رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

أسعار ألواح الطاقة الشمسية تنخفض 40% في 2023

دينا قدري

شهدت أسعار ألواح الطاقة الشمسية تراجعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، في ظل زيادة المعروض والتطوير السريع للتكنولوجيا؛ دعمًا لمصادر الكهرباء النظيفة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

كانت أسعار الوحدات قد ارتفعت أكثر من 50%، بين أكتوبر/تشرين الأول 2020 وأكتوبر/تشرين الأول 2022، بسبب نقص المعروض المرتبط بجائحة فيروس كورونا، إلى جانب الزيادة المتزامنة في الطلب.

وتراوحت أسعار ألواح الطاقة الشمسية في الوقت الحالي، بين 0.30 دولارًا/واط و1.50 دولارًا/واط، حسب نوع الوحدات، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع توسع سوق الطاقة الشمسية وتراجع الأسعار، توقّع المهندس الأسترالي مارتن غرين -الذي أدت اختراعاته إلى ولادة الطاقة الشمسية العالمية- أن تنخفض الأسعار إلى 0.10 دولارًا أميركيًا/واط بحلول عام 2030.

والآن، يبدو أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية قد تقترب من عتبة 0.10 دولارًا أميركيًا/واط بحلول نهاية عام 2024 أو في نهاية المطاف في عام 2025، وفقًا لمدير مركز أبحاث "كلايمت إنرجي فاينانس" الأسترالي (Climate Energy Finance) تيم باكلي.

انخفاض أسعار ألواح الطاقة الشمسية

أوضح مدير مركز الأبحاث تيم باكلي، أنه توصل إلى هذا الاستنتاج بعد تقدير أن الإضافات الكهروضوئية السنوية الجديدة قد تصل إلى ما بين 600 غيغاواط و1 تيراواط بالفعل بحلول نهاية هذا العقد، بحسب ما نقلته مجلة "بي في ماغازين" (PV Magazine).

وقال: "أنا متفائل للغاية بشأن معدل النمو العالمي في تركيبات الطاقة الشمسية خلال السنوات القليلة المقبلة. لقد ذكّر غزو بوتين لأوكرانيا الجميع بالحاجة إلى سلسلة التوريد وأمن الطاقة، وخاصةً فيما يتعلق بالاعتماد على الطاقة المستوردة".

وأشار باكلي أيضًا إلى أن اتفاق المناخ الجديد المحتمل بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الأميركي جو بايدن، قد يشهد دعوة رسمية لزيادة قدرة مصادر الطاقة المتجددة على مستوى العالم 3 مرات بحلول عام 2030.

وشدد على أن ضغط الأسعار سيزداد بسبب الزيادات المذهلة في القدرة التي أعلنتها صناعة الطاقة الشمسية على المستوى العالمي، على الرغم من أنه شكك في توقعات حديثة لوكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير عن توقعات الطاقة العالمية 2023، والتي زعمت أنه يُمكن أن تصل قدرة الطاقة الشمسية المركبة التراكمية في العالم إلى 2 تيراواط بحلول عام 2025.

ويُقدر باكلي أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية ستنخفض في نهاية المطاف بنسبة 40% خلال العام الجاري (2023).

وقال: "سيعطي هذا العديد من المستثمرين في الولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي والصين أسبابًا وجيهة للتوقف مؤقتًا أو إعادة التفكير في افتراضاتهم المالية التي عززت إعلاناتهم عن التوسعات الهائلة في الطاقة الإنتاجية".

وأضاف: "في مقابل ذلك، تفرض الولايات المتحدة والهند رسوم استيراد بنسبة 40% على ألواح الطاقة الشمسية ضد المنتجات الصينية؛ لذا فإنهما معزولتان إلى حدٍ كبير عن المنافسة المفرطة في الأسعار، وتتقاسمان وفورات التكلفة الناجمة عن انخفاض أسعار البولي سيليكون بنسبة 70% خلال العام الماضي (2022) أيضًا".

