الطاقة المتجددة في اليمن قد تنقذ البلاد من أزمة الكهرباء
نوار صبح
- • أزمة الطاقة تفاقمت بسبب الصراع المستمر الذي أحدث أضرارًا واسعة النطاق للبنية التحتية في البلاد
- • متوسط سطوع الشمس في اليمن يبلغ نحو 3 آلاف ساعة سنويًا
- • الطاقة الشمسية يمكن أن توفر مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للكهرباء للأعداد المتزايدة من السكان
- • الخط الساحلي الطويل والتضاريس الجبلية توفر ظروفًا مواتية لتطوير طاقة الرياح
- • تطوير مشروعات طاقة الرياح في اليمن يمكن أن يساعد في معالجة أزمة الطاقة
يمكن لمصادر الطاقة المتجددة في اليمن أن تساعد على معالجة أزمة الطاقة ونقص الكهرباء هناك، والتي تتواصل منذ نحو 3 عقود، وتفاقمت مع اندلاع الأزمة السياسية العسكرية قبل 11 عامًا.
وتعود أسباب هذه الأزمة جزئيًا إلى التقاعس عن استبدال محطات توليد الكهرباء التي تستهلك أنواعًا مرتفعة الثمن من الوقود، وعدم مجاراة الطلب المتزايد بإنشاء ما يكفي من المشروعات الإستراتيجية.
وقد تفاقمت هذه الأزمة بسبب الصراع المستمر، الذي أدى إلى أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية في اليمن، وحَرَم ملايين الأشخاص من الحصول على إمدادات كهرباء موثوقة، وفقًا لتقرير نشره موقع إي في ويند (evwind).
وفي ظل سعي البلاد من أجل إعادة البناء وإيجاد طريق نحو مستقبل مستدام، فمن الضروري استكشاف حلول الطاقة المتجددة في اليمن، التي يمكن أن تساعد في معالجة أزمة الطاقة في البلاد، والإسهام بتنميتها على المدى الطويل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أهم أسباب نقص الكهرباء في اليمن
تجدر الإشارة إلى أن إمكانات الطاقة المتجددة في اليمن كبيرة، إذ تتمتع البلاد بموقع جغرافي يوفر سرعات رياح عالية، خصوصًا في مناطقه الساحلية.
ويمتلك اليمن إمكانات طاقة رياح تبلغ نحو 40 غيغاواط، وهو ما يكفي لتزويد البلاد بأكملها بالكهرباء، ويوفر فائضًا من الطاقة للتصدير، وفقًا لدراسة أجراها البنك الدولي.
وما تزال هذه الإمكانات الهائلة لمصادر الطاقة المتجددة في اليمن غير مستغلة إلى حدّ كبير حتى الآن، إذ تمثّل طاقة الرياح حاليًا جزءًا ضئيلًا من مزيج الطاقة في البلد الذي يواجه حربًا أهلية منذ سنوات طويلة.
ويعود نقص الكهرباء في اليمن إلى أسباب متعددة، يأتي في مقدّمتها:
أولًا: يعتمد قطاع الكهرباء في البلاد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وخصوصًا النفط والغاز، اللذين يمثّلان ما يقرب من 90% من إنتاج الكهرباء محليًا.
وقد أدى هذا الاعتماد المفرط على الموارد غير المتجددة إلى إعاقة تطوير البنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة في اليمن.
ثانيًا: أدى الصراع المستمر إلى تفاقم الوضع، ما تسبَّب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الحالية للكهرباء، وإعاقة الاستثمارات الجديدة في هذا القطاع.
مصادر الطاقة المتجددة الواعدة
تُعدّ الطاقة الشمسية واحدة من مصادر الطاقة المتجددة في اليمن التي تتّسم بأنها واعدة، إذ تتمتع البلاد بأشعة الشمس الوفيرة، ويبلغ متوسط سطوع الشمس نحو 3 آلاف ساعة سنويًا؛ وهذا يجعله موقعًا مثاليًا لتطوير مشروعات الطاقة الشمسية، التي يمكن أن توفر مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للكهرباء للأعداد المتزايدة من سكان البلاد.
