يتراءى حلم أول محطة نووية في كينيا في الأفق، بعدما وضعت الدولة الواقعة في شرق أفريقيا موعدًا نهائيًا لإجراء العطاءات والإنشاءات.
وفي تطوّر طال انتظاره، أعلنت كينيا أن عمليات بناء المحطة النووية الأولى ستنطلق في عام 2027، على أن يبدأ التشغيل بعد 10 سنوات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك بعدما حصلت نيروبي على الضوء الأخضر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2021، للمضي قدمًا في إرساء قواعد أول محطة نووية في كينيا.
وأكد فريق دولي من خبراء الوكالة إحراز كينيا تقدمًا في تنفيذ توصيات مهمة مراجعة البنية الأساسية النووية في 2015، كما قدّموا فرصة لتبادل المعلومات حول التقدم وتوضيح المسائل العالقة، بحسب الموقع الرسمي للوكالة.
تفاصيل أول محطة نووية في كينيا
تسعى كينيا لتلبية احتياجات الكهرباء لسكانها البالغ عددهم 54 مليون نسمة، من منطلق الحيلولة دون تكرار أزمة انقطاع الكهرباء ولتنويع مصادر التوليد لتحقيق أمن الطاقة.
وفي هذا الصدد، برزت أول محطة نووية في كينيا في سماء مزيج الكهرباء الذي تهيمن عليه الطاقة الحرارية الأرضية التي شكّلت في شهر مايو/أيار المنصرم 2023 نسبة 45.21% من إجمالي الكهرباء المولدة، يليها الطاقة الكهرومائية بنسبة 21.05%، ثم طاقة الرياح بنسبة 16.08%، والطاقة الشمسية بنسبة 3.92%.
وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة والكهرباء النووية الكينية يوستوس وابويابو، إنهم طوروا خططًا لإقامة عطاءات بمشاركة عالمية لبناء المحطة النووية الأولى في مدينتي كيليفي وكوالي، بحسب تقرير نشرته صحيفة "بيزنس ديلي أفريكا" (businessdailyafrica).
وبحسب المسؤول، تستوفي كيفيلي وكوالي معظم الشروط، لكن قبل اختيار الموقع النهائي يلزم إجراء دراسة علمية تفصيلية مثل المسوح الزلزالية، كما تشترط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يقول وابويابو، إن العطاءات ستجري بين عامي 2026 و2027، على أن تبدأ مرحلة الإنشاءات في 2027، والتي ستستمر بين 6 و10 سنوات.
وبحسب المسؤول، من المتوقع أن تدخل أول محطة نووية في كينيا حيز التشغيل بين عامي 2034 و2035.
من المتوقع أن تصل القدرة التشغيلية للمحطة إلى 1000 ميغاواط، وفي حالة نجاحها ستكون عاملًا رئيسًا بتعزيز إمدادات الكهرباء اللازمة للاقتصاد، والمساعدة في خفض الاعتماد على محطات توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الملوثة.
عقبات تبحث عن حلول
بينما تقترب أول محطة نووية في كينيا من أن تصبح حقيقة واقعة، كانت المساعي جارية منذ عام 1965، عندما انضمت البلاد للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ثم كان الإعلان في 2010 عن دراسة إنشاء أول محطة نووية، وزارت بعثة مراجعة البنية الأساسية النووية التابعة للوكالة الدولية البلاد في 2015، وفي 2019 حُوِّلَ مجلس الكهرباء النووية إلى وكالة الطاقة والكهرباء النووية.
كما أقرّت قانون التنظيم النووي عام 2019، الذي أسس هيئة التنظيم النووي، وتركز البلاد حاليًا على تطوير القوى العاملة بالمجال النووي وإيفادهم للتعلم في الخارج.
في المقابل، يتطلب لإنشاء محطة الطاقة النووية مبلغًا باهظًا، وبالرغم من أنه لن يحدد إلّا بعد إجراء دراسات الجدوى النهائية، فمن المتوقع أن تتراوح التكلفة بين 500 و600 مليار شيلينغ كيني (3.4-4 مليار دولار أميركي).
(الشيلينغ الكيني = 0.0069 دولارًا أميركيًأ).
كما يتطلب الأمر تطوير شبكة نقل الكهرباء الحالية لتوفير إمدادات موثوقة لتشغيل المحطة النووية.
وكشفت دراسة مشتركة أجرتها وكالة الطاقة والكهرباء النووية أن الشبكة الحالية تتطلب تعزيزات كبيرة لتلبية احتياجات السلامة في المحطات النووية.
وبحسب الدراسة، فشبكة الكهرباء غير كافية لدعم أول محطة نووية، ويستلزم تطوير قدراتها لتناسب الربط بالمحطة النووية، كما أن كبر حجم المحطة يفرض تحديات، من بينها ضعف الإمدادات اللازمة لتشغيل المحطة بكامل قدراتها.
ولذلك، فعمليات التطوير تستهدف توفير قدرات توليد كهرباء احتياطية لضمان استقرار الإمدادات.
موضوعات متعلقة..
- موطن أول محطة طاقة نووية في العالم يستضيف منتدى دوليًا
- الطاقة النووية في أفريقيا ضرورية لتلبية طموحات توليد الكهرباء
- خطط الطاقة النووية في أفريقيا عصا سحرية لسد عجز الكهرباء.. كينيا وأوغندا نموذجًا
اقرأ أيضًا..
- أكبر 6 منصات نفطية في العالم من حيث الإنتاج.. أميركا بالمقدمة (إنفوغرافيك)
- أنس الحجي: السيارات الكهربائية لم تخفض استهلاك البنزين.. والشركات تفلس لهذه الأسباب
- رحلة مزيج الطاقة في مصر منذ الثمانينيات حتى 2022 (رسم بياني)
