بعد معركة الغاز المسال الأميركي.. خبير أوابك: 4 دول عربية مصدر موثوق للإمدادات
دينا قدري
دخلت معركة الغاز المسال الأميركي فصلًا جديدًا من المواجهة بين شركات النفط الكبرى وشركة فنتشر غلوبال للغاز المسال (Venture Global LNG)، في ظل استمرار الأخيرة بعدم الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.
واتهمت شركات شل (Shell) وبي بي (BP) وريبسول (Repsol) وإديسون (Edison)، الشركة الأميركية بتحقيق مليارات الدولارات من بيع الغاز المسال في السوق الفورية، بدلًا من توريد الأحجام المتفق عليها من محطة كالكاسيو باس التي بدأت التصدير في مارس/آذار 2022.
إلّا إن فنتشر غلوبال أكدت -في وقت سابق- أن المحطة لا تعمل بكامل طاقتها، بسبب خلل في معدّات الكهرباء، مشددة على أن الشحنات حتى الآن تُعدّ "شحنات ما قبل التشغيل"، مع توقّع إطلاق العمليات التجارية في الربع الأول من عام 2024.
وهو ما دفع شركات النفط الكبرى إلى مطالبة فريق العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المعني بأمن الطاقة، بالتدخل لإجبار فنتشر غلوبال على تسليم الشحنات المتعاقد عليها، أو دفع غرامات مالية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
4 دول عربية موثوقة
تعليقًا على هذا التصعيد الواضح لمعركة الغاز المسال الأميركي بين الشركات الأوروبية وفنتشر غلوبال، قال خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن هناك 4 دول عربية يمكنها أن تحلّ أزمة الإمدادات في الأسواق العالمية.
وأكد عبدالمعطي أن "الموثوقية" هي أحد أهم المزايا التنافسية التي تتّسم بها الدول العربية المصدّرة للغاز أو الغاز المسال؛ ومنها الجزائر وسلطنة عمان وقطر والإمارات، بحسب ما جاء في تغريدات -اطّلعت عليها منصة الطاقة- بحسابه الرسمي في موقع "إكس" (تويتر سابقًا).
وقال خبير أوابك: "تلك الموثوقية بمثابة التزام يؤمّن احتياجات العملاء في أوروبا وآسيا بشكل آمن ومستدام وطويل الأجل بأسعار معقولة، ويجنّب المستهلكين تقلبات السوق.. الأمر الذي يضمن تحقيق أمن الطاقة لكلا الجانبين".
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود الدول العربية الـ4 ضمن قائمة مصدّري الغاز المسال إلى أوروبا في عام 2022:
وأشار المهندس وائل حامد عبدالمعطي لرسالة شركة النفط البريطانية بي بي إلى فريق العمل العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لأمن الطاقة.
ووصف الخبير هذا التحرك بأنه أول تصعيد يخرج للعلن بين "بي بي" وشركة فنتشر غلوبال الأميركية، بسبب عدم التزام الأخيرة بالإيفاء بتعاقداتها بتوريد شحنات الغاز المسال الأميركي لـ بي بي من محطة كالكاسيو باس على أساس العقود طويلة الأجل الموقّعة بين الجانبين.
وجاء في رسالة بي بي: "إن فشلت الولايات المتحدة في تنفيذ وعدها أن تصبح موردًا موثوقًا بأسعار معقولة للغاز الطبيعي المسال إلى المشترين الأوروبيين، فحينئذ ستعاني الدول الأوروبية، والصناعات، وفي النهاية المستهلكون النهائيون، من استمرار التداعيات السلبية من قيود الإمدادات وعدم استقرار الأسعار".
معركة الغاز المسال الأميركي
اتهمت شركات النفط الكبرى شركة فنتشر غلوبال بـ"سوء السلوك" بسبب احتجاز شحنات الغاز المسال المتفق عليها بموجب عقود توريد طويلة الأجل، وبيعها في السوق الفورية، بحسب ما جاء في مراسلات اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).
وقالت شركة شل، إن الإجراء "الانتهازي" الذي اتخذته فنتشر غلوبال أضعف قدرتها على تلبية احتياجات إمدادات الطاقة التي تشتد الحاجة إليها في أوروبا، مع تمكينها من جني مكاسب غير متوقعة بقيمة 18 مليار دولار بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما كتبت نائبة الرئيس التنفيذي للتجارة والشحن في شركة النفط البريطانية بي بي، كارول هاول: "لقد أدى سلوك فنتشر غلوبال إلى زعزعة الثقة بمصداقية مورّدي الغاز المسال الأميركي في وقت حرج".
وطالبت شركة إديسون الإيطالية فريق العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لأمن الطاقة بـ"استعمال كل صلاحياته" لإجبار شركة فنتشر غلوبال على توريد الشحنات، متهمة الشركة بـ"التربح" على حساب العملاء الأوروبيين.
وردّت شركة فنتشر غلوبال -في بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه-، أن طلب التدخل في إدارة الاتفاقيات الثنائية الملزمة والسرّية بين الكيانات التجارية "أمر مشين"، مشددة على احترام التزاماتها التعاقدية تجاه عملائها على المدى الطويل بما يتوافق تمامًا مع عقودها طويلة الأجل.
رقم قياسي لصادرات الغاز المسال الأميركي
في سياقٍ متصل، زاد منتجو الغاز المسال الأميركي صادراتهم في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 7.92 مليون طن متري، وهو ثاني أعلى مستوى شهري على الإطلاق، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية (LSEG).
وكانت الصادرات قريبة من الرقم القياسي البالغ 8.01 مليون طن متري في أبريل/نيسان 2023، وارتفعت من 7.12 مليون طن متري في سبتمبر/أيلول 2023، عندما أدت صيانة المحطات إلى خفض الإنتاج.
وظلت أوروبا المشتري الرئيس للغاز المسال الأميركي، إذ ارتفعت 8 نقاط مئوية إلى 60% من إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركي الشهر الماضي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وشكّل العملاء في آسيا 20% من الصادرات الأميركية، مقارنةً بـ30% في الشهر السابق، واستحوذت أميركا اللاتينية على 5% من الشحنات، مقارنةً بـ8% في سبتمبر/أيلول.
وكانت الولايات المتحدة أكبر مصدّر للغاز المسال في العالم في النصف الأول من عام 2023، وفقًا لوكالة معلومات الطاقة، متقدمة على قطر وأستراليا.
وتستورد أوروبا المزيد من الغاز الأميركي، بعد أن قطعت روسيا إمدادات خطوط الأنابيب، وتوقفت الدول عن استقبال صادرات موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.
موضوعات متعلقة..
- معركة الغاز المسال الأميركي تشتعل بين 5 شركات كبرى (القصة كاملة)
- تعزيز صادرات الغاز المسال الأميركي بإطلاق المرحلة الأولى من "ريو غراندي"
- تراجع صادرات الغاز المسال الأميركي خلال أسبوع.. وهذه توقعات 2023
اقرأ أيضًا..
- الخفض الطوعي الروسي لإمدادات النفط.. التفاصيل والآثار المترتبة (مقال)
- الطاقة النووية في أوروبا تدعم الخطط المناخية.. و3 دول تقود الطفرة
- سوق تخزين الطاقة الشمسية العالمية تلامس 21 مليار دولار بحلول 2031 (تقرير)
- انهيار أسعار النحاس.. هل يهدد انتشار الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية؟