رئيسيةالتقاريرتقارير الغازغاز

صادرات الغاز المسال العماني تترقب طفرة.. وصفقات مميزة في 2023

دينا قدري

تشهد صادرات الغاز المسال العماني تطورًا ملحوظًا منذ بداية عام 2023، في ظل توقيع العديد من الاتفاقيات لتأمين إمدادات مستقرة وموثوقة.

وخلصت دراسة رئيسة بتكليف من شركة أوكيو لشبكات الغاز (OQGN) -المشغل لشبكة نقل الغاز الطبيعي في البلاد- إلى أنه من المتوقع أن يظل الطلب على الغاز في سلطنة عمان مستقرًا على مدى السنوات الـ20 المقبلة، نظرًا إلى زيادة صادرات البلاد من الغاز المسال.

يُذكر أن صادرات الغاز المسال العماني ارتفعت بنسبة 6.9%، خلال الربع الأول من عام 2023، لتسجل 3.1 مليون طن مقارنةً بـ2.9 مليون طن خلال الربع نفسه من 2022، لتصبح ثاني أكبر دولة عربية مصدرة للغاز المسال بعد قطر.

وتعزّز التوقعات المتفائلة للطلب على الغاز مكانة أوكيو لشبكات الغاز بوصفها الناقل الوحيد للغاز على مدى العقدين المقبلين، على الرغم من الديناميكيات المتغيرة في مشهد الطاقة على مستوى العالم، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

نمو الطلب على الغاز في عمان

أجرت شركة غاز ستراتيجيز (Gas Strategies) الدراسة، وهي شركة استشارية تجارية عالمية للغاز والغاز المسال مقرها المملكة المتحدة، وهي بمثابة جزء من مراجعة السوق لصناعة الغاز الطبيعي وشبكة نقل الغاز في سلطنة عمان.

تلخيصًا للاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة، ذكرت شركة أوكيو لشبكات الغاز أن شركة "غاز ستراتيجيز" الاستشارية تتوقع أن يظل الطلب على الغاز في سلطنة عمان مستقرًا على مدار الـ20 عامًا المقبلة، "مع كون إمدادات الغاز لصادرات الغاز المسال مصدرًا أساسيًا مهمًا للطلب".

وأشارت الدراسة إلى أن تنويع الطلب على الغاز عبر القطاعات وجغرافيًا في جميع أنحاء البلاد، يوفر المرونة لإجمالي الطلب على الغاز، ما يمكن من استعمال الشبكة على أساس إقليمي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "عمان أوبزرفر" (Oman Observer).

وعلى وجه الخصوص، تطرقت الشركة الاستشارية إلى إمكان إضافة خط إنتاج رابع للغاز المسال إلى مجمع إسالة الغاز المكون من 3 خطوط، التابع للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال (Oman LNG) بقلهات، في ضوء النمو المستمر للطلب على الغاز المسال في الأسواق العالمية الرئيسة.

وقد استحوذت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، بوصفها أكبر مستهلك للغاز الطبيعي، على حصة كبيرة تبلغ 44% من 39.4 مليار متر مكعب نُقلت بوساطة شركة أوكيو لشبكات الغاز في عام 2022.

ونظرًا إلى سجلها الحافل في تأمين الأسواق العالمية لإنتاج الغاز المسال، إلى جانب المزيد من الاستثمارات الأخيرة لإزالة العوائق وتعزيز القدرات، تميل الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بقوة إلى تأمين تمديد إضافي لترخيص التشغيل الخاص بها إلى ما بعد عام 2024 عندما تنتهي صلاحية الترخيص الحالي.

وبموجب أوراق الشروط الملزمة الجديدة التي وقعتها الشركة منذ بداية العام الجاري (2023)، جرى بالفعل الالتزام بجزء كبير من طاقتها المستقبلية للغاز المسال، للتسليم بدءًا من عامي 2025 و2026، لمجموعة من المتعهدين الدوليين على المدى الطويل.

زيادة قدرات الغاز المسال العماني

ونظرًا إلى الموقع القوي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، إلى جانب التوقعات المتفائلة للطلب العالمي المزدهر على الغاز المسال في المستقبل المنظور، فقد أكدت "غاز ستراتيجيز" إمكان زيادة قدرات الغاز المسال العماني.

