أعلن اليمن، اليوم الجمعة 11 أغسطس/آب (2023)، الانتهاء من عملية تفريغ النفط من خزان صافر، الذي كان يهدّد بكارثة تسرب نفطي في البحر الأحمر.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك: "سيُستكمل اليوم تفريغ صافر من النفط، بعد عملية أممية ودولية كبيرة تعاملت خلالها الحكومة بمسؤولية عالية"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف -عبر حساب الوزارة الرسمي على "فيسبوك"-، أن "الهدف الأول من عملية تفريغ خزان صافر إنقاذ مياه اليمن وسواحله وشواطئه ودول المنطقة من كارثة بيئية وشيكة، في حين أكثرت مليشيات الحوثي من الضجيج والتلبيس على الناس بعد 8 سنوات من عرقلتها لجهود معالجة مشكلة الخزان".
حملة أممية
أطلقت الأمم المتحدة، في 25 يوليو/تموز الماضي، عملية سحب حمولة الناقلة البالغة أكثر من مليون برميل من خام "مأرب الخفيف"، الموجودة في خزان صافر، إلى الناقلة البديلة "نوتيكا"، التي اشترتها الأمم المتحدة في مارس/آذار 2023، من أجل تجنُّب تسرب النفط وحدوث كارثة بيئية في مياه البحر.
وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مساء أمس الخميس 10 أغسطس/آب (2023)، استكمال نقل نحو 97% من إجمالي نفط خزان صافر إلى الناقلة البديلة التي اُطلق عليها اسم "اليمن".
وبلغ إجمالي الكمية التي نُقلت من الخزان العائم إلى الناقلة البديلة "اليمن" بحلول أمس الخميس نحو مليون و111 ألفًا و950 برميلًا، مع مرور 15 يومًا على عملية النقل.
وتأمل الأمم المتحدة أن تُزيل العملية، التي تبلغ تكلفتها 143 مليون دولار، مخاطر وقوع كارثة بيئية قد تتسبّب بأضرار تُقدَّر بنحو 20 مليار دولار.
ترحيب أميركي
رحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالجهود الحثيثة التي بذلتها الأمم المتحدة في إنهاء عملية تفريغ خزان صافر من النفط، والحيلولة دون وقوع كارثة بيئية في مياه البحر الأحمر، حسبما ورد في بيان صحفي نشرته وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني.
وقال بلينكن: "أرحّب بأنباء إنجاز الأمم المتحدة عملية بحرية معقدة في البحر الأحمر لتفريغ خزان صافر من النفط".
وأضاف: "يروق لي أن أشكر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن. ديفيد غريسلي الذي قاد المشروع، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، والشركاء الدوليين الآخرين الذين تبرعوا لصالح تلك الجهود المهمة".
وأكّد بلينكن أن الولايات المتحدة الأميركية، ممثلة في المبعوث الخاص الأميركي لليمن تيموثي ليندركينغ، أدّت دورًا قياديًا في تفريغ خزان صافر من النفط.
لكنه استدرك قائلًا: "رغم تفادي كارثة تسرب نفطي في مياه البحر الأحمر، فإن الستار لم يُسدل بعد عن عملية إزالة ناقلة النفط العملاقة "صافر" بشكل كامل".
وأوضح أن الأمم المتحدة تحتاج إلى جهود المجتمع الدولي، والدعم المالي من القطاع الخاص من أجل سد الفجوة التمويلية البالغة قيمتها 22 مليون دولار، واللازمة لإنهاء المهمة، ومواجهة كافة التهديدات البيئية المحتملة.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن تلك العملية نموذج يُحتذى به في التنسيق والتعاون الدوليين في المستقبل، للتعامل الاستباقي مع الأزمات قبل وقوعها.
مخاوف التسرب النفطي
ترسو ناقلة النفط صافر على بُعد نحو 50 كيلومترًا من ميناء الحديدة الإستراتيجي الذي يُعدّ بوابة رئيسة لدخول الشحنات، غرب اليمن، ولم تخضع لأيّ صيانة منذ 2015.
وخزان صافر عبارة عن ناقلة نفط عملاقة ومتهالكة، كانت معرّضة للانهيار أو الانفجار في أيّ لحظة، وتحمل الناقلة 4 أضعاف كمية النفط التي تسرّبت من ناقلة إكسون فالديز في ألاسكا قبل أكثر من 30 عامًا.
وصُنعت ناقلة النفط صافر قبل 45 عامًا، وتُستَعمَل بصفتها منصة تخزين عائمة، وكانت محلمة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، يُقدَّر ثمنها بنحو 40 مليون دولار، ولم تخضع السفينة لأيّ صيانة منذ 2015، ما أدى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وشكّلت درجات الحرارة في الصيف، والأنابيب المتقادمة، والألغام البحرية الكامنة في المياه المحيطة، تحديات كبيرة لعملية نقل النفط، إذ عمل خبراء من شركة "سميت سالفيدج" الخاصة على إعداد برنامج خاص لعملية التفريغ دون حدوث أي أزمات.
موضوعات متعلقة..
- تفريغ نصف حمولة خزان صافر.. أسبوعان على انتهاء خطر تسرب النفط
- أزمة خزان صافر قبالة سواحل اليمن تقترب من الحل برعاية الأمم المتحدة
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو الطلب على النفط في 2024
- صادرات الغاز المسال الأسترالي تهدد الأسعار العالمية.. ما القصة؟
- انقطاع الكهرباء في مصر.. 3 توجيهات رئاسية لمنع تكرار الأزمة