أكبر حقل نفط في بحر الشمال يحصل على الضوء الأخضر من بريطانيا
دينا قدري
وافقت بريطانيا على بدء تطوير أكبر حقل نفط في بحر الشمال؛ ما أثار انتقادات عنيفة من قبل حماة البيئة وأنصار التخلص من الوقود الأحفوري.
ومنحت الهيئة الانتقالية لبحر الشمال، اليوم الأربعاء (27 سبتمبر/أيلول 2023)، موافقة التطوير والإنتاج لحقل روزبانك لصالح المالكين، مع أخذ الانبعاثات في الحسبان فيما يتعلق بأهداف الحياد الكربوني في بريطانيا، وفق ما جاء في بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
من جانبها، أكدت شركة الطاقة النرويجية إكوينور (Equinor) وشركة إيثاكا إنرجي (Ethaca Energy) البريطانية، أنهما اتخذتا قرار الاستثمار النهائي للتقدم في المرحلة الأولى من تطوير حقل روزبانك، باستثمارات بلغت نحو 3.8 مليار دولار أميركي.
ومن المتوقع أن ترتفع الاستثمارات إلى نحو 9.8 مليار دولار على مدى عمر أكبر حقل نفط في بحر الشمال حتى عام 2051، بما في ذلك العمليات وإيقاف التشغيل، مع ذهاب الجزء الأكبر إلى الشركات البريطانية.
تُعدّ إكوينور هي مشغّل الحقل، إذ تستحوذ على حصة 80%، بينما تمتلك إيثاكا إنرجي نسبة الـ20% المتبقية.
تفاصيل أكبر حقل نفط في بحر الشمال
يقع حقل روزبانك النفطي على بعد نحو 130 كيلومترًا شمال غرب جزر شيتلاند، وعلى عمق 1100 متر تقريبًا من المياه، وفق ما أوضحته شركة إكوينور في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة.
ويُقدَّر إجمالي الموارد القابلة للاستخراج بنحو 300 مليون برميل من النفط، وتستهدف المرحلة الأولى ما يُقدَّر بنحو 245 مليون برميل من النفط.
وسينتج حقل روزبانك ما يزيد عن 21 مليون قدم مكعّبة من الغاز الطبيعي يوميًا، أي ما يعادل الاستهلاك اليومي لمدينة أبردين.
وسيُطور أكبر حقل نفط في بحر الشمال من خلال ربط الآبار تحت سطح البحر بسفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة المعاد نشرها، مع التخطيط لبدء التشغيل بين عامي 2026 و2027.
وسيُنقل النفط إلى المصافي بوساطة ناقلات، في حين سيُصدَّر الغاز عبر نظام خط أنابيب غرب شيتلاند إلى إسكتلندا.
وأكدت إكوينور أن حقل النفط والغاز في روزبانك يُطَوَّر وفقًا لاتفاقية انتقال بحر الشمال، مشيرة إلى أنه يجب تلبية الطلب المتبقي على النفط والغاز بأقلّ قدر ممكن من الانبعاثات، على الرغم من استمرار انخفاض الحاجة إلى النفط والغاز مع مرور الوقت.
دور أكبر حقل نفط في بحر الشمال
قال نائب الرئيس التنفيذي للمشروعات والحفر والمشتريات في إكوينور، غير تونغيسفيك: "إن تطوير حقل روزبانك سيسمح لنا بتنمية مكانتنا بوصفنا شريك طاقة واسعًا للمملكة المتحدة، مع تحسين محفظتنا من النفط والغاز، وزيادة إمدادات الطاقة في أوروبا".
وأكد أن "روزبانك يوفر فرصة لتطوير حقل داخل الجرف القاري في المملكة المتحدة، وسيجلب فوائد كبيرة لإسكتلندا والمملكة المتحدة على نطاق أوسع".
من جانبه، أعرب نائب الرئيس التنفيذي للاستكشاف والإنتاج الدولي فيليب ماتيو عن سعادته بالمضي قدمًا بتطوير أكبر حقل نفط في بحر الشمال، جنبًا إلى جنب مع إيثاكا إنرجي.
وقال ماتيو: "يعمل هذا التطوير على تعزيز أعمالنا الدولية، ونحن نتطلع إلى التعاون الوثيق مع شركائنا ومورّدينا لتطوير وتشغيل روزبانك بأقلّ قدر ممكن من البصمة الكربونية، مع تحقيق أقصى قيمة للمجتمع في شكل الاستثمارات والوظائف المحلية وأمن الطاقة في المملكة المتحدة".