وقالت أوكيو لشبكات الغاز، نقلًا عن الشركة الاستشارية: "هناك قدرة على توسيع المحطة بخط إسالة إضافي".

وأضافت: "بافتراض أنه جرى اتخاذ قرار استثمار نهائي إيجابي بشأن خط رابع في وقت تجديد اتفاقيات التشغيل، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى بدء إنتاج الخط الجديد في عام 2029 على أقرب تقدير".

وتتمثّل وجهة نظر "غاز ستراتيجيز" في أنه من المتوقع أن ينمو الطلب الآسيوي على الغاز المسال بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.4% بين عامي 2023 و2043، ما يوفر دعمًا قويًا لزيادة إنتاج الغاز المسال العماني.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال العماني خلال عام 2022:

صادرات الغاز المسال العماني

 

ومع ذلك، يجب موازنة ذلك مع الاستقرار العام للطلب العالمي على الغاز المسال (الذي تتوقع شركة غاز ستراتيجيز حدوثه في أواخر ثلاثينيات القرن الحالي) والمنافسة من محطات الإسالة القطرية والأميركية الجديدة.

ونتيجة لذلك، أدرجت "غاز ستراتيجيز" التوسع في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في سيناريو الطلب المرتفع فقط، إذ تدعم طلبًا إضافيًا قدره 5.8 مليار متر مكعب سنويًا على الغاز، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتشمل الفرص الأخرى لإنتاج الغاز المسال مشروعات صغيرة لتزويد السفن بالغاز المسال، مثل مشروع محطة مرسى للغاز المسال التابعة لشركة توتال إنرجي، بقدرة 1.15 مليون طن سنويًا، الذي ينتظر قرار الاستثمار النهائي.

اتفاقيات تصدير الغاز المسال العماني

شهدت صادرات الغاز المسال العماني دفعة قوية، بعد أن وقعت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال -في 30 أغسطس/آب 2023- اتفاقيات شروط ملزمة مع شركة شل الدولية للتجارة في الشرق الأوسط وأوكيو للمتاجرة، لتوريد أكثر من 1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال.

ووُقعت الاتفاقية الأولى لمدة 4 سنوات، وبموجبها تلتزم الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بتوريد 0.75 مليون طن سنويًا من الغاز المسال إلى شركة أوكيو للمتاجرة، ومن المقرر أن يبدأ العقد في عام 2026.

وبموجب الاتفاقية الثانية، ستزوّد الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال شركة شل الدولية للتجارة في الشرق الأوسط بـ0.8 مليون طن سنويًا من الغاز المسال بدءًا من عام 2025، وتبلغ مدة العقد 10 سنوات، بحسب ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).

وتشكّل كلتا الاتفاقيتين خطوات مهمة في تاريخ الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وعلامة فارقة، إذ تمثلان الانتهاء من تسليم 10.4 مليون طن سنويًا وإجمالي 80 مليون طن سنويًا على مدى 10 سنوات، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية، مضيفة أن ذلك يحقق إنجازًا عمانيًا.

صادرات الغاز المسال العماني تشهد عدة اتفاقيات
جانب من مراسم توقيع اتفاقيات الغاز المسال العماني - الصورة من وزارة الطاقة العمانية (30 أغسطس 2023)

وقبل ذلك، وقّعت شل والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال على ورقة شروط لشراء 0.8 مليون طن سنويًا أخرى من الغاز المسال العماني في يناير/كانون الثاني 2023.

ومع الصفقة الجديدة، أصبحت شل أكبر مشترٍ من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بعد عام 2024.

ومنذ بداية عام 2023، وقّعت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال العديد من اتفاقيات توريد الغاز المسال، بما في ذلك الاتفاقيات مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، وشركة بي تي تي التايلاندية للغاز المسال، وشركة بوتاش التركية لأنابيب النفط، والشركة الصينية الدولية المتحدة للنفط والكيماويات (يونيبيك).

وقد أبرمت أحدث صفقة لها مع شركة سيفي الألمانية (German Securing Energy for Europe)، التي تغطي توريد 0.4 مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال بدءًا من عام 2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق