- أحجام التصدير الجيدة لوقود الطائرات من الصين ضغطت على نواتج التقطير المتوسطة
- صادرات الصين من وقود الطائرات في سبتمبر بلغت 1.45 مليون طن متري
- القضايا الاقتصادية سيكون لها تأثير أكبر في توقعات الطلب على النفط في الصين
- الحزب الشيوعي الصيني يشعر بقلق متزايد بشأن الاقتصاد وقد يسنّ إجراءات تحفيزية كبيرة
يرجّح المحللون والتجار أن يظل انتعاش الطلب على وقود الطائرات "الكيروسين" بطيئًا في آسيا حتى نهاية عام 2023 تقريبًا، بسبب توافر إمدادات جيدة من الصين، وبعد أن شهدت السوق الآسيوية مدة هدوء في موسم الطلب على السفر الموسمي خارج أوقات الذروة.
وفي ظل تعافي اقتصاد البلاد من تداعيات تفشي فيروس كوفيد-19، فإن التوقعات طويلة المدى لوقود الطائرات تميل إلى التفاؤل، وفقًا لمصادر القطاع، والمعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
خلال الأسبوع الذي يبدأ في 23 أكتوبر/تشرين الأول، انخفض عدد المسافرين لدى شركات الطيران العالمية بمقدار 1.1 مليونًا، أو بنسبة 1%، إلى 108.3 مليونًا، وفقًا لأحدث بيانات منصة البيانات الرائدة لقطاع السفر الجوي العالمي (أوه إيه جي) البريطانية.
الطلب على وقود الطائرات
تأثر الطلب على وقود الطائرات إقليميًا، إذ ارتفع الطلب على الكيروسين من شمال شرق آسيا على خلفية شتاء معتدل بسبب ظاهرة النينيو.
وقالت العديد من مصادر القطاع، إن موسم زيت التدفئة قد يبدأ في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وقال المشاركون في السوق الآسيوية في الأسبوع الذي يبدأ في 23 أكتوبر/تشرين الأول: إن أحجام التصدير الجيدة لوقود الطائرات من الصين ضغطت على نواتج التقطير المتوسطة.
وقال تاجر مقيم في سنغافورة: "المعنويات ضعيفة للغاية، في حين أن صادرات الصين من المنتجين الآخرين (الديزل الأحمر والبنزين) أقل، فإن وقود الطائرات ثابت على ارتفاعه على الأقل حتى أكتوبر/تشرين الأول، ما يضيف بعض الضغوط في السوق".
وقال متداول آخر في السوق: إن حجم الصادرات من الصين، على الأقل حتى أكتوبر/تشرين الأول، يفرض المزيد من الضغوط الهبوطية على السوق.
وأوضح تاجر إقليمي: "في غياب دفعة رابعة من أحجام صادرات الحصص، ستكون أحجام وقود الطائرات في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول أقل من الصين، وحتى ذلك الحين، فإن هذا لن يؤدي إلا إلى تقليص السعة الزائدة في السوق".
ويتوقع المشاركون في السوق انخفاض تدفقات وقود الطائرات من الصين إلى نحو 1.4 مليون طن متري في نوفمبر/تشرين الثاني، بانخفاض 26.3% عن الصادرات المرتقبة في أكتوبر/تشرين الأول، التي تبلغ نحو 1.9 مليون طن متري.
وقالت مصادر في القطاع: إن هذا الانخفاض يأتي مع استعمال ما يقرب من 80% من حصص التصدير الـ3 للصين، مع احتمال عدم كفاية حصص التصدير في الربع الرابع.
من ناحيتها، أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصادرة في 18 أكتوبر/تشرين الأول، أن صادرات الصين من وقود الطائرات/الكيروسين في سبتمبر/أيلول بلغت 1.45 مليون طن متري.
الفارق النقدي لشحنات وقود الطائرات
قيّمت منصة بلاتس الفارق النقدي لشحنات وقود الطائرات/الكيروسين للتحميل من سنغافورة عند أدنى مستوى جديد خلال شهرين قدره 60 سنتًا/برميل، مقارنة بمتوسط تقييم بلاتس لوقود الطائرات/الكيروسين عند الإغلاق الآسيوي في 24 أكتوبر/تشرين الأول.
وأظهرت بيانات وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) انخفاضًا بمقدار 6 سنتات للبرميل عن اليوم السابق.