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أفضل ألواح الطاقة الشمسية في عام 2023:

أفضل ألواح الطاقة الشمسية في العالم 2023

إغلاق منشآت قديمة

من ناحية أخرى، قد يؤدي الانكماش السريع وضغوط الأسعار المفرطة قريبًا إلى إغلاق التكنولوجيا القديمة، ومنشآت تصنيع الطاقة الشمسية دون النطاق، سواء في الصين أو على مستوى العالم.

وقال باكلي: "ببساطة، لا تستطيع المرافق القديمة منافسة المزايا الكبيرة ولا الاستثمارات التكنولوجية الجديدة للشركات الرائدة عالميًا في هذا القطاع، وجميعها تقريبًا صينية".

وفي وصفه لهذه الدورة الصناعية الجديدة لتكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية، قال باكلي إنها تختلف عن الدورات السابقة، إذ أصبحت الطاقة الشمسية الآن أرخص كهرباء؛ ما يعطل المنافسين الحاليين في الصناعة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وقال: "هذا يعني أن التمويل سيهرب بسرعة من الاستثمار في أي قدرة جديدة للطاقة الحرارية في قطاع الكهرباء على مستوى العالم".

وأعرب باكلي عن اقتناعه بأن التمويل لن يهرب فقط بسبب القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، أو لأسباب أخلاقية أو مناخية، ولكنه سيهرب مع ذلك؛ لأنه لن يوفر تمويلًا جديدًا للأصول العالقة حتمًا، ولا سيما مع التوسع السريع المتزامن في بطاريات تخزين الكهرباء والسيارات الكهربائية.

وقال باكلي: "هذه المرة مختلفة بسبب تقارب أسواق صناعة الطاقة والنقل".

زيادة هائلة في استثمارات الطاقة الشمسية

في سياقٍ متصل، وصلت الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة الشمسية إلى 308 مليارات دولار في عام 2022، مسجلةً زيادة هائلة بنسبة 36% عن مستويات عام 2021.

ومع ذلك، لم تمثل الطاقة الشمسية سوى 11.5% من إجمالي استثمارات الطاقة في عام 2022 (2.6 تريليون دولار)، وفقًا لتقرير جديد صادر عن التحالف الدولي للطاقة الشمسية، اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيله.

وذكر التقرير أن استثمارات الطاقة الشمسية تتركز بشكل كبير في عدد قليل من الدول المتقدمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تليها أوروبا وأميركا الشمالية، بحسب ما نقلته مجلة "بي في ماغازين".

وفي عام 2022، استحوذت منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومنطقة أوروبا وأميركا الشمالية على 55% و33% من الاستثمار العالمي في تطوير مشروعات الطاقة الشمسية، على التوالي.

وفي هذه المناطق، سيطرت على الاستثمارات الاقتصادات التي تتمتع بسوق كهروضوئية ناضجة، مثل الصين والولايات المتحدة واليابان وإسبانيا وأستراليا وهولندا وكوريا الجنوبية والبرازيل وفيتنام وألمانيا والهند.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة عالميًا بين عامي 2017 و2024:

تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة عالميًا

لقد اجتذبت الصين والولايات المتحدة باستمرار معظم استثمارات الطاقة الشمسية السنوية؛ حيث بلغت حصتهما مجتمعة نحو 50% من إجمالي استثمارات الطاقة الشمسية منذ عام 2015.

ولا يجري تنفيذ سوى جزء صغير من الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة الشمسية في الاقتصادات الناشئة والنامية، مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

ومن ثم، فإن هذه المناطق متخلفة في سباق نشر الطاقة الشمسية.

وأشار التقرير إلى أنه لتسريع الاستثمارات العالمية في الطاقة الشمسية، من الضروري إعطاء الأولوية لهذه المناطق النامية والمتخلفة في جميع أنحاء العالم والتي تتمتع بإمكانات شمسية ضخمة غير مستغلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق