منجم تالا حمزة يضع الجزائر على أبواب مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي
وزير الطاقة يضع حجر أساس المشروع السبت المقبل
الجزائر: عماد الدين شريف
يدخل منجم تالا حمزة في الجزائر، الهادف إلى استغلال احتياطيات الزنك والرصاص في واد أميزور في ولاية بجاية، مرحلة الاستغلال السبت المقبل 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويشرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، على وضع حجر الأساس للمشروع، بمرافقة بوفد مهم من القيادات التابعة للقطاع، إذ يُعدّ المشروع أحد المشروعات الهيكلية في مجال المناجم بالنظر حجم احتياطاته، لتغطية الاحتياجات الوطنية من مادتي الزنك والرصاص، والتوجه لتصدير حصة من الإنتاج نحو الأسواق الخارجية.
ويحتوى منجم تالا حمزة في الجزائر على أكبر الاحتياطات العالمية من خامي الزنك والرصاص، إذ تُقدَّر مساحته بـ 23.4 هكتار باحتياطيات قابلة للاستغلال تصل إلى 34 مليون طن.
منجم تالا حمزة في الجزائر
كشفت مصادر من وزارة الطاقة في تصريحات إلى منصة الطاقة، أن الانطلاق في مراحل التنفيذ الفعلي والاستغلال للمشروع جاء بعد إتمام جميع الدراسات التقنية والبيئية الضرورية للمضي قدمًا في تنفيذ مثل هذا النوع من المشروعات.
وفي إطار تنفيذ المشروع، أُنشئت شركة مختلطة مع الشريك الأسترالي تيرامين (TERRAMIN) في فبراير/شباط 2006، تحت اسم "واسترن ميديترانيوم زنك" (WMZ)، وعملت وزارة الطاقة والمناجم على إعادة تشكيل المساهمة للشركة المكلفة بالتنفيذ، إذ مُنِح 51% من رأس المال للطرف الجزائري و49% للشريك الأسترالي.
كما تمّ إعداد الدراسات المتعلقة بالخطر في سبتمبر/أيلول 2022، ودراسة الأثر البيئي في يناير/كانون الثاني 2023، تلتها بعد ذلك المراحل الإجرائية على غرار الموافقة بصفتها مؤسسة مصنّفة، وصدور مرسوم يقضي بإلغاء تصنيف 6.6 هكتار من الأراضي الفلاحية لصالح المشروع، تمّت المصادقة عليه، ونشره بالجريدة الرسمية في 2 يوليو/تموز 2023، وصدور مرسوم التصريح بالمنفعة العامة المتعلق باستغلال مكمن الزنك والرصاص، ونشره في الجريدة الرسمية بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2023.
وتؤكد وزارة الطاقة التوجه نحو التدابير الرامية إلى تفعيل التنقيب واستغلال والبحث وتحفيز المؤسسات متخصصة في المجال المنجمي، لزيادة الإيرادات الوطنية.
وكانت الحكومة الجزائرية قد أطلقت في سبتمبر/أيلول 2021 خطة إستراتيجية لقطاع التعدين بصفتها جزءًا من إستراتيجيتها لتنويع الاقتصاد الوطني، إذ يُطَوَّر العديد من المشروعات، ويحتلّ بعضها قائمة الأولوية قصيرة المدى، بمقدّمتها منجم تالا حمزة في الجزائر.
وتنفّذ وزارة الطاقة خطوات عملية لإزالة التحديات أمام عمليات التنقيب عن المعادن والبحث عن شراكات مربحة وتعزيزها مع شركات ذات خبرة في مجال النشاط المنجمي، من أجل رفع مساهمة القطاع بالتنمية الاقتصادية في الجزائر.
وتتجه وزارة الطاقة إلى مراجعة قانون المناجم، ومراجعة الخريطة الوطنية المنجمية، وتشجيع البحث والاستكشاف، تطوير المناجم قيد الاستغلال من خلال إعادة الهيكلة والتنظيم وإعادة انتشار الشركات المنجمية، وذلك من أجل تطوير القطاع وزيادة إسهامه في الناتج الوطني.
كما تركّز الإستراتيجية الوطنية على فتح الاستثمار وتشجيع الشركات الأجنبية في المجال المنجمي والصناعات المعدنية لنقل التكنولوجيا والمعرفة والمهارات، مع الحفاظ على المحتوى الوطني، ونقل الخبرات من خلال التدريب.
منجم واد أميزور
يعدّ منجم تالا حمزة في واد أميزور واحدًا من بين أكبر 10 مناجم في العالم من حيث احتياطيات الزنك والرصاص، إذ تشير الدراسات المنجزة بالشراكة مع شركة "تيرامين" الأسترالية إلى أن احتياطات المنجم تُقدَّر بـ 54 مليون طن، من بينها 34 مليون طن قابلة للاستخراج.
وتتكوّن احتياطيات المنجم من 78% زنك، و22% رصاص، ما يضع الجزائر في المرتبة الثالثة في العالم من حيث احتياطيات الزنك، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتوقع وزارة الطاقة والمناجم أن يبلغ الإنتاج السنوي من منجم تالا حمزة في الجزائر نحو 170 ألف طن من الزنك، و130 ألف طن من الرصاص، وهو ما سيسمح بتقليص فاتورة الاستيراد، من أجل تلبية الاحتياجات الوطنية، وزيادة الإيرادات عبر تصدير فائض الإنتاج.
