بعد أكثر من عام من المفاوضات، باتت أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا لعامي 2023 و2024 قريبة من التوصل إلى اتفاق جديد، وذلك حسب تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
إذ تستعد شركتا سوناطراك الجزائرية (Sonatrach) وناتورجي الإسبانية (Naturgy) لوضع اللمسات النهائية على اتفاق بشأن أسعار الغاز، بعد أن تسارعت المحادثات بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة.
وكانت الجزائر قد استعادت مكانتها بوصفها أكبر مصدر للغاز إلى إسبانيا خلال عام 2023، مستفيدة من الحرب الروسية في أوكرانيا، بعد انخفاض إمداداتها إلى مدريد لصالح الولايات المتحدة وروسيا.
وبسبب الأزمة السياسية بين البلدين، التي أدت إلى تجميد معاهدة الصداقة، فإن أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا ليست هي التي كانت مطبقة قبل الأزمة.
مفاوضات أسعار الغاز الجزائري
تسارعت المفاوضات في الأسابيع الأخيرة بين شركتي سوناطراك وناتورجي لتحديد أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا، لبقية العام الحالي (2023) والعام المقبل (2024)، وفق ما نقلته صحيفة "إل إندبندينتي" الإسبانية (El Independiente).
وأضافت الصحيفة أن "فريقي التفاوض من الشركتين يجتمعان بانتظام"، لتحديد تكلفة كل ميغاواط/ساعة من الغاز، الذي ما يزال يواجه تقلبات عالية في الأسواق الدولية.
وخلصت الصحيفة إلى أن "الاجتماع الذي انعقد الأسبوع الماضي بالجزائر العاصمة بين رئيس شركة ناتورجي فرانسيسكو رايناس، والمدير العام الجديد لسوناطراك رشيد حشيشي كان بمثابة نقاش مهم"، لوضع اللمسات النهائية على الأسعار الجديدة للغاز.
وأشارت سوناطراك -في بيان حينها- إلى أنه خلال الاجتماع المذكور، "جرى إضفاء الطابع الرسمي على المحادثات حول عقود شراء الغاز الطبيعي وبيعه على المدى الطويل".
وتابعت: "من خلال هذه العقود، أثبتت سوناطراك دورها المهم في إيصال الإمدادات إلى إسبانيا وأوروبا بوجه عام".
وبالتالي، أعاد الطرفان إلى الطاولة العقود الموقعة منذ أكثر من 20 عامًا، التي تستمر صلاحيتها حتى عام 2032، وتتعلق بحجم سنوي يبلغ نحو 5 مليارات متر مكعب.
ويتضمن العقد -أيضًا- التزامات ثابتة، من خلال شروط "الأخذ أو الدفع"، وتقرير مرحلي يتضمن إعادة التفاوض على الأسعار كل 3 سنوات.
اتفاق بين الشركتين
تأخرت ناتورجي وسوناطراك في التوقيع على المراجعة الجديدة للعقد، بعد أن توصل رئيس ناتورجي فرانسيسكو رايناس إلى اتفاق في نهاية 2022 بشأن تكلفة الغاز الجزائري الذي حصل عليه في تلك السنة، والذي جرى تطبيقه بأثر رجعي.
وبموجب هذا العقد، أبرمت ناتورغي وسوناطراك اتفاقًا بشأن سعر عقد توريد الغاز الطبيعي لسنة 2022، وتوصلتا لإجراء مراجعة سعر الغاز الموافق لعامي 2023 و2024.
وفي بداية العام الجاري (2023)، علق رايناس قائلًا: إن مراجعة أسعار الغاز للأشهر المقبلة لن تكون "سهلة"، لكنه أعرب عن أمله في أن يتمكن من التوصل إلى اتفاق معقول هذا العام أيضًا.
وكانت الشركتان الجزائرية والإسبانية قد وقعتا في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2022 اتفاقية تتعلق بعقود بيع الغاز الطبيعي وشرائه عبر خط أنبوب ميدغاز.
وكشفت مصادر مطلعة -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- عن تفاصيل أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا وفق الاتفاقية الجديدة، إذ سترتفع بنحو 10 يورو (10.7 دولارًا أميركيًا) إضافية عن كل ميغاواط/ساعة.
وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا في 2023
في سياقٍ متصل، كشفت تقارير صحفية -في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023- عن أن إسبانيا تدفع للغاز الجزائري بسعر أعلى بـ3 مرات من السعر المدفوع في عام 2021.
وحاليًا، تبلغ تكلفة واردات مدريد من الجزائر، عبر خط أنابيب الغاز ميدغاز، نحو 650 يورو (696 دولارًا أميركيًا) للطن، وهو السعر نفسه في عام 2022، ولكنه أغلى بـ3 مرات تقريبًا مما كان عليه في عام 2021، بحسب ما نقلته صحيفة "كانال سور" الإسبانية (Canalsur.es).
وهي زيادة في السعر تمثل زيادة كبيرة في الفاتورة التي تجاوزت 3 مليارات يورو (3.21 مليار دولار) في عام 2022، في حين كانت 1.174 مليار في عام 2021، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
(مليون طن= 1.38 مليار متر مكعب)
حتى نهاية أغسطس/آب 2023، بلغت أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا ما يصل إلى 1.8 مليار يورو (1.93 مليار دولار)، مقابل ما يزيد على 2.7 مليون طن (3.73 مليار متر مكعب).
وأرجع التقرير أسباب ارتفاع أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن الأزمة بين المغرب والجزائر، التي أدت -في وقت سابق- إلى عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزوّد مدريد بالغاز الجزائري، مرورًا بالمغرب.
صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا
يُذكر أن صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر خطوط الأنابيب، قد وصلت إلى ذروتها مؤخرًا في ديسمبر/كانون الأول 2022، عند 28.1 مليون متر مكعب يوميًا، قبل أن تتراجع في بداية عام 2023.
وأظهرت البيانات أن الإمدادات تراجعت أكثر في أواخر مارس/آذار، إذ انخفضت إلى 15.9 مليون متر مكعب يوميًا، قبل أن تتعافى لتصل إلى 24.7 مليون متر مكعب في 2 مايو/أيار، وهو أعلى مستوى منذ منتصف فبراير/شباط.
موضوعات متعلقة..
- انخفاض صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا.. ومصر تقود قفزة إمدادات الغاز المسال
- صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا تحقق مستويات قياسية في 2023
- أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا تتضاعف 3 مرات
اقرأ أيضًا..
- هل تؤثر إسرائيل في قرارات شركات النفط العالمية؟ خبراء يجيبون لـ"الطاقة"
- قازاخستان تتوسع في ضخ الغاز الروسي.. واتفاق مرتقب لمحطة نووية
- الهيدروجين الأزرق في سلطنة عمان يترقب انطلاقة قوية بتعاون 4 شركات كبرى
- بعد انهيار أسعار المعادن الأرضية النادرة.. هل تنتعش السيارات الكهربائية؟