًا، لتبلغ حصتها 1.08 مليون برميل يوميًا، موضحًا أن هذا التخفيض في إنتاج أنغولا من النفط أغضبها، لذلك طلبت إعادة التقييم، وأرادت الوصول إلى 1.18 مليون برميل يوميًا.
الدول الأعضاء في أوبك
بعد إعلان أنغولا انسحابها من منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك"، أصبحت المنظمة تضم، في الوقت الحالي، كلًا من المملكة العربية السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا والجزائر والكونغو وغينيا الاستوائية والغابون وليبيا ونيجيريا والإمارات.
في الوقت نفسه، تتعاون منظمة أوبك مع 10 دول -بقيادة روسيا- من منتجي النفط الخام من خارج المنظمة، فيما يُعرَف باسم تحالف أوبك+، والذي يستهدف تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويضم تحالف أوبك+، إلى جانب روسيا، كلًا من أذربيجان والبحرين وبروناي وماليزيا وقازاخستان والمكسيك وسلطنة عمان والسودان وجنوب السودان، ومن المنتظر بداية من العام المقبل 2024 أن تنضم البرازيل إلى هذا التحالف.
موضوعات متعلقة..
- اتفاقية تقاسم الإنتاج النفطي تنهي خلافًا لنصف قرن بين الكونغو وأنغولا
- إنتاج النفط والغاز في أنغولا يشهد 6 تطورات مهمة (تقرير)
- نيجيريا وأنغولا وراء زيادة فجوة المعروض النفطي في أوبك+ (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- هل أوقفت مصر صادرات الغاز إلى الأردن لتفادي أزمة الكهرباء؟ (خاص)
- جبال سلطنة عمان وشمال الإمارات قد تساعد في حل أزمة المناخ.. ما القصة؟
- صراع الثروات المعدنية في القطب الشمالي يشتعل بإعلان أميركي