صادرات الفحم الأميركي تسجل مستويات قياسية.. مصر والمغرب ضمن كبار المستوردين

صعدت إلى أعلى مستوياتها منذ 5 سنوات

دينا قدري

2023-09-26

0 959

مستوى قياسي لصادرات الفحم الأميركي — عمليات تعدين الفحم - الصورة من منصة "ماينينغ"

سجلت صادرات الفحم الأميركي مستوى قياسيًا خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023، في تناقض واضح مع خفض الاستهلاك المحلي.

فقد ارتفعت الصادرات الأميركية من الفحم الحراري بنسبة 20% على أساس سنوي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018، بفضل الطلب القوي من المستهلكين الرؤساء، بما في ذلك الصين والهند وكوريا الجنوبية.

وبلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة من الفحم المستعمل لتوليد الكهرباء 22.5 مليون طن حتى أغسطس/آب 2023، ارتفاعًا من 18.3 مليونًا في المدّة نفسها من عام 2022، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

من حيث النسبة المئوية، كانت الزيادة في صادرات الفحم الأميركي هي الأكبر بين جميع المصدّرين الأساسيين، متجاوزة حتى التوسع بنسبة 15.7% الذي شهدته إندونيسيا، أكبر مصدّر للفحم.

صادرات الفحم الحراري الأميركي

استحوذت آسيا على 48% من إجمالي صادرات الفحم الأميركي، أو نحو 10.6 مليون طن، منها 7 ملايين طن ذهبت إلى الهند، و1.3 مليون طن إلى اليابان، و1.1 مليون طن إلى الصين، و600 ألف طن إلى كوريا الجنوبية.

وذهبت 26.6% من الصادرات الأميركية إلى أوروبا، وكانت هولندا ثاني أكبر مشترٍ عمومًا بواردات بلغت 3.2 مليون طن، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وكانت ألمانيا وإسبانيا وبولندا من المشترين الأوروبيين البارزين الآخرين، إذ جلبت مليونًا و712 ألفًا و217 ألف طن على التوالي.

وفي أماكن أخرى، كانت مصر (1.9 مليون طن) والمغرب (مليون طن) وجمهورية الدومينيكان (662 ألف طن) من كبار المشترين الآخرين، ما يؤكد النطاق الجغرافي الواسع لأسواق الفحم الأميركي حتى الآن في عام 2023.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- دور الولايات المتحدة ضمن أكبر مصدّري الفحم في العالم، عامَي 2021 و2022:

أكبر مصدري الفحم في العالم

الطلب على الفحم الأميركي

تسلّط وتيرة صادرات الفحم الأميركي القوية، الضوء على الطلب المستمر للفحم الأميركي، حتى مع قيام منتجي الكهرباء المحليين بتخفيض حصة الفحم في مزيج توليد الكهرباء بشكل مطّرد.

على المدى القريب، يبشّر النطاق الواسع من أسواق استيراد الفحم بالخير لمصدّري الفحم في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن ترتفع الشحنات الصادرة مرة أخرى خلال أشهر الشتاء، ما دامت الأسعار الأميركية قادرة على المنافسة مع المورّدين الآخرين.

وعلى المدى الطويل، قد يبدأ مصدّرو الفحم الأميركيون في النضال من أجل العثور على مشترين راغبين في إنتاجهم بشكل مربح، إذ تعهَّد عدد متزايد من شركات توليد الكهرباء بتعزيز إمدادات الطاقة المتجددة وتقليص واردات الفحم.

بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد بعض منتجي الفحم الرؤساء، بما في ذلك الصين، صادرات الفحم بمرور الوقت، حتى مع قيام منتجي الكهرباء هناك باتّباع خطى الولايات المتحدة، وتقليل استعمال الفحم في مزيج التوليد الخاص بهم.

وقد يؤدي ذلك إلى زيادة المنافسة مع الولايات المتحدة على حصة سوق تصدير الفحم، ويؤدي إلى انخفاض مطّرد في إمكانات التصدير الأميركية مع مرور الوقت.

اتهامات بسبب انبعاثات الفحم الضارة

تتناقض المكاسب القوية في صادرات الفحم الأميركي مع الانخفاض الملحوظ في استعمال الفحم المحلي لتوليد الكهرباء، ومع انخفاض إنتاج الكهرباء التي تعمل بالفحم في الولايات المتحدة بما يزيد عن 50% منذ عام 2010، جزءًا من الجهود المبذولة للحدّ من انبعاثات الوقود الأحفوري المحلية.

وتجعل الاتجاهات المتباينة في استعمال الفحم وصادراته، الولايات المتحدة عرضة للاتهامات، بأنها تسهم في اتجاهات الانبعاثات العالمية الضارة، من خلال الحفاظ على صادرات عالية من الفحم، حتى مع تقليل استهلاك الفحم في الداخل.

وبينما تؤمّن الصين والهند، أكبر دولتين مستهلكتين للفحم على مستوى العالم، أغلب احتياجاتهما من الفحم من الإنتاج المحلي، فإن الفحم المستورد يسهم في إجمالي الانبعاثات الصادرة عن محطات الكهرباء، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وفي عام 2022، كان هذان البلدين يمثّلان ما يزيد قليلًا عن 70% من إجمالي انبعاثات الكهرباء العالمية الناتجة عن استعمال الفحم، إذ قاما بتصريف أكثر من 5.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون والغازات المكافئة، وفقًا لبيانات من مركز أبحاث إمبر.

وشكّلت اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وألمانيا وبولندا 8% أخرى.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- نصيب الفرد من انبعاثات الفحم في مجموعة الـ20:

نصيب الفرد من انبعاثات الفحم في مجموعة الـ20