مسؤول سعودي: الطلب على المعادن النادرة سيرتفع 4 أضعاف في 2040
حياة حسين
- السعودية التزمت بضخ أكثر من تريليون دولار استثمارات في مشروعات تتعلق بتحول الطاقة.. ومدينة نيوم نموذجًا
- إيرينا: يجب أن يستفيد السكان الأصليون من مشروعات تحول الطاقة
- خالد المديفر: تجب إدارة تحول الطاقة بصورة واقعية
- مسؤول أميركي: قانون الحد من التضخم يعزز توفير طاقة نظيفة وآمنة وموثوقة
توقع مسؤول سعودي زيادة الطلب العالمي على المعادن النادرة اللازمة لعملية تحول الطاقة بمقدار 4 أضعاف بحلول عام 2040.
وقال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد المديفر، إن من تلك المعادن الكوبالت والمنغنيز والفانديوم والنيكل، بالإضافة إلى الليثيوم، التي تحتاج إليها صناعات مثل بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية.
جاء ذلك خلال ندوة عن "آفاق المعادن النادرة"، عقدها منتدى الطاقة الدولي، عبر تقنية التواصل المرئي، أمس الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023.
وأوضح المديفر -في الندوة التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة- أن المملكة بدأت خطوات تحول الطاقة، والتزمت بضخ أكثر من تريليون دولار استثمارات في مشروعات تحتاج إلى مثل هذه المعادن.
وأضاف: "على سبيل المثال، مشروع مدينة نيوم على ساحل البحر الأحمر، التي تزيد مساحتها على مدينة نيويورك الأميركية بمقدار 33 ضعفًا، وتعمل بالكامل بالطاقة النظيفة، شاملةً الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين".
وأكد المديفر، أن إستراتيجية الصناعة الوطنية، التي أطلقتها السعودية، سترفع الطلب على المعادن النادرة، إذ تتنوع ما بين منتجات النقل -مثل السيارات-، وصناعات الفضاء، والطاقة المتجددة، والدفاع.
منطقة تغيّر العالم
قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد المديفر، إن المنطقة الممتدة من أفريقيا حتى غرب آسيا ووسطها ستكون لاعبًا أساسيًا قادرًا على تغيير سلسلة القيمة لصناعة التعدين.
وأوضح أنها تضم 79 دولة، وتحتل 33% من مساحة الأراض العالمية، وتحتوي على 40-50% من الثروة المعدنية العالمية، في حين أنها لا تشمل سوى 12% من أنشطة التعدين العالمية حتى الآن.
وأضاف أن "هذا يوضح أهمية التوسع في أنشطة التعدين في هذه المنطقة، ووضع البنية التحتية المناسبة، لتتحول إلى منتج جيد ومصدر مهم لتلبية الطلب العالمي على المعادن".
وتابع أن المملكة أطلقت برامج لتحديد حجم الاحتياطي من المعادن في البلاد وتقييمه، بالتعاون مع المستثمرين العالميين، بهدف جلب خبراتهم وتقنياتهم، والعمل على التوسع في مجال المعادن النادرة.
وتعمل السعودية -حاليًا- على وضع إطار عمل يحدد خطوطًا إرشادية واضحة وقوانين لاستكشاف المعادن وإنتاجها، بالإضافة إلى المنتجات شبه الكاملة المرتبطة بالتصدير.
كما يحدد إطار العمل ضمانات لاستدامة البيئة، وفق المديفر، الذي أكد أن المملكة تقدم حوافز إلى المستثمرين سواء المحلي أو الأجنبي.
ونصح المديفر بضرورة إدارة عملية تحول الطاقة بصورة جيدة، وقال: "يجب أن نكون واقعيين، ففي سباق زيادة الإمدادات نحتاج إلى تحديد التبعات السلبية لذلك على المجتمعات المحلية والبيئة".
واتفقت مع المديفر مديرة دعم الخطط والبرامج في "إيرينا" إليزابيث برس، قائلة إنه من الضروري اختيار طريقة صحيحة لإدارة تحول الطاقة، التي تعتمد على مشروعات الطاقة المتجددة، وما تحتاج إليه من توفر المعادن النادرة.
ولفتت برس إلى بعض التحديات التي تواجه تحول الطاقة، على رأسها مقاومة المجتمعات المحلية لتلك المشروعات، موضحةً أن 54% من المعادن النادرة في العالم موجودة في باطن أراضٍ يقطنها السكان الأصليون.
ونصحت برس بضرورة جعل المجتمعات المحلية جزءًا من محادثات أي مشروع جديد، ومن منافع المشروع أيضًا.
وقالت إن التقنيات المتطورة تُسهم في خفض الأضرار البيئية للمشروعات، وتجعلها تعمل بصورة مستدامة.
دعوة للمنتدى السعودي للتعدين
دعا نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد المديفر، المشاركين في ندوة "آفاق المعادن النادرة"، إلى المشاركة في منتدى "مستقبل التعدين"، الذي تستضيفه المملكة في شهر يناير/كانون الثاني 2024.
وقال الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي جوزيف ماكمونيغل، في افتتاح ندوة "آفاق المعادن النادرة"، إنها الأولى التي تناقش قطاع المعادن النادرة في المنتدى، وتأتي في إطار أهمية تلك المعادن الهائلة في عملية تحول الطاقة.
وأضاف أن التقارير المختلفة العالمية كشفت عن بدء تأثر أسعار سلاسل الإمداد في قطاع المعادن النادرة بتحول الطاقة، وأن صعوبات تلبية الطلب ستزيد على المديين المتوسط والطويل، مع انتشار الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وسلّط رئيس إستراتيجيات الطاقة في "إس آند بي غلوبال" أتول أريا، الضوء على أهمية إعادة التدوير في مشروعات تحول الطاقة لتعزيز إمدادات المعادن النادرة، لتسير جنبًا إلى جنب مع تطوير التقنيات لإنتاج كميات أكبر تلبي الاحتياجات المستقبلية، لكن الأولى ما زالت تصارع ارتفاع التكلفة.
ووافقه الرأي رئيس الاقتصاديين في "ترافيغورا"، شركة تجارة السلع العملاقة، سعد رحيم، وقال إن إعادة التدوير في معدن مثل النحاس تسير بصورة جيدة منذ سنوات طويلة، خاصة في الصين، لكنها تحتاج إلى الاستمرار.
وقال خبير التعدين ريكاردو مورالز، إن الصين بدأت في وقت مبكر تطوير سلاسل القيمة بقطاع المعادن النادرة، وضخت استثمارات هائلة في مجالات تحول الطاقة مثل السيارات الكهربائية.
وأوضح أن الصين حصلت على القيادة حتى الآن في هذا المجال، بسبب ضخ استثمارات هائلة من الأموال العامة، ووضع بنية تشريعية بطريقة مختلفة عن الغرب.
وأضاف المستشار الإستراتيجي في القضايا الجيوسياسية وتحول الطاقة في البيت الأبيض فرانك فانون، إلى أن قانون الحد من التضخم الأميركي يعمل على تحول الطاقة، خاصة في مجال السيارات الكهربائية.
وأضاف أن بلاده تستهدف توفير طاقة نظيفة وآمنة وموثوقة، كما أنها تعمل على ضمان سلاسل إمداد في عملية تحول الطاقة وتوفير المعادن النادرة، لا تنتهك حقوق الإنسان.
يُذكر أن واشنطن اتهمت بكين مرارًا بانتهاك حقوق الإنسان والعمال في أنشطة تتعلق بصناعات تحول الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الليثيوم في أميركا قد يغيّر مشهد المعادن النادرة عالميًا
-
الذكاء الاصطناعي.. ثورة في اكتشاف المعادن النادرة اللازمة للسيارات الكهربائية
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة الأردني: اتفقنا على رفع إمدادات الكهرباء من مصر.. وهذه خطتنا لإنتاج الهيدروجين (حوار)
-
أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.. هل يتبخر الحلم بعد انقلاب النيجر؟