تقارير منوعةالتقاريررئيسيةمنوعات

الرقائق الإلكترونية تحول الشرق الأوسط إلى ساحة حرب بين أميركا والصين

بايدن يحظر تصديرها إلى بعض دول المنطقة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • توسع الولايات المتحدة القيود المفروضة على صادرات الرقائق الإلكترونية المتطورة إلى خارج الصين
  • تنفق السعودية والإمارات ملايين الدولارات على شراء آلاف الرقائق الإلكترونية
  • مبيعات الرقائق الإلكترونية إلى إيران وسوريا محظورة
  • مخاوف أميركية من ذهاب تلك الرقائق الإلكترونية إلى الصين من عملاء في الشرق الأوسط

وسّعت الولايات المتحدة القيود المفروضة على صادرات الرقائق الإلكترونية المتطورة إلى خارج الصين، لتشمل مناطق أخرى، بما في ذلك بعض البلدان في منطقة الشرق الأوسط.

وتسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى كبح جماح الاستثمارات في التطوير الصيني للذكاء الاصطناعي، والرقائق الإلكترونية العسكرية، وأجهزة الحواسيب الكمومية، في إطار مساعٍ أكبر لتقويض قدرة بكين على تطوير التكنولوجيا المطلوبة للتفوق الدفاعي على أميركا، القوة العسكرية والاقتصادية الأكبر في العالم، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق، حظرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مبيعات بعض الرقائق الإلكترونية القيمة التي تُنتجها عملاقة التكنولوجيا الأميركية نفيديا Nvidia، إلى الشرق الأوسط، وسط تصاعد المخاوف إزاء وصول الصين إلى موارد الذكاء الاصطناعي المهمة.

صداع في رأس أميركا

أصدرت إدارة بايدن توجيهاتها إلى نفيديا التي تلامس قيمتها السوقية 1.2 تريليون دولار، والمصنفة إحدى أعلى الشركات قيمة سوقية في العالم، بضرورة الحصول على تصريح عند تصديرها الرقائق الإلكترونية إلى بلدان معينة في المنطقة، في تصعيد لتدابير الأمن القومي التي يفرضها البيت الأبيض على الرقائق الإلكترونية المتطورة، وفق ما نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.

ويرى المحللون أن تلك القيود هي توسيع لنطاق الجهود الأميركية الرامية إلى إحباط مساعي بكين الحثيثة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تستهدف واشنطن من خلالها منع مبيعات الرقائق الإلكترونية إليها، وتقييد أوجه التعاون بين الشركات في الشرق الأوسط وشركات الذكاء الاصطناعي الصينية.

رقائق إلكترونية من تصنيع شركة نفيديا
رقائق إلكترونية من تصنيع شركة نفيديا - الصورة من analyticsinsight

وتبرز أهمية الرقائق الإلكترونية "إتش 100" و"إيه 100" لبرمجيات التدريب مثل "تشات جي بي تي"، كما أنها تقع في قلب سباق عالمي لقوة الحوسبة، في حين تسعى الدول لتبوؤ موقع الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقد حُظرت مبيعات الرقائق الإلكترونية "إتش 100" و"إيه 100" في الصين وروسيا، غير أن الإعلان الأخير من قبل إدارة بايدن يمثّل توسيعًا لنطاق الضوابط التجارية لتتجاوز تأثيراتها حدود هذين البلدين.

ولم تكشف نفيديا عن الدول التي تأثرت سلبًا جرّاء تلك الضوابط التجارية.

وحققت نفيديا معظم مبيعاتها البالغة قيمتها 13.5 مليار دولار في الربع المالي المنتهي في 30 يوليو/تموز (2023) من الولايات المتحدة الأميركية والصين وتايوان.

وتحقق الشركة نحو 13.9% من مبيعاتها من جميع الدول الأخرى مجتمعة، في حين لا تحقق الشركة عائدات سخية من بلدان الشرق الأوسط.

جو بايدن
جو بايدن - الصورة من Getty Images

مباحثات سعودية إماراتية صينية

عقدت المملكة العربية السعودية والإمارات مباحثات مع الصين بشأن تعميق العلاقات الثنائية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وحجزت الرياض وأبوظبي طلبات ضخمة تخص آلاف الرقائق الإلكترونية المصنعة من قبل نفيديا.

ويحظى الباحثون الصينيون -على ما يبدو- بتمثيل كبير في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية.

وسبق أن وصفت الإدارة الأميركية الإمارات بأنها "نقطة إعادة شحن" استعملتها روسيا لتفادي العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية غزوها لأوكرانيا.

يُشار إلى أن مبيعات الرقائق الإلكترونية إلى إيران وسوريا محظورة بموجب نظام العقوبات الأمريكي المطبق على طهران ودمشق.

تشديد التراخيص

قالت نفيديا في بيان: "خلال الربع الثاني من العام المالي 2024 (الأشهر الـ3 الممتدة إلى 30 يوليو/تموز)، أبلغتنا الإدارة الأميركية بشروط تراخيص إضافية على منتجات إيه 100 وإتش 100، المتجهة إلى عملاء معينين، ومناطق أخرى، من بينها بعض الدول في الشرق الأوسط".

وقال محامٍ أميركي متخصص في التجارة، إنه من المرجح أن تأخذ القيود صورة رسالة "رسمية" من مكتب الصناعة والأمن الأميركي، تجبر الشركات على تأمين الحصول على موافقة بالتصدير إلى دول معينة أو عملاء معينين لدواعٍ تتعلق بالأمن القومي.

وأوضح المحامي: "هناك ذعر من إمكان ذهاب تلك الرقائق الإلكترونية إلى الصين من عملاء في الشرق الأوسط".

وأشار إلى أن الشركات الصينية ربما تسعى لاستحداث أنظمة ذكاء اصطناعي على أنظمة حواسيب خارجية بسبب نقص رقائق الذكاء الاصطناعي في البر الرئيس للصين.

وتابع: "تتوجس الولايات المتحدة الأميركية خيفة، ليس من تصدير الرقائق الإلكترونية إلى الصين فقط، وإنما من قدرة الشركات الصينية على التدريب على برمجيات الذكاء الاصطناعي خارج الصين -أيضًا-، ثم جلبها إلى بكين".

الرقائق الإلكترونية
الرقائق الإلكترونية - الصورة من وكالة رويترز

ملايين السعودية والإمارات

تنفق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ملايين الدولارات على شراء آلاف الرقائق الإلكترونية المعروفة باسم وحدات معالجة الرسوميات، في مسعى لتعزيز القطاعات التقنية في البلدين الخليجيين الغنيين بالنفط.

وفي العام الماضي (2022) أبرم وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله بن عامر السواحة، خطة شراكة إستراتيجية مع الصين، تعهدت خلالها الرياض وبكين بالتعاون الوثيق في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وحظر البيت الأبيض شركة نفيديا من بيع أهم منتجاتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين في العام الماضي (2022)، في خطوة كانت الأحدث في سلسلة القيود المفروضة على الرقائق الإلكترونية، لمنع بكين من تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي التي يمكن استعمالها في تصنيع أسلحة أو شن هجمات سيبرانية "إلكترونية".

ضوابط صارمة

في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، كشفت إدارة بايدن عن مجموعة من ضوابط الصادرات، من بينها حظر وصول بعض الرقائق الإلكترونية المصنعة في أميركا إلى الصين، في إطار محاولات واشنطن لإبطاء وتيرة التقدم التقني والعسكري الصيني.

وأعادت نفيديا تصميم بعض رقائقها الإلكترونية للوفاء بشروط البيت الأبيض، رغم أن الأخير يستعد لحظر تلك الرقائق المعاد تصميمها -أيضًا- وفق تقارير.

وقالت نفيديا، إن القيود ستقوّض قدرة الشركات الأميركية على المنافسة في الصين.

وفي هذا الخصوص، أوضح ناطق باسم نفيديا: "شروط التراخيص المشار إليها في تقريرنا ربع السنوي المقدم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الفيدرالية في الولايات المتحدة، لا تؤثر في إيراداتنا، ونحن نعمل من كثب مع الإدارة الأميركية لمواجهة الأمر".

في المقابل، قال ناطق باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، إن بلاده لديها "إطار ضوابط قانوني للصادرات، وهي تراقب باستمرار صادرات المنتجات ذات الاستعمال المزدوج".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق