استهلاك الغاز الطبيعي في الصين يستمر بقوة حتى 2050.. وتوسعات بخطوط الأنابيب
وحدة أبحاث الطاقة- رجب عز الدين
- توليد الكهرباء من الغاز في الصين سيتضاعف إلى 0.8 بيتاواط بحلول 2040
- الصين تنتج 60% من احتياجات الغاز، وتستورد 40% من الأنابيب والمسال
- خطة لتوسعة خطوط أنابيب الغاز من 120 ألفًا إلى 200 ألف كيلو متر بحلول 2040
- الفحم أكبر مصادر الطاقة استهلاكًا في الصين بنسبة 56% حتى عام 2022
- التضحية بالفحم لصالح الطاقة المتجددة و النووية والغاز الطبيعي
- خطة لمضاعفة سعة الطاقة النووية من 57 إلى 150 غيغاواط بحلول 2050
تتجه الأنظار إلى استهلاك الغاز الطبيعي في الصين ودوره المستقبلي في خطط انتقال الطاقة لأحد أكبر مستهلكي الوقود الأحفوري في العالم.
وتوقّع تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- زيادة اعتماد الصين على الغاز الطبيعي في مزيج الكهرباء الوطني حتى عام 2050، بالتزامن مع التضحية شبه الكاملة بالفحم.
ورجّح التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للغاز زيادة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي في الصين من 0.3 بيتاواط/ساعة عام 2022 إلى 0.6 بيتاواط/ساعة عام 2030.
كما يتوقع زيادة التوليد بالغاز إلى 0.8 بيتاواط/ساعة عام 2040، تظل مستقرة عندها حتى عام 2050، بحسب التحليل المستند إلى نمذجة شركة أبحاث الطاقة النرويجية "ريستاد إنرجي".
خطة للتوسع في خطوط الأنابيب 2040
تتعرض مصادر الوقود الأحفوري لهجوم حادّ منذ سنوات، لتسبّبها في تلويث المناخ عبر سلاسل إنتاجها وتوريدها واستهلاكها بصورة مباشرة وغير مباشرة، إلّا أن الغاز الطبيعي ما زال أقلّها تعرضَا للهجوم، لكونها الأقل تلويثًا مقارنة بالفحم والنفط.
كما يحظى الغاز الطبيعي بثقة بعض خبراء الطاقة والبيئة لأداء دور انتقالي حيوي في مسارات انتقال الطاقة، خاصة في البلدان كثيفة الاعتماد على الوقود الأحفوري، بحسب الجدالات العلمية والسياسية المستمرة التي تتابعها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
وتستعد الصين لتوسعة شبكة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي بين 170 ألف كيلو متر و200 ألف كيلو متر بحلول عام 2040، مقارنة بطولها الحالي الذي يبلغ 120 ألف كيلو متر حتى يونيو/حزيران 2023.
وتخالف خطط الصين للتوسع في خطوط أنابيب الغاز، اتجاهات دول أوروبا وأميركا لتقليص الاعتماد على الغاز والاستفادة من خطوطه في نقل الهيدروجين، إضافة إلى التخطيط لبناء شبكة أنابيب ضخمة لنقل الهيدروجين خلال العقدين المقبلين.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- حركة واردات الصين من الغاز الطبيعي والمسال حتى أول 9 أشهر من عام 2023:
وتستورد الصين الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا وتركمانستان بصورة أساسية، وتخطط لزيادة هذه الواردات لتتجاوز مشترياتها من الغاز المسال خلال العقدين المقبلين، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبلغ استهلاك الغاز الطبيعي في الصين 367 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، أنتجت منه 60% محليًا، و استوردت 40%، أو ما يعادل 146 مليار متر مكعب.
خريطة استهلاك الطاقة في الصين 2022
استحوذ استهلاك الغاز الطبيعي في الصين على 8% من إجمالي استهلاك الطاقة الوطني البالغ 45.4 بيتاواط/ساعة في عام 2022.
بينما استحوذ الفحم على 56%، يليه النفط بنسبة 18%، ثم مصادر الوقود غير الأحفوري بنسبة 17.5%، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من التقرير.
وتتجه خطط تحول الطاقة في الصين لتعزيز الاعتماد على الغاز جنبًا إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة و النووية، بينما سيجري التخلص من الفحم بصورة تدريجية واضحة حتى عام 2050.
الفحم في مزيج الطاقة الصيني
يتوقع تقرير الاتحاد الدولي للغاز وصول انبعاثات الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة في الصين إلى ذرتها بحلول عام 2030، إذ سيظل استهلاك الفحم على ما هو عليه في عام 2022، كما سيزيد استهلاك الغاز.
وبلغ حجم توليد الكهرباء بالفحم 5.1 بيتاواط/ساعة عام 2022، سيظل مستقرًا عندها حتى عام 2030، ثم يهبط بشدة إلى 2 بيتاواط/ساعة بحلول عام 2040، لينزوي بعدها إلى 0.7 بيتاواط/ساعة بحلول عام 2050.
وتلتزم الصين بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، بينما تلتزم الهند بالوصول في عام 2070، خلافًا لأغلب دول العالم التي تعهدت بالوصول بحلول عام 2050، لاسيما أوروبا وأميركا، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة.
خطة زيادة الطاقة المتجددة والنووية
بلغ توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الصين 2.3 بيتاواط/ساعة في عام 2022، من المتوقع أن يقفز إلى 5.8 بيتاواط/ساعة بحلول عام 2030.
كما سيقفز التوليد من مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية) إلى 10 بيتاواط/ساعة بحلول عام 2040، يزيد بعد ذلك إلى 12.2 بيتاواط/ساعة بحلول عام 2050.
ويمتد النمو إلى الطاقة النووية التي بلغ إنتاجها من الكهرباء 0.4 بيتاواط/ساعة في عام 2022، يُتوقع زيادتها إلى 1 بيتاواط/ساعة بحلول 2030، ثم إلى 1.3 بيتاواط/ساعة بحلول عام 2040، لتنتهي إلى 1.6 بيتاواط بحلول 2050.
وتأتي هذه التوقعات في إطار خطط اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح -أكبر كيان حكومي مسؤول عن التخطيط الاقتصادي في الصين- لتعزيز استهلاك الغاز الطبيعي في الصين وزيادة سعة الطاقة النووية، إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة ذات التركيز الأكبر.
ومن المخطط زيادة سعة الطاقة النووية من 57 غيغاواط عام 2023، إلى 70 غيغاواط بحلول عام 2025، ثم مضاعفتها إلى 150 غيغاواط بحلول عام 2050، بحسب البيانات الواردة في تقرير الاتحاد الدولي للغاز.
موضوعات متعلقة..
- واردات الصين من الغاز المسال قد تتجاوز 120 مليون طن سنويًا بحلول 2035 (تقرير)
- واردات الصين من الغاز تنخفض في سبتمبر.. ما موقف النفط؟
- استهلاك الغاز الطبيعي في الصين يرتفع 237% خلال 12 عامًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي يرد على وكالة الطاقة: "الهيدروكربونات موجودة لتبقى"
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعاتها للطاقة المتجددة.. وهجوم جديد على النفط والغاز
- أزمة وقود الطائرات في باكستان تشلّ المطارات.. وأسعار الغاز تقفز 193%