وقال مستشار وزير الطاقة مسعود حوفاني، في تصريحات سابقة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن تطوير مشروع استغلال منجم واد أميزور سيسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية الاقتصاد في المنطقة، فضلًا على وضع الجزائر في قائمة أكبر الدول المنتجة لخام الزنك.
ويتزايد الطلب على الزنك في ظل مساعي الدول للتوسع بمشروعات تحول الطاقة، إذ إنه يستعمَل في العديد من الصناعات، من بينها الصناعة الميكانيكية، وصناعة البطاريات، ما دفع أسعاره إلى الارتفاع، إذ بلغ سعر طن الزنك 2400 دولارًا، في حين بلغ سعر طن الرصاص 2200 دولارًا.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد وجّه، في منتصف مايو/أيار الماضي، مجلس الوزراء إلى تسريع وتيرة إنجاز مشروع استغلال منجم الزنك والرصاص بواد أميزور، مؤكدًا الأهمية الاقتصادية "البالغة" للمشروع.
وأمر تبون بتقليص كل المدد المتعلقة بالورش التقنية الفرعية لتسريع دخول مشروع منجم تالا حمزة باب الاستثمار، خاصة أنه تجاوز مرحلة التسويات الإدارية.
تُقدَّر تكلفة مشروع تطوير منجم تالا حمزة في الجزائر بنحو 471 مليون دولار، وحُدِّدَت 3 مراحل رئيسة لتنفيذه، هي كالتالي:
- المرحلة الأولى: تشييد المنجم والمصنع خلال مدة من 2 إلى 3 سنوات.
- المرحلة الثانية: الدخول في استغلال المنجم لمدة 19 عامًا.
- المرحلة الثالثة: غلق وإعادة التهيئة للموقع المستغل في مدة 5 سنوات.
ومن المتوقع أن يوفر المشروع 786 فرصة عمل مباشرة، وأكثر من 4 آلاف فرصة عمل غير مباشرة، وتشير توقعات وزارة الطاقة والمناجم إلى أن أرباح المشروع تُقدَّر بنحو 60 مليون دولار سنويًا.
آخر اللمسات بين الوزارة و"تيرامين" الأسترالية
في الإطار نفسه، أكد وزير الطاقة المناجم محمد عرقاب الأهمية الاقتصادية لمشروع منجم الزنك والرصاص لواد أميزور، كونه يندرج في إطار تنمية وتطوير قطاع المناجم.
وأشار الوزير، على هامش لقائه اليوم الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، الرئيس المدير العام للشركة الأسترالية للمناجم "تيرامين Terramin"، فانغ شانغ، إلى الآثار الإيجابية العديدة المُنتظرة من تجسيد هذا المشروع، سواء للاقتصاد الوطني بصفة عامة، أو ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية للمنطقة بصفة خاصة.
وبحسب ما جاء في بيان الوزارة الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه، أكد "عرقاب" أن المشروع يوفر العديد من فرص العمل المحلية، والتكوين، إلى جانب تطوير الصناعة المنجمية التحويلية، وكذلك نقل المعرفة والتكنولوجيا.
وأضاف أنّ ذلك يأتي في إطار البرنامج الذي وضعته الحكومة، طبقًا لتعليمات رئيس الجمهورية، من أجل تطوير الاستثمار المنجمي وتحسين مناخ الاستثمار.
وخلال اللقاء، أعرب فانغ شانغ، عن ارتياحه التام للمستوى المُحرَز بهذا المشروع، مؤكدًا عزم شركة" تيرامين" على جعله نموذجًا مرجعيًا في هذا المجال، من خلال تجسيده وفقًا لدراسة الجدوى الخاصة به، والمعتمدة حسب القواعد المنصوص عليها في المتطلبات المتعلقة بحماية البيئة والسلامة والعمل بصرامة، للحفاظ على المكون البيئي في المنطقة، وكذلك مشاركتها المسؤولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، وخلق مناصب للشغل، بالاعتماد على التكوين المستمر.
يأتي هذا اللقاء في إطار وضع اللمسات الأخيرة للانطلاق الفعلي بمشروع استغلال منجم الزنك والرصاص بتالة حمزة - وادي أميزور، إذ أشاد الجانبان بالنتائج المثمرة للتعاون بين مجمع سونارام وشركة تيرامين في هذا المشروع.
كما بحث الطرفان سُبل تعزيز هذا التعاون، ليشمل مشروعات منجمية أخرى في الجزائر مستقبلًا، بالنظر الى مستوى العلاقات والثقة التي تربط الجانبين.
موضوعات متعلقة..
- خبير: منجم تالا حمزة في الجزائر يغيّر خريطة احتياطيات الزنك عالميًا
- مشروع منجم واد أميزور في الجزائر يقترب من الانطلاق.. واحتياطيات ضخمة
اقرأ أيضًا..
- تكرير النفط يشكل 43% من الطلب على الهيدروجين.. وهذه أكبر 5 مناطق استهلاكًا
- محللون: صفقات النفط والغاز الكبرى قد تعزز الجهود المناخية
- مصر تخطط لتصدير 1.5 مليون طن غاز مسال (خاص)