كما قال نائب الرئيس الأول لأعمال التنقيب والإنتاج بشركة إكوينور في المملكة المتحدة: "نحن نعلم أن العالم يحتاج إلى التحول إلى أنظمة طاقة جديدة وأكثر نظافة، واستثماراتنا الواسعة بمجال الطاقة في المملكة المتحدة تدعم ذلك".
وتابع: "بينما نفعل ذلك، ستكون هناك حاجة مستمرة للنفط والغاز، الذي يلبي حاليًا 76% من احتياجات المملكة المتحدة من الطاقة".
وشدد على أن قرار المضي قدمًا بتطوير أكبر حقل نفط في بحر الشمال هو نتيجة العمل والتعاون لضمان أن هذا التطوير قادر على المساعدة في تلبية هذه الحاجة المستمرة، بأقلّ قدر ممكن من البصمة الكربونية.
خفض انبعاثات مشروعات النفط والغاز
يأتي إعلان إطلاق أكبر حقل نفط في بحر الشمال بعد أن قام رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بتخفيف الخطط المؤقتة لهدف الحكومة المتمثل في الحياد الكربوني لعام 2050، وهي خطوة قال النقّاد، إنها قد تشجع أيضًا الدول الأخرى على كبح طموحاتها المناخية.
كما قدّم سوناك دعمًا كبيرًا لبحر الشمال في يوليو/تموز المنصرم، قائلًا، إن بريطانيا بحاجة إلى وقود أحفوري محلي جديد لتحسين أمن الطاقة، وإن النفط والغاز سيظلان موجودين في مزيج الطاقة في البلاد حتى بحلول عام 2050.
وقالت وزيرة أمن الطاقة البريطانية كلير كوتينيو، إن روزبانك سيكون أقلّ كثافة في الانبعاثات من مشروعات النفط والغاز القديمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وأضافت: "سنواصل دعم صناعة النفط والغاز في المملكة المتحدة لدعم أمن الطاقة لدينا، وتنمية اقتصادنا، ومساعدتنا في التحول إلى طاقة أرخص وأنظف".
ويُعدّ حجر الزاوية في خطة جعل روزبانك أقلّ كثافة في الانبعاثات، هو كهربة عملية الاستخراج؛ إذ قالت شركة إكوينور، إن أقرب وقت لكهربة الحقل هو عام 2030.
انتقادات عنيفة من المعارضين
في سياقٍ متصل، حثّ الناشطون في مجال البيئة الحكومة على وقف تطوير أكبر حقل نفط في بحر الشمال، قائلين، إنه يتعارض مع خطة الاقتصاد المحايد للكربون.
وقالت النائبة عن حزب الخضر كارولين لوكاس، إن إعطاء الضوء الأخضر لهذا الحقل النفطي الجديد الضخم يتنافى مع الأخلاق، مشددة على ضرورة محاسبة هذه الحكومة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأوضح حزب العمال المعارض الرئيس، الذي يريد التركيز على الطاقة النظيفة، أنه سيحترم أيّ تراخيص ممنوحة قبل الانتخابات المقبلة، بما في ذلك حقل روزبانك.
وأكدت مؤسسة "أبليفت" (Uplift)، المجموعة الناشطة في مجال الحملات التي تستهدف وقف اعتماد المملكة المتحدة على الوقود الأحفوري، أن بريطانيا ستواجه صعوبات في الاستفادة من روزبانك، إذ سيُعالج معظم النفط في الخارج.
وقالت تيسا خان من "أبليفت": "من خلال الموافقة على روزبانك، أكد ريشي سوناك أنه لا يهتم كثيرًا بتغير المناخ".
موضوعات متعلقة..
- حقل نفط جديد في بحر الشمال يثير انتقادات نشطاء المناخ
- إكوينور تعتزم بيع حصة من أقدم حقل نفطي في بحر الشمال
- بعد تراجع شل عن تطوير حقل كامبو.. هل ينتهي عصر النفط في بحر الشمال؟
اقرأ أيضًا..
- مصر تبدأ التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأحمر لأول مرة.. قريبًا
- تركيا توقع صفقة لتصدير 4 ملايين متر مكعب غاز يوميًا إلى رومانيا
- التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. أبرز التقنيات والقطاعات المستفيدة (تقرير)
- أنس الحجي: السيارات الكهربائية لم تخفض استهلاك البنزين.. والشركات تفلس لهذه الأسباب