خلال مدة شهر حتى الآن، بلغ متوسط الفارق النقدي زائدًا 94 سنتًا للبرميل، بانخفاض عن متوسط زائد 2.26 دولارًا للبرميل في سبتمبر/أيلول، وزائد 1.67 دولارًا للبرميل في المتوسط في أغسطس/آب.
وأظهرت بيانات إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس أن الفارق النقدي المقدّر كان أقل آخر مرة عند زائد 32 سنتًا للبرميل في 4 أغسطس/آب.
نظرة متفائلة
على المدى الطويل، قالت مصادر الصناعة إن التوقعات لسوق وقود الطائرات/الكيروسين الآسيوي ما تزال إيجابية مع استمرار أنماط السفر بالطائرات في العودة إلى طبيعتها حتى عام 2024.
وأشار تقرير توقعات إس آند بي غلوبال، الصادر في 24 أكتوبر/تشرين الأول، إلى أن الطلب على النفط في الصين قد تعافى إلى مستويات ما قبل تفشي فيروس كورونا بحلول أغسطس/آب، مع وصول الطلب على وقود الطائرات "الكيروسين"، وهو المنتج الأخير الذي يتعافى، إلى نحو مليون برميل يوميًا خلال الشهر.
في تقرير التوقعات الصادر بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول، قالت كبيرة محللي الأبحاث لدى وكالة إس آند بي غلوبال، غريس لي: "على الرغم من أنه ما يزال هناك مجال لنمو السفر الدولي من مستويات ما قبل الوباء".
وأوضحت أن "إجمالي معدل حركة السفر بالطائرات، بما في ذلك المحلية والدولية، عاد إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل فيروس كورونا".
وأشارت إلى أن "الرحلات الجوية الدولية ستستغرق بعض الوقت للتعافي بسبب القيود في جانب العرض، بما في ذلك توافر تلك الرحلات وقضايا أخرى مثل ضعف اليوان، وقد يأتي المزيد من النمو على حساب بعض الاعتدال في السفر الداخلي.
وأضافت لي: "الآن نعتقد أن القضايا الاقتصادية، علاوة على الموسمية والسياسية، سيكون لها تأثير أكبر في توقعات الطلب على النفط في الصين".
وأفصح المشاركون في السوق عن مواقف مماثلة، إذ أعرب البعض عن أملهم في أن تؤدي التحسينات الإضافية في قطاع الطيران الصيني إلى إعطاء دفعة شاملة للمنطقة، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وقال أحد المشاركين في السوق في 25 أكتوبر/تشرين الأول: "بالنسبة إلى العام المقبل، الصورة العامة هي أن الصين ستصدّر كميات أقل... وهذا ما لدينا في سجلاتنا حاليًا، لذلك هناك وجهة نظر مفادها بأنه سيكون هناك دعم أكبر من هذا العام".
وقال أحد التجار: "ربما ما تزال الصين تواجه بعض الظروف الصعبة، لأن وضعها الاقتصادي ليس جيدًا للغاية، لكن على الأقل بمجرد أن يستقر اقتصادها فستكون هناك فرصة أكبر لتشديد الطلب"، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف أنه في حين أن قطاع الطيران في آسيا كان متخلفًا عن أوروبا من حيث التعافي، فمن الممكن أن تقطع المنطقة خطوات كبيرة نحو سد الفجوة في عام 2024.
استقرار الاقتصاد الصيني
قال الشريك الإداري لدى شركة إدارة الأصول إس بي آي، ستيفن إينيس: "إن استقرار الاقتصاد الصيني يخضع لمراقبة دقيقة، إذ أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، زيارة غير مسبوقة للبنك المركزي في البلاد".
وأضاف إينيس: "إن زيارة شي لبنك الشعب الصيني كانت علامة على أن الحزب الشيوعي الصيني يشعر بقلق متزايد بشأن الاقتصاد وقد يسن إجراءات تحفيزية كبيرة".
وأردف: "كان هذا مهمًا بصورة خاصة بعد الأخبار التي تفيد بأن بكين تخطط للموافقة على إنفاق ما يقرب من تريليون يوان (136.77 مليار دولار) في إصدار ديون سيادية إضافية، مع تخصيص العائدات لمختلف مشروعات البنية التحتية".
اقرأ أيضًا..
- المقاطعة النفطية عام 1973.. رسالة حاسمة من السعودية.. ودولتان ترفضان المشاركة
- نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز الجزائري يوفر 10% من احتياجات أوروبا
- قطاع النفط والغاز في فنزويلا.. هل ينتعش بعد تخفيف العقوبات الأميركية؟ (مقال)