وزير البترول المصري: "دول عظمى تستعمل الفحم ويهاجموننا لإنتاج النفط والغاز"
الدوحة- عبدالرحمن صلاح
أكد وزير البترول المصري المهندس طارق الملا أن انتقال الطاقة شيء مطلوب، إلّا أنه "ينبغي أن نكون واقعيين وعادلين ونركّز على التكنولوجيا للتقدم في تحول الطاقة باستثمارات معقولة".
وقال خلال مشاركته في جلسة وزارية تابعتها منصة الطاقة اليوم الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول (2023) ضمن فعاليات مؤتمر الطاقة العربي في دورته الـ12 الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة، إن دولنا تعتمد على الاستيراد، ومن ثم نحتاج إلى تنمية الموارد الطبيعية من النفط والغاز.
وأضاف وزير البترول المصري أنه نتيجة التخويف من الوقود الأحفوري، هناك إحجام عن الاستثمار في هذا القطاع، رغم دوره المهم بتأمين احتياجات الناس من الطاقة.
استثمارات النفط والغاز
شدد وزير البترول المصري طارق الملا على أن العالم يتحدث فقط عن الطاقة الأحفورية بما فيها النفط والغاز، ولا يتحدث عن الفحم، رغم أن دولًا عظمى تستعمله، ولا يلومها أحد".
وتساءل عن السر وراء التركيز على النفط والغاز في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، رغم أنه ليس لديها فحم، وتستهدف الاستثمار في الهيدروكربونات وتطويرها، بما يحقق تنمية اقتصادها.
وأكد الملا أهمية توقيت انعقاد مؤتمر الطاقة العربي، الذي تنظمه (أوابك) وتستضيفه قطر، في ظل تحديات عديدة تتعاقب على العالم، ويتأثر بها قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن مصر عملت على استغلال مقوماتها التنافسية لتطويع أزمات وتحديات الطاقة العالمية ومواجهتها.
وأشار إلى أهمية العمل معًا على مبادرات عربية مشتركة تستهدف الانتقال العادل للطاقة واستفادة جميع الدول من مواردها الطبيعية، في ظل التغيرات المتسارعة بقطاع الطاقة، والتي وجهت الأنظار نحو قضايا التحول الطاقي وخفض الانبعاثات واستعمال الهيدروجين.
وشدد على أهمية العمل المشترك لتحسين كفاءة استعمال الطاقة بقطاعات النفط والغاز في الدول العربية، وخفض الانبعاثات، ومشاركة أفضل التجارب والممارسات.
تغير المناخ
أوضح الملا أنه في ظل قضية تغير المناخ التي ظهرت تحديًا جديدًا لقطاع النفط والغاز، فإنه من الأهمية تحقيق أمن الطاقة، بالتوازي مع تلبية التزامات التحول الطاقي، والتي تستوجب تنويع مزيج الطاقة، ليشمل، إلى جانب المصادر التقليدية، كلًا من المصادر المتجددة والخضراء والهيدروجين.
وأضاف الملا أن صناعة النفط والغاز هي جزء رئيس من الحلول العالمية لمواجهة التغير المناخي، لافتًا إلى الدور المهم الذي قام به قطاع النفط المصري في وضع صناعة النفط والغاز لأول مرة على مائدة الحوار بمؤتمرات المناخ، خلال قمة المناخ السابقة التي استضافتها مصر في شرم الشيخ، العام الماضي، وتنظيمها يوم خفض الكربون ضمن الأيام الموضوعية للمؤتمر لأول مرة على الإطلاق.
وقال: "يمضي قطاع النفط المصري في تنفيذ مشروعات ومبادرات مختلفة لخفض وإزالة الكربون من عمليات الإنتاج للنفط والغاز، ضمن إستراتيجية شاملة تستهدف كل مراحل سلسلة القيمة للنفط والغاز، بالتوازي مع تنفيذ مشروعات للطاقة الخضراء وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون".
وأشار إلى أن مخرجات قمة المناخ السابقة كوب 28 في مصر مهّدت الطريق لمزيد من التطلعات في مؤتمر المناخ المنعقد حاليًا في الإمارات، لافتًا إلى حرص مصر على التعاون البنّاء مع الرئاسة الإماراتية للمؤتمر من أجل البناء على الزخم المتحقق في مؤتمر شرم الشيخ والمخرجات والمبادرات المهمة التي توصّل إليها، مثل تفعيل صندوق الخسائر والأضرار وبرنامجَي العمل حول الانتقال العادل للطاقة وخفض الانبعاثات.
وأشاد الملا بحرص رئاسة قمة المناخ في تسليط الضوء على الدور المهم لصناعة الطاقة جزءًا من الحل لقضية تغير المناخ والالتزام بالانتقال من التعهدات للتنفيذ، إذ أسفرت قمة المناخ بالإمارات عن عدد من الإعلانات المهمة المتعلقة بالطاقة المتجددة ومبادرات خفض الانبعاثات.
من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، أن كل ما حولنا من ملابس ومرطبات وأدوات البشرة والملابس يدخل في صناعتها النفط، لذلك التحدي هو خفض الانبعاثات، وليس وقف إنتاج النفط والغاز.
وقال: "يجب أن نكون واقعيين، ولا ننجرف خلف بيانات لها أهداف سياسية، أو أن نطلق وعودًا في الهواء ستحاسبنا عليها الأجيال القادمة.. لدينا مليار شخص ليس لديهم كهرباء، ومن ثم نحتاج إلى أن نكون عادلين".
وأعلن وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، في افتتاح "مؤتمر الطاقة العربي"، أنه رغم أهمية التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة، فمن الضروري الاعتراف بأن هذه المصادر وحدها ليست الحل الوحيد، ولا سيما بسبب طبيعتها المتقطعة والاحتياج المستمر للمنتجات التحويلية التي تعتمد على مشتقات النفط والغاز.
مؤتمر الطاقة العربي
تنظم منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" مؤتمر الطاقة العربي، ويشارك فيه عدد من الوزراء والمسؤولين العرب، بالإضافة إلى متخصصين في مجال الطاقة، في النسخة الـ12 من المؤتمر، التي تحمل شعار "الطاقة والتعاون العربي".
ويناقش مؤتمر الطاقة العربي ملفات مهمة، في مقدمتها التطورات الدولية في أسواق الطاقة العالمية وانعكاساتها على قطاع الطاقة العربي، بالإضافة إلى موضوعات الطاقة والبيئة والاستدامة.
تأتي أولى جلسات المؤتمر بعنوان "التطورات الدولية في أسواق الطاقة وانعكاساتها على قطاع الطاقة العربي"، وتحدَّث فيها وزير البترول المصري المهندس طارق الملا، ووزير النفط الليبي محمد عون، الذي أكد أن هناك أهدافًا سياسية تسعى من خلالها الدول المتقدمة إلى فرض تحول الطاقة على الدول النامية.
موضوعات متعلقة..
- وزير البترول المصري: 30 مشروعًا لاستغلال غازات الشعلة توفر 200 مليون دولار سنويًا
- وزير البترول المصري: قمة المناخ كوب 28 فرصة لتحقيق مستقبل مستدام
اقرأ أيضًا..
- مشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا تحظى باستثمار 2.6 مليار دولار (تقرير)
- خبير أوابك: مشروع الغاز المغربي النيجيري لن يرى النور.. وهذه 6 أسباب
- مسؤول: قطاع النفط العراقي يجذب شركات قطرية لجولة التراخيص السادسة