التقاريرتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعات

تأجيل التخلص من الفحم في ألمانيا.. الخطط المناخية في مهبّ الريح

أحمد أيوب

يبدو أن التخلص من الفحم في ألمانيا بصورة نهائية لن يحدث على الأقل على المدى القصير، خاصة أن الحكومة نفسها ترغب في تمديد العمل بعدد من وحدات هذا الوقود المُلوث، في خطوة تستهدف تأمين المزيد من إمدادات الطاقة لديها.

وحظرت هيئة تنظيم الطاقة الألمانية، المعروفة باسم "بينتسا" BNetzA، إغلاق محطات الفحم قبل أبريل/نيسان 2031، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي خطوة مُناقضة لأهداف التخلص من الفحم في ألمانيا، تعتزم اثنتان من كُبريات الشركات العاملة في قطاع الطاقة بالبلد الأوروبي إبقاء بعض الوحدات بمحطات الفحم في الخدمة لمدة أطول مما كان متوقعًا، تنفيذًا للتوجيهات الحكومية، وفقًا لما نشرته بلومبرغ، في 22 ديسمبر/كانون الأول 2023.

الفحم مستمر في ألمانيا

قررت هيئة تنظيم الطاقة الألمانية إبقاء محطات الفحم الأساسية في البلاد على أُهبة الاستعداد بوصفها مصادر احتياطية للطاقة في حالة الطوارئ، وحظرت إغلاقها قبل أبريل/نيسان 2031 حسبما ذكرت صحيفة دي فيلت Die Welt، لأول مرة يوم الخميس، 21 ديسمبر/كانون الأول 2023.

وكانت شركتا "يونيبر إس إيه" Uniper SE، و"إيه إن بي دبليو إنرجي بادن فوتمبيرغ إيه جي" (EnBW Energie Baden-Württemberg AG)، تخططان للتخلص التدريجي من محطات الفحم قبل ذلك التاريخ المذكور.

فيما يتعلق بشركة "يونيبر إس إيه"، يمنع قرار "بينتسا" إغلاق وحدتين في محطة "يونيبر سكولفن" Uniper's Scholven بمدينة غيلزنكيرشن الألمانية وفقًا لما قاله متحدث باسم الشركة، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت الشركة، التي تأممت في ذروة أزمة الطاقة، العام الماضي (2022)، تستهدف التخلص من الفحم في ألمانيا بحلول عام 2029، والوصول إلى إنتاج طاقة خالٍ من الكربون بنسبة 80% بحلول عام 2030.

التخلص من الفحم في ألمانيا
إحدى محطات الفحم المملوكة لشركة يونيبر الألمانية - الصورة من الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة

كما أصدرت هيئة "بينتسا" تعليمات لشركة "إيه إن بي دبليو إنرجي بادن فوتمبيرغ إيه جي" -التي تسعى للتخلص التدريجي من الفحم في وقت مُبكر من عام 2028- للاحتفاظ بوحدة واحدة متاحة في محطة "ألتباك/دايتسيزاو" (Altbach/Deizisau)، الواقعة جنوب غرب ألمانيا، حتى مارس/آذار 2031.

ما سبب هذا القرار؟

زاد اعتماد برلين، أكبر اقتصاد في أوروبا، على الفحم بعد أن خفضّت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي وبعد إغلاق آخر محطاتها النووية هذا العام، وربما يفسر هذا قرار تأجيل التخلص من الفحم في ألمانيا.

ويناقض هذا التوجه ما أعلنته حكومة برلين في وقت سابق بأنها تستهدف التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030، أي قبل 8 سنوات من الموعد الرسمي المُستهدف في عام 2038.

وقال متحدث باسم الحكومة إن قرار هيئة تنظيم الطاقة الألمانية لا ينبغي أن يؤثر في هذه المستهدفات؛ إذ ستتم تهيئة المحطات التي أمرت بالبقاء في الخدمة لتكون بمثابة مورد احتياطي للطاقة و"لن تشارك في عملية توليد الكهرباء".

ويبدو أن هناك حاجة إلى هذه الوحدات؛ للحفاظ على استقرار منظومة إمدادات الطاقة بالبلاد والمساعدة في التخلص من الفحم في ألمانيا بصورة تدريجية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولدى ألمانيا بالفعل خطة لوقف زيادة الانبعاثات الكربونية عبر بناء ما يصل إلى 24 غيغاواط من محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالغاز والتي يمكن تحويلها لاحقًا إلى العمل بالهيدروجين.

وسعى وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إلى طرح أول مناقصة لمحطات الغاز هذا العام، على الرغم من تأجيل الخطط بسبب أزمة الميزانية في البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق