خطط الحياد الكربوني في أستراليا لا تمضي على الطريق الصحيح (تقرير)
أحمد أيوب
يبدو أن تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني في أستراليا سيكون صعبًا على الحكومة في ظل تزايد كميات الانبعاثات الكربونية في البلاد مع دخول الاقتصاد مرحلة التعافي بعد تلاشي تأثيرات جائحة كورونا.
وزادت انبعاثات غاز الدفيئة في أستراليا بنحو 4 ملايين طن خلال العام 2022-2023، وبالتحديد حتى يونيو/حزيران 2023 لتصل إلى 467 مليون طن، مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي 2021-2022، وفقًا لتقرير أصدرته هيئة تغير المناخ الأسترالية وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تجدر الإشارة إلى أنه لتحقيق مستهدفات الحياد الكربوني في أستراليا البالغ 43%، يتعين خفض الانبعاثات الكربونية في البلاد بمقدار 17 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050 وبالكمية نفسها بحلول عام 2030، وفقًا لما نشرته وكالة "أرغوس ميديا" Argus Media المعنية بشؤون الطاقة، يوم الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023.
أستراليا والحياد الكربوني
قالت "هيئة تغير المناخ الوطنية" إن تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني في أستراليا لعام 2030 لا يمضي وفقًا للمستهدفات المحددة من قِبل الحكومة.
جاء ذلك في التقرير السنوي للهيئة الذي يقيس التقدم في تحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات الكربونية، ويتزامن هذا التقرير مع البيان السنوي للحكومة بشأن تغير المناخ.
وأشار التقرير إلى أن تباطؤ وتيرة الاستثمارات في الطاقة المتجددة يُعد عائقًا أساسيًا أمام تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني في أستراليا.
وتعتمد مستهدفات أستراليا لعام 2030 بشكل كبير على أن تصل الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة إلى نسبة 82% من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، يؤكد تقرير "هيئة تغير المناخ الأسترالية" الحاجة إلى مزيد من الإجراءات لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، ومزيد من التركيز على خفض الانبعاثات في القطاعات الأخرى من الاقتصاد.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة تغير المناخ الأسترالية براد آرتشر، إن تحقيق مستهدفات الطاقة المتجددة بنسبة 82% سيكون أمرًا حاسمًا لقدرة أستراليا على الوصول إلى مستويات الحياد الكربوني بمعدل 43%.
وأضاف: "سيتطلب هذا الأمر تكثيف العمل في مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا التي بدأت بالفعل بمعدلات كبيرة، لكن نحن في حاجة لتسريع وتيرتها في جميع أنحاء البلاد".
معوقات مشروعات الطاقة المتجددة
قال آرتشر إن بناء محطات الطاقة المتجددة اللازمة لتخليص البلاد من محطات الكهرباء العاملة بالفحم مُهدد بسبب المخاوف بشأن التأثير البيئي للبنية التحتية على المنازل والمجتمعات القائمة بالمناطق الحدودية، و"هذا ربما سيكون أحد أسباب تأخر تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني في أستراليا".
وأشار التقرير السنوي لهيئة تغير المناخ إلى أن مُدد التطوير المُحددة -بما في ذلك مدد التخطيط والحصول على الموافقات- تبلغ 3-5 أعوام لمزرعة الرياح و2-3 أعوام لمزرعة الطاقة الشمسية في السيناريوهات التي رسمها مشغل سوق الطاقة الأسترالية في عام 2022.
وقال وزير الطاقة والتغير المناخي، كريس بوين في خطابه يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني أمام البرلمان: "من المتوقع بلوغ مستويات الحياد الكربوني في أستراليا عند مستويات أقل بنسبة 42% -مقارنة بمستويات الانبعاثات الكربونية في عام 2005- وذلك بحلول 2030".
وقدّم تقرير هيئة تغير المناخ الأسترالية 42 توصية للحكومة من بينها صياغة خطة على مستوى الولايات للوصول إلى مستهدفات الطاقة المتجددة المُحددة عند 82%.
وأوضح التقرير أن هذه الخطة من شأنها إتاحة الحصول على موافقات أسرع لمشروعات الطاقة الخضراء، وتقديم حوافز للمزارعين مقابل خفض الانبعاثات الزراعية.
وقبلت الحكومة الأسترالية الفيدرالية 39 مقترحًا، لكنها رفضت اعتماد 3 مقترحات أخرى هي: حظر مركبات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2040، وحظر توصيلات الغاز الجديدة والنظر في اعتماد معايير كفاءة استهلاك الوقود لمركبات النقل الثقيلة.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية ترسم خريطة طريق الحياد الكربوني في أستراليا (تقرير)
- كهربة المنازل في أستراليا.. تحدٍّ جديد على طريق الحياد الكربوني
- الطاقة المتجددة في أستراليا تشهد شراكة جديدة مع السكان الأصليين
اقرأ أيضًا..
- نشطاء يحاصرون محطة شل لاستيراد النفط في الفلبين.. ما علاقة كوب 28؟
- استكشاف النفط والغاز في مصر يترقب حفر 4 آبار جديدة بشراكة كندية
- وظائف الطاقة المتجددة عالميًا قد تزداد 18 مليونًا بحلول 2050 (تقرير)