وخلال السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بالطاقة الشمسية في اليمن، مع تنفيذ العديد من المشروعات الصغيرة في جميع أنحاء البلاد، وقد أظهرت هذه المشروعات قدرة الطاقة الشمسية على توفير مصدر موثوق وفعال من حيث التكلفة للكهرباء، حتى في المناطق النائية وخارج الشبكة، وفقًا لما نشره موقع إي في ويند (evwind).
ويوجد مصدر آخر من مصادر الطاقة المتجددة في اليمن، يحمل إمكانات كبيرة، وهو طاقة الرياح، إذ يوفر الخط الساحلي الطويل والتضاريس الجبلية للبلاد ظروفًا مواتية لتطوير مشروعات طاقة الرياح.
وأظهرت الدراسات أن اليمن لديه القدرة على توليد ما يصل إلى 1000 ميغاواط من الكهرباء من طاقة الرياح، وهو ما يكفي لتلبية جزء كبير من احتياجات البلاد من الطاقة.
في المقابل، يمكن لتطوير مشروعات طاقة الرياح في اليمن أن يساعد في معالجة أزمة الكهرباء المحلية، وأن يخلق فرص عمل جديدة مع تحفيز النمو الاقتصادي في هذه العملية.
بالإضافة إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يتمتع اليمن بالقدرة على تسخير مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، مثل الطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الكتلة الحيوية، ويمكن استعمال الطاقة الحرارية الأرضية المتولدة من الحرارة المخزّنة تحت سطح الأرض، لتوفير مصدر مستقر ومستمر للكهرباء للبلاد.
على صعيد آخر، يمكن استعمال طاقة الكتلة الحيوية المستمدة من المواد العضوية، مثل النفايات الزراعية والسماد الحيواني، لتوليد الكهرباء والحرارة في المناطق الريفية، حيث يكون الوصول إلى خدمات الطاقة الحديثة محدودًا في كثير من الأحيان.
أبرز التحديات
على الرغم من أن إمكانات الطاقة المتجددة في اليمن كبيرة، فإن هناك العديد من التحديات التي تحتاج إلى معالجة من أجل تحقيق هذه الإمكانات بشكل كامل.
ويتمثل أحد التحديات الرئيسة بنقص الاستثمار بقطاع الطاقة المتجددة في اليمن، الذي تعثّر نتيجة للصراع المستمر وعدم الاستقرار السياسي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن أجل جذب الاستثمار وتعزيز تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، من الضروري أن تعمل الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي معًا لخلق بيئة مستقرة وداعمة للمستثمرين.
ويتمثل التحدي الآخر بالحاجة إلى تطوير البنية التحتية للطاقة في البلاد، التي تضررت بشدة بسبب الصراع.
ويشمل ذلك البنية التحتية المادية، مثل خطوط الكهرباء والمحطات الفرعية، وكذلك البنية التحتية المؤسسية، مثل الأطر التنظيمية والموارد البشرية اللازمة لإدارة وتشغيل مشروعات الطاقة المتجددة.
وسيكون تعزيز البنية التحتية للطاقة في اليمن خطوة مهمة نحو ضمان النجاح طويل المدى لقطاع الطاقة المتجددة في البلاد.
خلاصة القول، إن حلول الطاقة المتجددة لديها القدرة على أداء دور مهم بمعالجة أزمة الطاقة في اليمن، ودعم التنمية المستدامة.
ومن خلال تسخير طاقة الشمس والرياح وغيرها من الموارد المتجددة، يستطيع اليمن تلبية احتياجاته المتزايدة من الطاقة وتقليل اعتماده على الوقود الأحفوري والإسهام في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.. إن الطريق إلى مستقبل الطاقة المستدامة في اليمن سيتطلب استثمارات كبيرة وإرادة سياسية ودعمًا دوليًا.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في اليمن تترقب مشروعًا جديدًا
- أزمة الكهرباء في اليمن تدفع لجنة مناقصات الوقود إلى استقالة جماعية
- معدّات أكبر محطة طاقة شمسية في اليمن تصل إلى عدن
اقرأ أيضًا..
- قبرص قد تحرم مصر من 4.4 تريليون قدم مكعّبة من الغاز
- مسؤول سابق: النفط الإيراني مُحاصَر.. والخفض السعودي غير كافٍ للمنافسة
- نتائج أعمال سينوبك في النصف الأول 2023 تشهد انخفاض الأرباح 20%